غرائب وطرائف من ملاعب كأس أمم أفريقيا
تُعرَف مسابقة كأس أمم أفريقيا بحوادثها الطريفة، تحديدًا عندما تقام البطولة في أدغال القارة حيث العادات السكّانية والاجتماعية الغريبة نوعًا ما عن شعوبنا العربية، إضافة إلى التنظيم المتواضع في بعض الأحيان، والذي يخلّف تصرفات فكاهية.
نستعد بعد أيام لاستقبال النسخة رقم 34 تاريخيًا من كأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار 2023، حيث تشارك 5 منتخبات عربية هي الجزائر وتونس والمغرب ومصر وموريتانيا، بهدف إضافة اللقب الـ13 عربيًا في البطولة.
قبل انطلاق "كان كوت ديفوار 2023" نستعرض عبر موقع winwin أبرز غرائب وطرائف كأس أمم أفريقيا.
كرة سلة أم قدم؟
أثار منتخب الكاميرون -البطل 5 مرّات- الدهشة عندما ظهر بقمصان من دون أكمام تمامًا كما يحدث برياضة كرة السلة، وذلك في نسخة 2002 بمستهل حملة الدفاع عن لقبه الذي أحرزه بنسخة غانا ونيجيريا 2000.
لاقى القميص اعتراضًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) وهدد الكاميرون بالاستبعاد من نهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان التي ستقام بعد أشهر، ما جعل مسؤولي كرة القدم في الكاميرون يتراجعون عن هذا القميص العجيب.
حسب وسائل إعلام، صممّت شركة بوما (Puma) قميص الكاميرون بدون أكمام، في إطار التنافس مع غريمتيها، الألمانية أديداس (Adidas) والأمريكية نايكي (Nike) ورغبتها في ابتكار تصاميم جديدة تزيد من سمعة الشركة.
المثير أن الكاميرون ظهرت في كأس أمم أفريقيا 2004 بتونس، بزي مكوّن من قطعة واحدة. أي سروال وقميص متصلين ببعضهما، غير أن منتخب (الأسود) بدّل هذا التصميم بزي تقليدي مكوّن من قطعتين في ثمن النهائي.
سحرة كوت ديفوار
قبل انطلاق كأس أمم أفريقيا 1992 بالسنغال، اتفق الاتحاد الإيفواري مع ساحر شهير يدعى جاباس بودابو لتسهيل فوز منتخب (الأفيال) بالبطولة مقابل مبلغ مالي كبير، لكنه تراجع عن السداد بعد فوز كوت ديفوار باللقب لأول مرة في تاريخه.
جذبت هذه القصّة عناوين وسائل الإعلام الأفريقية -وقتئذٍ- خاصّة أن كوت ديفوار اكتسحت الجميع ولم تهتز شباكها طيلة مشوار البطولة. وبعد سنوات، تحدثت تقارير عن اتفاق بين الاتحاد وبودابو لتسوية مالية بعد إخفاقات متتالية للإيفواريين.
وفي نسخة 2008 التي استضافتها غانا، ظهر ساحر إيفواري في أرض ملعب (سيكوندي تاكورادي) قبل انطلاق مباراة منتخب بلاده كوت ديفوار أمام غينيا في ثمن النهائي، وبدأ في إلقاء تعاويذ وكلمات مشعوذة وسط اندهاش الجميع.
فما كان من لاعبي منتخب غينيا إلا أن أوسعوه ضربًا وطروده خارج أرض الملعب.. في النهاية انتصرت كوت ديفوار (5-0) بقيادة ديديه دروغبا عابرة إلى نصف النهائي. وبالمناسبة أدار المباراة الحكم الجزائري جمال حيمودي.
احتفال وعلامة تجارية
تحوّل احتفال حارس المرمى الأيقوني لمنتخب الكونغو الديمقراطية، روبرت كيديابا، إلى علامة تجارية بعد اعتزاله.
دأب كيديابا على احتفاله الشهير بالقفز والرقص زاحفًا من وضعية الجلوس، سواء مع منتخب الكونغو الديمقراطية أو نادي مازيمبي، غير أنّه ذاع صيته في مباراة تحديد المركز الثالث بنسخة 2015 عندما قاد بلاده للميدالية البرونزية.
فازت الكونغو بالمركز الثالث على حساب المنظّمة غينيا الاستوائية بركلات الترجيح (4-2) وتفنّن كيديابا في رقصته كما لم يفعل من قبل، وبعد اعتزاله في 2015، أنشأ مؤسسة لتصميم وبيع الملابس، تحمل علامة تجارية بنفس أسلوب احتفاله الشهير.
زملاء بنفس الاسم
أمّا في نسخة مصر 2019، في لقاء الجولة الأولى بالمجموعة الرابعة بين مالي وموريتانيا، فخرج لاعب المنتخب المالي أداما تراوري ونزل زميله أداما تراوري أيضًا، في لقطة أثارت الدهشة بسبب استبدال المدرب لاعبًا بزميل له يحمل نفس اسمه.
المثير أن كلا اللاعبين سجّلا في المباراة التي انتهت بفوز مالي (4-1) حيث أحرز أداما تراوري الهدف الثالث في الدقيقة 55، قبل أن يترك مكانه لزميل له بنفس الاسم أيضًا (أداما تراوري) حيث نزل تراوري البديل إلى أرضية ملعب السويس وسجّل الهدف الرابع لمنتخب بلاده في الدقيقة 73.
كروت ضائعة وصور خاطئة
وفي نسخة الكاميرون 2021، التي من المفترض أن تكون أكثر تقدّمًا وأقل أخطاءً، حدثت بعض المواقف الطريفة.
أصبحت الرواندية ساليما موكنسانغا، أول حكم نسائي يدير مباراة في تاريخ المسابقة عندما أدارت لقاء زيمبابوي وغينيا في المجموعة الثانية، غير أنها باتت محط السخرية بسبب فقدانها للبطاقة الصفراء وبحثها عنها في أرض الملعب.
عندما أرادت ساليما إنذار أحد لاعبي الفريقين، بحثت عن البطاقة الصفراء ولم تجدها، لتبدأ البحث في أرض الملعب، قبل أن يعثر لاعب على البطاقة ويمررها لها. وفي دور المجموعات أيضًا، أخطأت اللجنة المنظّمة للبطولة في نشر صورة لأحد اللاعبين.
فبعد فوز حارس مرمى مالي، إبراهيم مونكورو، بجائزة رجل المباراة أمام تونس، نشرت اللجنة المنظّمة صورة ساديو ماني قائد منتخب السنغال باعتبار أنه الحارس مونكورو. ولاقى هذا الخطأ سخرية واسعة من رواد منصات التواصل الاجتماعي.
خطف المايكروفون
في الكاميرون 2021 أيضًا، خلال المؤتمر الصحفي لمباراة تونس وبوركينا فاسو بثمن النهائي، اقتحم شخص قاعة المؤتمر وخطف المايكروفونات من أمام مدربي المنتخبين ولاذ بالفرار وسط ملاحقة عناصر الأمن له.
تبيّن لاحقًا أنّ اللجنة المنظّمة للبطولة استأجرت منه المايكروفونات ولم تسدد المستحقات المتأخرة، فقام بخطف معداته.
نشيد خاطئ لموريتانيا
في الحقيقة كانت نسخة الكاميرون 2021، مليئة بالأحداث الطريفة. فعزف النشيد الوطني الخطأ قد يسبب أزمة دبلوماسية في بعض الأحيان، لكن لم يحدث ذلك ومرّ الأمر مرور الكرام عندما عُزف نشيد خاطئ لموريتانيا قبل مباراتها أمام غامبيا.
عزفت اللجنة المنظّمة النشيد الوطني القديم لموريتانيا، بدلًا من الجديد.. وبعد لحظات تم إيقاف تشغيل النشيد القديم في الملعب، قبل أن يبدأ لاعبو المنتخب الموريتاني ترديد النشيد الوطني لبلادهم من دون عزف موسيقى في مشهد عجيب.
الكأس أو المال
خلال توديعه منتخب غينيا المسافر لخوض كأس أمم أفريقيا 2021، هدد رئيس البلاد -آنذاك- مامادو دومبويا، لاعبي منتخب (الأفيال الوطنية) وقال إن عليهم العودة من الكاميرون بالكأس أو إعادة الأموال التي صرفتها الدولة على تأهيلهم للبطولة.
لم يستمر منتخب غينيا طويلًا في الكاميرون، فبعد تأهله إلى ثمن النهائي وصيفًا للمجموعة الثانية بـ4 نقاط، أُقصي على يد منتخب غامبيا بهدف في الدقيقة 79 عن طريق موسى بارو، وعاد إلى العاصمة كوناكري يجر أذيال الخيبة.
مباراة من 80 دقيقة
الحادثة الأطرف على الإطلاق في نسخة كأس أمم أفريقيا "الكاميرون 2021"، كانت عندما احتسب الحكم الزامبي جاني سيكاوزي 5 دقائق كوقت إضافي في مباراة تونس ومالي عند الدقيقة 80، وبعد مرور 5 دقائق بالفعل، أي في الدقيقة 85، أطلق صافرة النهاية.
احتج لاعبو تونس، خاصّة أن منتخب (نسور قرطاج) كان متأخرًا بهدف نظيف، ليستأنف الحكم سيكاوزي المباراة، ثم يطلق صافرة النهاية في الدقيقة 89 وسط احتجاج أكبر وأشدّ، لكن من دون فائدة هذه المرّة، لتنتهي المباراة بخسارة تونس مباراتها الافتتاحية.