فشل مارادونا أم نجاح سيميوني.. ماذا ينتظر تيفيز كمدير فني؟
اتخذ الأرجنتيني كارلوس تيفيز منعطفاً جديداً في مسيرته الرياضية، ببدء أولى تجاربه التدريبية داخل بلاده، كمدير فني لنادي روزاريو سنترال، ويأتي الإعلان عن شراكة تيفيز مع روزاريو بعد أيام قليلة من إعلانه اعتزال كرة القدم كلاعب.
وأعلن "الأباتشي" اعتزال ممارسة كرة القدم يوم 4 يونيو/ حزيران الجاري، ليضع نهاية لمسيرة طويلة من الإنجازات داخل بلاده وفي أوروبا، قبل أن يستعد لخوض تجربة جديدة كمدير فني لنادي روزاريو سنترال الأرجنتيني.
وبين تجربة الأسطورة أرماندو مارادونا ودييغو سيميوني، المدير الفني الحالي لأتلتيكو مدريد الإسباني، سيكون تيفيز في تحدٍ جديد في مسيرته الرياضية، فهل يتمكن من النجاح كمدير فني، كما فعل كلاعب كرة قدم؟
تجربة غير ناجحة للأسطورة دييغو أرماندو مارادونا
لا يختلف اثنان على موهبة مارادونا كلاعب كرة قدم، بعد أن أثبت الأرجنتيني قدراته الفنية والمهارات التي يتمتع بها في مسيرة بدأها في بلاده، مروراً بأوروبا، إلى أن اعتزل اللعب في أكتوبر/ تشرين الأول 1997، بقميص فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني.
وبعد مرور 11 عاماً من اعتزاله اللعب، خاض مارادونا تجربة تدريبية لأول مرة كمدير فني، وقد كان ذلك مع منتخب الأرجنتين في عام 2008، واستمر رفقة "الألبيسيليستي حتى 2010، حين تم الاتفاق من جانب اتحاد بلاده على فسخ العقد بالتراضي بسبب النتائج المخيبة للآمال.
قاد مارادونا منتخب بلاده في 24 مباراة، حقق الفوز في 18 منها وخسر 6 مباريات، في نتائج لم تكن مرضية للكثيرين، وبالتالي طُلب من مارادونا الرحيل.
قاد مارادونا نادي الوصل الإماراتي بعد ذلك في تجربة قصيرة لـ 22 مباراة، ثم تجربة قصيرة مع دورادوس سينالوا المكسيسي، قبل العودة إلى بلاده لتدريب خيمناسيا لابلاتا لمدة 21 مباراة فقط انتهت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020؛ بسبب الحالة الصحية.
انتهت المسيرة التدريبية لأفضل من لعب كرة القدم في التاريخ، دون تحقيق أي بطولة، ولذلك يمكن عدّها "فاشلة" من الناحية العملية، بحسب ما أشار إليه مؤرخون.
نجاحات دييغو سيميوني
في جهة أخرى، يُعد نموذج دييغو سيميوني مع أتلتيكو مدريد الإسباني محفزاً لجميع الأرجنتينين، الذين يفكرون في بداية رحلة تدريبية.
كان سيميوني من اللاعبين الذين لم يحققوا نجاحات مذهلة أو شهرة كبيرة كلاعب كرة قدم، مقارنة بمارادونا وتيفيز، لكنه استطاع كتابة تاريخ من ذهب كمدير فني لأتلتيكو مدريد.
كما هو الحال، بدأ "تشولو" مهمته الفنية من بلاده، كمدرب لنادي راسينغ الأرجنتيني، بعد اعتزاله اللعب عام 2006، لكن تجربة سيميوني "الأولى" مع راسينغ دامت لـ14 مباراة فقط.
بعد ذلك، استمر سيميوني في بلاده وقرر تدريب استوديانتيس لمدة عام، ثم انتقل لتدريب ريفر بليت في تجربة كانت ناجحة بشكل ملفت للنظر، ثم درَّب سان لورينزو، قبل العودة لتدريب راسينغ في تجربة قصيرة عام 2011.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2011، انتقل سيميوني لخوض تجربته الفنية الأوروبية الوحيدة مع أتلتيكو مدريد، وهي التجربة المستمرة حتى الآن.
نجح "تشولو" في مسيرته التدريبية مع أتلتيكو مدريد، وقاد النادي ليكون بين الأفضل في إسبانيا ومنافساً لا يُستهان به في كل موسم، رغم الصراع مع أندية مصنفة عبر التاريخ؛ مثل ريال مدريد وبرشلونة.
وصل سيميوني الآن إلى 579 مباراة كمدير فني لأتلتيكو مدريد، حقق خلالها 342 انتصاراً و133 تعادلاً، وتلقى الهزيمة في 104 مناسبات، مع التتويج بـ6 ألقاب، ليكون أفضل مدرب في تاريخ "الروخيبلانكوس" وبين الأفضل في أوروبا خلال العقد الماضي، بحسب ما يشير إليه مؤرخون.