عموتة "المحظوظ" ينجو بمنتخب الأردن ليواصل حلمه المونديالي

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-07 11:30
عموتة لم يتدخل بالوقت المناسب وظروف عديدة خدمته في الفوز (facebook./JordanFootball)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يُحسد المغربي الحسين عموتة، المدير الفني لمنتخب الأردن، على قيادته جيلًا ذهبيًّا، استطاع معه أن يغير المعادلة، ويرفع من شأن كرة القدم الأردنية قاريًّا وعالميًّا، ويضعها على مشارف تحقيق حلم الوصول للمونديال لأول مرة بالتاريخ.

ولم تكن مباراة أمس الخميس أمام طاجيكستان سهلة، بل إن الأخير فرض أفضليته في الشوط الأول، ولو استثمر ما أتيح له من فرص، لتغير الحال، ولخرج النشامى من البوابة الخلفية لتصفيات المونديال، بيد أن ظروفًا عديدة أسهمت في "جبر خواطر" الجماهير المحتشدة، وجعلت مسيرة الحلم تتواصل.

وعاشت الجماهير الأردنية حالة من الفرح طيلة الساعات الماضية، وأطلقت أبواق سياراتها معبرة عن سعادتها بإنجاز مهمة طاجيكستان، وبثلاثية نظيفة وضمان التأهل لكأس آسيا 2027 بالسعودية، وبلوغ الدور الحاسم من التصفيات المونديالية لأول مرة.

ويتوجب على عموتة أن يتوقف مطولًا عند ما حدث في الشوط الأول، فرغم حالة التركيز التي طغت على تدريبات النشامى طيلة الفترة الماضية، إلا أن الحالة الذهنية في الشوط الأول، والعشوائية التكتيكية كادت أن تعصف بالحلم وتحوله إلى كابوس مزعج.

ويلخص "winwin" في هذا التقرير، أبرز ما شهدته المباراة من منعطفات، ويكشف أسباب الظهور السلبي المفاجئ للنشامى في الشوط الأول، وكيف انتفض في الشوط الثاني وغيّر الموازين.

عموتة "المحظوظ"

لا يخفى على أحد أن عموتة يعتبر مدربًا محظوظًا لعدة أسباب، يتقدمها أنه تسلم دفة قيادة النشامى وهو في حالة تصاعد على مستوى الأداء والنتائج، فضلًا عن أنه تولى الإشراف على تدريب جيل من اللاعبين الموهوبين، يعد تاريخيًّا الأفضل في مسيرة الكرة الأردنية، ويتقدمهم موسى التعمري ويزن النعيمات وعلي علوان ومحمود مرضي ونزار الرشدان.

وكذلك، فإن عموتة محظوظ، باعتباره يوشك على تحويل حلم -طالما انتظرته الجماهير الأردنية- إلى حقيقة في الوصول إلى المونديال، بعد أن رفع فيفا عدد المقاعد المخصصة لقارة آسيا إلى 8.5 مقعد، ما سيعزز من حظوظ النشامى في تحقيق حلم الوصول إلى المونديال.

ولعل وصف عموتة بالمدرب "المحظوظ" لا يعني أن المدرب ليس لديه ما يقدمه للنشامى على المستوى الفني، ولا نقصد الانتقاص من حقه فيما تحقق، بل على العكس، فهو اجتهد عندما تسلم المهمة في رصد التفاصيل الخاصة بقدرات كل لاعب، وصحيح أنه تعرض في البداية لسلسة خسائر قاسية، لكنه كان يهدف في الأساس للوصول إلى الأهم، وهو معاينة القدرات أملًا في اختيار اللاعبين الأفضل.

وفي كأس آسيا، قلب عموتة جميع التوقعات، وقاد النشامى لوصافة كأس آسيا لأول مرة بتاريخ كرة القدم الأردنية، بعدما أحسن توظيف قدرات هذا الجيل، وفق أسلوب لعب متقن ومثالي، معولًا بذلك على حلقة التفاهم والتناغم بين اللاعبين، وبخاصة في خط المقدمة.

سلبيات وسر التفوق

كاد منتخب النشامى يقع بالمحظور، وتنقلب الأمور رأسًا على عقب، حيث وصل عدد الركلات الركنية لمنتخب طاجيكستان في الشوط الأول إلى نحو 8 ركلات، وخلناه للحظة أنه هو من يلعب في أرضه وبين جماهيره، حيث فرض أفضليته ولاحت له فرص عديدة، لو استثمر نصفها لخرج متقدمًا على الأقل بهدفين.

ولم يوفق منتخب طاجيكستان بالتسجيل في الشوط الأول، والسبب يعود إلى تألق حارس مرمى منتخب الأردن، يزيد أبو ليلى، الذي أنقذ فريقه من عدة فرص خطيرة، فضلاً عن حالة التسرع وغياب التركيز لدى لاعبي الخصم، حيث تكرر مشهد الفرص المهدرة بشكل غريب داخل منطقة الجزاء، وشاهدنا أكثر من كرة حاسمة لم يحسن المهاجمون استثمارها أو تسديدها بالشكل السليم.

ولا شك أن عموتة كان مطالبًا بالتدخل في الشوط الأول لا الانتظار للشوط الثاني، لكن مشيئة الله ثم تألق أبو ليلى وتسرع لاعبي طاجيكستان، أسهمت في انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي.

جانب من لقاء النشامى ضد طاجيكستان
جانب من لقاء النشامى ضد طاجيكستان (facebook/JordanFootball)

ما حدث في الشوط الثاني لم يكن غريبًا، فكما يؤمن عموتة بقدرات اللاعبين، فإن الجماهير تؤمن بذلك أيضًا، فشاهدناهم -أي اللاعبين- قد تحرروا من الضغوطات النفسية التي كان يجب ألا تؤثر فيهم بهذا القدر، بعد أن شعروا بحراجة موقفهم، فبرع علي علوان ويزن النعيمات ومحمود مرضي في الكشف عن فاعليتهم الهجومية الحقيقية، ليفرضوا على الخصم التراجع والحذر الدفاعي.

وبدأت المنظومة الهجومية تعمل بشكل جميل ومثالي، فجاء الهدف الأول بتمريرة ساحرة من نزار الرشدان حولها يزن النعيمات، وقدمها على طبق من ذهب لرفيق دربه علي علوان، الذي سدد بكل ثقة داخل الشباك.

بعد الهدف اكتسب النشامى الثقة والراحة النفسية، وعاد كل لاعب ليقدم المطلوب منه بالشكل الأمثل، حيث خفف هدف السبق من حجم الضغوطات، وتفتحت الشهية التهديفية لمنتخب النشامى ليحرز الهدفين الثاني والثالث.

تبديلات متأخرة جدًّا

ما يزال عموتة لا يؤمن بقدرات دكة البدلاء، فهو يؤمن بـ 11 لاعبًا مثلوا منتخب النشامى في كأس آسيا ويعتمد عليهم في كل المباريات، صحيح أنه أجرى 5 تبديلات، لكنها كانت في الدقائق الأخيرة، والهدف الرئيس منها لم يكن تكتيكيًّا بقدر ما كان محاولة استهلاك الوقت ليس إلا، والرد على منتقديه بأنه أصبح يمنح دكة البدلاء الفرصة.

وإذا ما أراد عموتة مواصلة نجاحه مع النشامى، عليه توسيع دائرة خياراته ويمنحهم الثقة المطلوبة، لأن أي طارئ قد يصيب أحد أركان مجموعته من اللاعبين الأساسيين في مباريات الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم، قد يجعله في موقف محرج وقد يفوت فرصة بلوغ المونديال، لأن من هم على مقاعد البدلاء أصبحوا على قناعة تامة بأن المدرب لا يؤمن بقدراتهم، ودخلوا في مرحلة الشك.

وظهر واضحًا أن موسى التعمري العائد من إصابة كان متخوفًا خلال المباراة من تجدد الإصابة، فلم يظهر بمستواه المعتاد، وهنا كان الأوجب على عموتة الإيمان بقدرات لاعبي الاحتياط ليكون البديل المناسب جاهزًا وواثقا من قدراته، ولذلك على المدرب أن يضع هذا الأمر بعين الاعتبار في المرحلة المقبلة.

جماهير تحتشد ولكن..!

احتشدت جماهير كرة القدم الأردنية، وملأت مدرجات استاد عمان عن آخره، بهدف الاستمتاع بأداء النشامى وتحفيزهم على تحقيق الفوز، لكن الصدمة كانت كبيرة بما قدمه اللاعبون في الشوط الأول، بل إن المباراة كادت تخرج عن السيطرة.

التهيئة الذهنية المثالية للاعبين لا تقل أهمية عن الجاهزية الفنية والبدنية، وبما أن منتخب النشامى يمتلك جيلاً مبدعًا ويحفظ كل منهم دوره داخل الملعب، فهنا كان يتوجب على عموتة أن يركز على أهمية التهيئة الذهنية في المباريات المقبلة، فلا يعقل أن تغيب هذه التهيئة المهمة في مواجهات حاسمة كهذه لشوط كامل، كاد يحول الفرحة إلى حسرة، وأي حسرة.

ماذا لو لم يفز النشامى؟

كانت مباراة أمس أمام طاجيكستان فعلًا حاسمة ومصيرية بالنسبة لمنتخب النشامى، فالتعادل أو الخسارة يعنيان تبخر حلم الوصول إلى المونديال، والتأهل له يتقدم أهداف الاتحاد الأردني، عندما أعلن تعاقده مع عموتة.

ولم يكن لاعبو النشامى وحدهم تحت الضغط، بل إن عموتة نفسه كان يعيش ذات الضغوطات، لأن تبخر حلم المونديال كان يعني رحيله عن المنتخب، حيث ثمة بند في عقده وفقًا لمصادر خاصة لـ"winwin"، ينص على فسخ عقده مباشرة في حال الإخفاق وعدم التأهل، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي دفعته قبل فترة للترويج حول إمكانية رحيله عن النشامى.

وبتأهل النشامى إلى الدور الحاسم من التصفيات المونديالية، فإن عموتة ضمن مواصلة مشواره مع الأردن حتى نهاية الدور الحاسم، الذي سيتواصل حتى حزيران/ يونيو من العام المقبل.

شارك: