فخر العرب..! تجريد "مو" صلاح وتنصيب محرز

تحديثات مباشرة
Off
2023-10-14 15:59
المصري محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي (Getty)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

نعم.. لم تعد النجومية ولا الشعبية العابرة للحدود التي يحظى بها لاعب الكرة مرهونةً بالأداء أو الموهبة وحسب، ولا حتى حجم ما يمتلك من بطولات وما حقق من إنجازات، إنما باتت تخضع لمعايير أخرى، معايير ظهرت مؤخرًا، معايير صنعتها وتراقبها الجماهير، وبات أبرزها مواقف وتعامل وتفاعل هذا النجم مع الأزمات والقضايا الإنسانية والدينية والاجتماعية وقبلها الوطنية حتى تجاوزت الخطوط الحمراء ودخلت حيز السياسة.

وهي المعايير التي جعلت النجم الكروي العربي الأول حاليًا بمعايير الشهرة والموهبة والألقاب والذي كان قريبًا من أن يكون أول لاعب عربي في التاريخ يتوج بالكرة الذهبية العالمية، المصري محمد صلاح أو "مو صلاح" كما تُطلِق عليه جماهير ناديه الإنجليزي ليفربول وكذا وسائل الإعلام العالمية يتعرض لأعنف أزمة انتقاد وهجوم في حياته على الإطلاق بعدما أطلقت عليه الجماهير قذائف نقد قد يفوق عددها تلك القذائف التي يطلقها المحتل الإسرائيلي على أهالينا في غزة.

والسبب أن النجم العالمي لم يقف مع غالبية نجوم الكرة المصرية والعربية، بل وعدد من نجوم الكرة العالمية من بينهم لاعبون أفارقة احترفوا في وقت سابق في أندية مصرية في خندق الدعم المعنوي لفلسطين والتزم الصمت رغم علمه بحجم الغضب.. وهو الأمر الذي أثار دهشة وأصاب المصريين قبل العرب بالصدمة الكبرى، صدمة جعلت البعض يطالب بتجريد "مو" صلاح من لقبه الأشهر علي الإطلاق، "فخر العرب"، وهو اللقب الذي منحته الجماهير والإعلام المصري لفرعونها الكروي الذهبي وفرضته لقبًا حصريًّا له على الجميع، بل ودخلت الجماهير المصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في معارك ما أكثرها مع جماهير أخرى كانت تحاول وفشلت في وهب ومنح هذا اللقب لنجوم آخرين منهم النجم الجزائري رياض محرز على سبيل المثال لا الحصر.

لكن نفس الجماهير التي منحته اللقب، جردته منه، ومنهم من طالب بمنح لقب "فخر العرب" إلى النجم المصري محمد النني لاعب أرسنال ورفيق درب محمد صلاح في الدوري الإنجليزي الذي كان أول مَن أعلن دعمه وموقفه أجبر رابطة الدوري الإنجليزي على التحرك، ومنهم مَن طالب بذهاب اللقب إلى الجزائري رياض محرز بنشر صور له وهو داخل الملعب يلوح بالعلم الفلسطيني.. ودخلت الجماهير الجزائرية على الخط تدعم حملات تنصيب فارسها محرز لاعب فريق أهلي جدة السعودي الحالي.

والحقيقة أن غضب الشعب المصري والعربي من محمد صلاح تجسد عمليًّا حتى أنه تحوّل إلى "تريند" على موقع التواصل الاجتماعي "X" وأعادت الجماهير الغاضبة نشر تغريدات سابقه لنجمها وهو يدعم حملة ضد قتل الحيوانات الأليفة ومنها القطط أو الاحتفال بأعياد الكريسماس، حتي الإعلام الرياضي المصري لم يجرؤ علي تناول الأمر وتم تجاهله تمامًا، والوحيد الذي ناقشه هو الإعلامي عمرو أديب والذي وجه رسالة عتاب إلى "مو" صلاح مؤكدًا أن الجماهير على حق في غضبها كونه قدوة لملايين الشباب العربي، وأهالينا في فلسطين في حاجة إلى مؤازرة ودعم ولو حتي بكلمة، فيما طالب الجماهير بأن تخفف من حدة الانتقادات.

وتناسى الجميع مواقف إيجابية سابقة لمحمد صلاح في دعم القضية الفلسطينية، قبل عامين فقط خرج مطالبًا رئيس الوزراء البريطاني بالتدخل لإيقاف العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتكرر على فلسطين والمسجد الأقصى، وتناسى البعض ما فعله قبل 10 سنوات حين كان لاعبًا في بازل السويسري عندما رفض التوجه مع الفريق إلى إسرائيل لمواجهة فريق مكابي تل أبيب وعندما أُجبِر على مرافقة فريقه رفض مصافحة لاعبي الفريق الإسرائيلي وسجد على الأرض عندما أحرز هدفًا، ووقتها كان بطلًا قوميًّا في عيون كل العرب.. لكن مع الأسف البعض يمتلك ذاكرة السمكة.. النصيب والتجريد بات مرهونًا بكلمة! 

شارك: