دوري الأبطال بنظامه الجديد.. غلطة الشاطر فلورنتينو بيريز وهوس البرنابيو الجديد

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-17
فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد والفرنسي كيليان مبابي نجم الفريق (Getty)
إسماعيل أحمد
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تنظر شريحة كبيرة من جماهير ريال مدريد وعشاق كرة القدم عمومًا إلى فلورنتينو بيريز بوصفه أحد أفضل رؤساء الأندية عبر التاريخ بسبب الإرث الكبير الذي بناه في النادي الملكي ودوره في إعادته إلى الواجهة وتعزيز مكانته منذ بداية القرن الجديد.

لكن هذا الثوب الأبيض للقرش بيريز لم يكن ناصعًا تمامًا؛ إذ ارتكب بعض الأخطاء الفادحة في مسيرته والتي كانت مثل البقع السوداء في هذا الثوب، وبعضها يصدق عليها المثل الشهير "غلطة الشاطر بألف"، وهو ما تتذكره الجماهير اليوم مع عودة الكرة للدوران في بطولة دوري أبطال أوروبا بنظامها الجديد.

واستطاع فلورنتينو إصلاح بعض الأخطاء دون أن يدفع ثمنًا باهظًا لها، لكن بعضها الآخر كلفه الكثير، على غرار أخطائه في فترته الأولى والتي أجبرته على الخروج من الباب الضيق بالاستقالة قبل أن يعود من أوسع الأبواب في ولايته الثانية التي كانت النكسة الأبرز لبيريز فيها الخطأ الذي ارتكبه في طريقة الإعلان عن مشروع السوبر ليغ.

فلورنتينو بيريز وريال مدريد.. نجاحات استثنائية وأخطاء فادحة

حقق ريال مدريد 7 ألقاب في دوري أبطال أوروبا مع فلورنتينو بيريز الذي استهوته فكرة أن يكون "البرنابيو الجديد"، بعد الرئيس التاريخي للنادي في حقبته القديمة سانتياغو برنابيو الذي فاز معه النادي بـ 6 ألقاب في دوري الأبطال، وكان وراء فكرة بناء ملعب النادي الذي كان اسمه "تشامارتن"، قبل تغيير اسم الملعب تكريمًا للرئيس الأسطوري.

هوس "البرنابيو الجديد" دفع بيريز لجلب كريستيانو رونالدو ليكون "دي ستيفانو الجديد"، وتدعيم النادي بمجموعة من النجوم الكبار الذين كان آخرهم كيليان مبابي.

بعد تجاوز الرقم القياسي السابق لسانتياغو في عدد مرات الفوز بدوري الأبطال، وتجديد الملعب وإعادة بنائه، لم يكن ينقص الرئيس الحالي للنادي الملكي سوى بطولة جديدة ترتبط باسمه بعدما كان سانتياغو هو من أطلق فكرة إقامة بطولة تجمع أبطال الدوريات الأوروبية؛ ولمحاكاة الفكرة أطلق بيريز مشروع "السوبر ليغ".

لكن الشاطر فلورنتينو بيريز ارتكب غلطة العمر بسبب الطريقة التي أعلن بها عن الفكرة، لينقلب السحر على الساحر ويسقط سريعًا بالضربة القاضية أمام "يويفا" ورئيسه السلوفيني ألكسندر تشيفرين.

أطلق بيريز الفكرة مباشرة دون التمهيد لها ببث تسريبات غير مباشرة إلى وسائل الإعلام لجس نبض الجمهور والتعديل على نظام البطولة وفقًا لردود فعل الشارع الكروي الأوروبي ورغباته ومتطلباته.

أفرط بيريز في الثقة بالنجاح دون أن يتأكد من عدم وجود ثغرات في نظام المشروع وقوانينه، ودون أن يأخذ ضمانات كافية من حلفائه ليبقوا في صفه ولا يتخلوا عنه سريعًا كما حدث، ليجد نفسه وحيدًا تقريبًا.

يويفا وفيفا التقطا الفكرة سريعًا وبيريز لم يحصل على براءة اختراع!

ما حدث بعد ذلك، هو أن يويفا وفيفا التقطا فكرة "العجوز" فلورنتينو وأدخلاها سريعًا حيز التنفيذ دون أن يمنحا رئيس البيت الأبيض حتى براءة اختراع؛ إذ سرعان ما أعلن يويفا عن النظام الجديد لدوري الأبطال، وأطلق فيفا النسخة الموسعة من مونديال الأندية أو ما يمكن تسميته (سوبر مونديال الأندية).

وانتقلت الفكرة في وقت قياسي إلى القارات الأخرى من خلال بطولة الدوري الأفريقي التي حملت في البداية (دوري السوبر الأفريقي) ثم تغير الاسم قبل انطلاقة النسخة الأولى بفرمان من فيفا؛ حتى لا يبدو الأمر وكأنه تقليد حرفي لفكرة فلورنتينو بيريز.

ولم تكن القارة الصفراء بعيدة عن كل ما يحدث؛ إذ أطلقت بطولة السوبر الخاصة بها والتي حملت اسم دوري أبطال آسيا للنخبة، لتلتحق بالركب بعد حمى بطولات السوبر التي اجتاحت عالم الساحرة المستديرة، لينجح رئيس النادي الملكي على الرغم من كل شيء في تغيير وجه كرة القدم وإن لم يحدث ذلك بالطريقة التي أرادها تمامًا، كما أنه استطاع أن يحافظ هيبة فريقه التي لم تسقط أو تتضرر مثلما حدث لأندية أخرى، وهي أشياء ربما تمنح فلورنتينو بيريز بعض العزاء.

شارك: