عيسى العيدوني.. الرجل الحديدي في منتخب تونس
أبدى لاعب الوسط الدولي، عيسى العيدوني، اعتزازه بجذوره الجزائرية وفي الوقت ذاته بانتمائه إلى المنتخب التونسي، المدافع عن ألوانه في كأس العالم قطر 2022؛ إذ استهلَّ مبارياته بجائزة أفضل لاعب خلال التعادل السلبي أمام الدنمارك قبل أن يستبدله المدرب جلال القادري في الخسارة أمام أستراليا بهدف يتيم.
وانتقد عدد كبير من الأصوات في الجزائر عدم ضم نجم فيرينتسفاروشي المجري إلى صفوف منتخب "محاربي الصحراء"، فيما أشادت الصحف التونسية بأداء العيدوني بفضل اعتراضاته للكرة وتحركاته وتوجيهه لرفاقه داخل المستطيل الأخضر.
وقال ابن الـ26 عاماً بعد مباراة الدنمارك: "أنا سعيد بمشاركتي في كأس العالم، ولكن الأهم هي النتيجة الجيدة التي حققها منتخب تونس، وبعد ذلك تأتي جائزة أفضل لاعب".
وكرر العيدوني طلبه للجماهير التونسية برفع مستوى الحماس، متوجهاً إليها بإشارات بيديه في مباراتي "نسور قرطاج"، فرد التوانسة بصراخ وهتافات هزت أرجاء الملعب.
كما أثنى مهاجم الاتفاق السعودي، نعيم السليتي، عند سؤال وكالة فرانس برس على زميله، قائلاً: "كان الأفضل في المباراة (أمام الدنمارك)، بينما استبدله المدرب (أمام أستراليا). هذه هي كرة القدم "اليوم تراجع المستوى قليلاً، الجميع يعلم أنه يملك إمكانات أعلى".
وقد استهل العيدوني حلم المشاركة في العرس الكروي العالمي بألوان تونس بعدما كان علامة فارقة في التأهل، ليرد الثقة التي وضعها فيه المدرب منذر الكبير وبعده القادري في المباراة الأولى ضد الدنمارك، ليصفه المراقبون بـ"الرجل الحديدي" الذي لا يتعب.
أب جزائري وأم تونسية
ولد العيدوني من أب جزائري وأم تونسية، فتعلق بالبلدين وارتبط بهما، وبعدما انتظر فرصة صريحة للانضمام إلى "محاربي الصحراء"، أتته من "نسور قرطاج" في 19 آذار/ مارس 2021، ليشارك في أول مباراة دولية من تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2021 ضد ليبيا.
وقال حينها: "تلقيت اتصالات من الاتحاد التونسي، لكن أتمنى أن ألعب للجزائر". فيما أبدت الجماهير الجزائرية حسرتها على إضاعة فرصة الاستفادة من جهود لاعب خط الوسط صاحب مواصفات يفتقر لها المنتخب، خصوصاً بعد اعتزال عدلان قديورة؛ إذ يتميز بقوة جسمانية كبيرة، وقدرة على اعتراض الكرات والإسهام في بناء الهجمات.
وقد وُجّهت انتقادات إلى المدرب جمال بلماضي الذي بدا حينها غير مقتنع بإمكانات العيدوني حسب مصادر مطلعة، مفضلاً عليه رامز زروقي نجم تفينتي الهولندي في مركز الوسط المدافع، كما انتقدت الأصوات المدرب لتفويته على المنتخب الجزائري فرصة الحصول على مواصفات محارب لوجود قطعة ناقصة في التشكيلة.
وانضم العيدوني إلى فيرينتسفاروشي في آب/ أغسطس 2020 في صفقة قدرت قيمتها نحو 600 ألف يورو، وقاده للفوز بلقب الدوري في موسمين توالياً، واختير أفضل لاعب في الدوري عام 2020.
كما رفض العيدوني الذي تدرّج في نادي أنجيه الفرنسي، ولعب في أندية هواة، قبل أن ينتقل عام 2018 إلى فولونتاري الروماني، وبعدها إلى فيرينتسفاروشي الدخول في مهاترات، مشدداً على أن "بلماضي يدرك ما يجب عليه أن يفعله وقد أثبت ذلك، أما من جهتي فسأحاول أن أقدم أفضل العروض داخل الملعب"، وتابع مثنياً على قديورة و"المشوار المميز الذي حقّقه. إنه لاعب مميز، وأنا أحترمه كثيراً؛ لأنه قدوة لأي لاعب شاب".
طموحات أبعد من فيرينتسفاروشي
يرتبط العيدوني بعلاقة وطيدة مع زملائه في المنتخب التونسي؛ أبرزهم الشاب حنبعل المجبري والسليتي وحمزة رفيعة، علماً أنه واجه بلده الجزائر في مباراة ودية انتهت بفوز "محاربي الصحراء" 2-0 في ملعب حمادي العقربي برادس في 11 حزيران/ يونيو 2021.
وتطرق العيدوني في مقابلة مع "العربي الجديد" في حزيران 2022 إلى غياب بلده الثاني الجزائر عن المشاركة في كأس العالم، موجهاً رسالة دعم وتشجيع، قائلاً: "افتخر باللعب لتونس، لكن الجزائر كذلك بلدي ووطن والدي؛ لذلك أتمنى الخير للشعبين على حد سواء".
وأردف: "هي خيبة أمل كبيرة بالنسبة إليهم، نظراً لمجريات اللقاء الفاصل ضد الكاميرون، فقد كانت الجزائر أفضل من المنافس، وفرضت سيطرتها على مواجهة الإياب"، متمنياً أن يستعيد "محاربو الصحراء" توازنهم، وقال في هذا الشأن: "أتمنى أن يعود المنتخب الجزائري سريعاً إلى قوته المعهودة، وأن ينجح في التأهل لكأس العالم سنة 2026".
ولم يخفِ العيدوني رغبته في خوض تحديات أقوى وأفضل من الدوري المجري في المستقبل القريب، مشيراً في الوقت ذاته إلى شعوره بالراحة والاستقرار مع فيرينتسفاروشي، وقال في هذا الصدد: "بالطبع لديّ أحلام وطموحات كبيرة لا حدود لها، وأرغب دائما في التطور والتقدم المستمر، واللعب لصالح أبرز الأندية الأوروبية، وهذا يعد من بين أهم أهدافي".