فتنة "أبو تريكة – محمد صلاح"
بدون مقدمات أو مبررات، وربما من باب الفراغ الإعلامي وعدم القدرة على طرح القضايا الجادة، تفرغت البرامج الرياضية في مصر لإجراء مقارنات بين نجوم الكرة المصرية على مر العصور، تحت عنوان "مَن الأفضل"؟
وتضع الضيف تلو الآخر في مأزق، "وخانة اليك" بإجباره على اختيار الأفضل رغم رفضه واعتراضه بعدم جدوى تلك المقارنات لأسباب يذكرها ويفندها، حتى باتت فقرة ثابتة يومية مكررة انتقلت من الشاشات بفضل حالات الجدل التي تفجرها تعليقات واختيارات الضيوف إلى المواقع الإلكترونية التي لجأت إلى منصات التواصل الاجتماعي بحثًا عن التفاعل الجماهيري.
ومع نمو تلك الظاهرة رغم اعتراض الكثيرين عليها، وعدم منطقية المقارنات بين النجوم لاختلاف العصور واختلاف طرق اللعب وغيرها من الاختلافات، باتت مصدرًا لإشعال نار الفتنة بين الجماهير، خاصة عندما يتعلق الأمر باختيار أسطورة كرة القدم المصرية عبر كل العصور، أنصار الأهلي يؤكدون أن محمود الخطيب هو الأسطورة الحية، وأنصار الزمالك يجزمون أن "المعلم" حسن شحاته هو الأسطورة، ومع زيادة رقعة المقارنات، بدأت القضية تأخذ أبعادًا أخطر، بعد الزج باسم نجم الكرة المصرية الحالي محمد صلاح نجم الشباك الأول في ليفربول والدوري الإنجليزي في تلك المقارنات، وإصرار بعضهم على كونه هو أسطورة الكرة المصرية على مر العصور؛ بفضل نجاحاته العالمية المذهلة التي لم يسبقه إليها أي من نجوم الكرة المصرية عبر التاريخ، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الأهلاوية الذين يرون أن "بيبو" محمود الخطيب هو الأسطورة من حيث الموهبة.
ووجد أصحاب الفتن من تلك الظاهرة أرضًا خصبةً لهم لبث سمومهم، ووضعوا معشوق جماهير الأهلي الأول وأمير قلوبهم، محمد أبوتريكة، النجم الدولي المعتزل وأسطورة الجيل الذهبي للأهلي والمنتخب المصري، في مواجهة أمام أيقونة فخر الشعب المصري محمد صلاح في استفتاءات "الأسطورة"، وهو الاستفتاء الذي دائمًا ما يسفر عن أزمة تندلع نيرانها من خلال تعليقات الجماهير التي تندفع بالآلاف للتصويت في هذا الاستفتاء، ولا تكتفي بالإدلاء بصوتها فقط بل تهاجم النجم الآخر وتقلل من شأنه لتتحول المواقع التي تُجري الاستفتاء عبر منصاتها الاجتماعية إلى ساحة حرب حقيقية.
ومؤخرًا، خرج أبوتريكة قبل مواجهة ليفربول ومانشستر يونايتد في قمة الدوري الإنجليزي يرد على سؤال وُجِّه إليه حول قدرة صلاح على التسجيل والتتويج بلقب الهداف التاريخي "للريدز" ، وكانت إجابة أمير القلوب إن تراجع مستوى ونتائج ليفربول في الوقت الراهن قد يحرم صلاح من تحقيق حلمه، قبل أن تسقط كل التوقعات ويحقق الليفر فوزًا تاريخيًا ويسحق المان يونايتد بسباعية ووقع "المو" -لقب محمد صلاح- على هدفين فيه هذا الانتصار وتوج باللقب الخاص، وخرج أحد المتابعين عبر حسابه الشخصي على تويتر ليسخر من توقعات أبوتريكة، وإلى هنا والأمر عادي، إلا أن الجميع فوجئ برجل الأعمال المصري الشهير نجيب ساويرس يعيد نشر سخرية المشجع من أبوتريكة، على حسابه الشخصي معلقًا بكلمة واحدة "الغيرة"، وهو ما فسره الجميع بأن أبوتريكة يغار من نجاحات محمد صلاح، ونجح ساويرس في هدفه وهو إشعال فتنة "أبوتريكة – محمد صلاح"، ضاربًا عرض الحائط بالعلاقة الحميمة جدًا جدًا التي تربط بين النجمين.. ونجح رجل الأعمال في شر الأعمال.