عودة فالفيردي تصنع الحدث في مباراة برشلونة وبيلباو
بعد فترة من الانقطاع عن عالم التدريب، عاد إرنستو فالفيردي ليتولى مسؤولية فريقه القديم أتلتيك بيلباو، ومع إقامة منافسات الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني هذا الموسم 2022-23، سيذهب المدرب إلى "كامب نو"، لمواجهة برشلونة، ليعيد إلى الأذهان الكثير من الأحداث المختلفة التي كان بطلها المدرب الملقب بالنملة.
حصل فالفيردي على قطعة السكر التي تروق له، فقرر العودة إلى مقاعد البدلاء من جديد عبر بوابة بيلباو، بعد أشهر طويلة حصل فيها على قسط كبير من الراحة، عقب إقالته من تدريب برشلونة في يناير/ كانون الثاني 2020.
وإذا كان فالفيردي قد حزن على رحيله عن تدريب برشلونة، فإن الأوضاع لم تكن أفضل حالًا بعده، بعدما واصل الفريق السير في طريق الانهيار عقب تولي كيكي سيتين، ثم رونالد كومان، وانتهى الأمر برحيل ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان.
البحث عن هدف
ستحمل مباراة برشلونة وبيلباو عنوان "البحث عن هدف"، بالنسبة لفالفيردي الذي عليه الحفاظ على مركز مؤهل لمسابقة أوروبية، حيث يحتل الفريق الترتيب السادس في جدول الليغا برصيد 18 نقطة.
كما سيبحث فالفيردي عن هدف في شباك الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن، لا سيما أنه يدرك أسلوب برشلونة جيدًا في الضغط المستمر، ومع ترك الكثير من المساحات في الخط الخلفي للبلوغرانا، سيأتي دور الشقيقين إينياكي ونيكو "ويليامز" في الانطلاق بسرعتهما.
ويتحمل فالفيردي مهمة الانتقام من برشلونة عقب ما حدث لبيلباو في العام الماضي في مسابقة الليغا على ملعب "كامب نو"، حين خسر الفريق الباسكي بأربعة أهداف نظيفة، وكان يتولى وقتها مارسيلينو غارسيا تورال تدريب الفريق.
عودة درامية
لم يكن قرار فالفيردي بالعودة لتدريب بيلباو وليد اللحظة، بل سبقه وعد انتخابي، قطعه رجل الأعمال، جون أوريارتي، بأنه إذا فاز بمقعد رئاسة النادي الباسكي، سيكون إرنستو مدربًا للفريق.
اكتسح أوريارتي الانتخابات على حساب منافسيه ريكادرو باركالا وإينيامي أريتشاباليتا، ليكون فالفيردي حاضرًا في "سان ماميس"، وهذه هي المرة الثالثة التي يتولى فيها فالفيردي تدريب بيلباو، حيث كانت الولاية الأولى في الفترة من 2003 وحتى 2005، بينما بدأت الولاية الثانية في 2013، واستمرت حتى 2017.
ويحصل فالفيردي على مساحته الخاصة داخل بيلباو؛ فلديه دراية كبيرة بقدرات فريقه، ولديه أندير هيريرا، لاعب الوسط الذي شهد المدرب بزوغ نجمه، وكان مرشحًا للانضمام إلى برشلونة الإسباني حينما كان إرنستو يتولى قيادة البلوغرانا.
إرث فالفيردي
لم ينسَ جمهور برشلونة ما كان يميز فالفيردي حين كان يتولى المسؤولية الفنية للبلوغرانا، وكيف كان يجلس القرفصاء عندما يصبح الوضع مُعقدًا.
كما كان ما يميز تكتيك فالفيردي إرهاقه للمنافس، ومع اقتراب المباراة من نهايتها يبدأ الضغط بقوة، في الوقت الذي كان يتمتع فيه المدرب بترسانة من لاعبين مميزين؛ مثل ليونيل ميسي ولويس سواريز وعثمان ديمبيلي وإيفان راكيتيتش، بالإضافة إلى صغر عمر جيرارد بيكيه وجوردي ألبا وسيرخيو بوسكيتس، مقارنة بما عليه الحال هذه الأيام.
وكان فالفيردي مصدر إعجاب من لاعبي برشلونة، حيث خرج ميسي في أكثر من مناسبة للإشادة بالمدرب رغم تذبذب نتائج الفريق؛ سواء في الليغا أو في دوري أبطال أوروبا.
وكان فالفيردي شاهدًا على نتائج كارثية لبرشلونة، مثل الخسارة بثلاثية أمام روما، ورباعية أمام ليفربول، في دوري أبطال أوروبا، وهو ما زاد من الضغوط على إدارة جوسيب ماريا بارتوميو لإقالة المدرب بعد ذلك.
ورغم أن إقالة فالفيردي جاءت بعد خسارة لقاء أتلتيكو مدريد في كأس السوبر الإسبانية يناير 2020، فإن الفريق لعب بقوة في هذا اللقاء، ولكن إدارة بارتوميو لم تقوَ آنذاك على تحمل المزيد من الضغوط، فقررت الإطاحة بالمدرب.
تشافي يدرك اللحظة
اعترف الإسباني، تشافي هيرنانديز، المدير الفني لنادي برشلونة، أن عودة فالفيردي إلى "كامب نو" تحمل أهمية خاصة؛ حيث يملك النملة سجلًا كبيرًا من المباريات مع البرسا، وشهد على لحظات خاصة داخل الفريق، ويدرك أسلوب البلوغرانا جيدًا، وكيف تدار الأمور بمنظومة النادي.
وفي سياق آخر، وعلى الصعيد الفني، مهّد تشافي خلال المؤتمر الصحفي التقديمي للمباراة لإمكانية إجرائه تغييرات على تشكيلة فريقه الفائزة قبل أيام على فياريال بثلاثية نظيفة، وإجمالًا، لا يبدو أن هناك ما يمنع عودة بوسكيتس ليشارك أساسيًّا على حساب فرينكي دي يونغ المتألق مؤخرًا.
وإلى جانب ذلك، أشارت تقارير صحفية إلى ضرورة إراحة بيدري، الذي أصبح يعتمد عليه تشافي بدرجة كبيرة، وربما تراجع مستواه بسبب ضغوط المباريات، لا سيما أن هناك لاعبي وسط آخرين لا يحظون بفرصة للمشاركة المنتظمة مع الفريق، مثل الإيفواري فرانك كيسي.
وألمح تشافي إلى أن الفرنسي، جول كوندي، قد يشارك في مركز الظهير الأيمن بدلًا من قلب الدفاع إذا اقتضت الضرورة، وسمحت المباراة بإجراء هذا التعديل، في إشارة إلى أن هذا المركز بحاجة إلى تدعيم رغم وجود الثنائي سيرجي روبيرتو وهيكتور بيليرين.
ويبدو أن تشافي أبدى ارتياحه لوجود الظهير الأيسر، ماركوس ألونسو، في قلب الدفاع، حيث أكد أن إجادة ألونسو الدفاع بالقدم اليسرى تمثل ميزة كبيرة، تساعده في إيقاف هجمات المنافسين.
تابع مباريات اليوم لحظة بلحظة