عبيس لـwinwin: الركراكي اعتمد تكتيك المونديال ضد البرازيل
لاحظ المدرب المغربي إدريس عبيس، المتخصص في التحليل الفني لمباريات كرة القدم، أن المنتخب المغربي حافظ على النهج والتكتيك نفسهما اللذين لعب بهما مباريات مونديال قطر 2022، خلال ودية البرازيل، مساء السبت، على ملعب ابن بطوطة بمدينة طنجة، والتي انتهت لصالح أسود الأطلس بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد.
وقال عبيس، المدرب السابق لمجموعة من الأندية في المغرب وتونس والإمارات والسعودية، في تصريح خاص لـ"winwin": "إن المغرب لعب بالنظام نفسه والتركيبة البشرية ذاتها، التي خاض بها نهائيات كأس العالم مع تغيير وحيد، بإقحام بلال الخنوس لتعويض الغياب الاضطراري لسليم أملاح المصاب.
وتابع قائلًا: "ظل الركراكي المدير الفني المغربي وفيًا للميكانيزمات (للآليات) ذاتها، مع تغييرات طفيفة، عند تقدم أشرف حكيمي لمساندة الهجوم، كان عز الدين أوناحي يعود للتغطية في الجهة اليمنى، ويدخل حكيم زياش إلى وسط الميدان، وهو التكتيك الذي ظل ثابتًا طيلة الشوط الأول، حيث شكلت الجهة اليمنى من الملعب مصدر قوة المنتخب المغربي، أمّا الجهة اليسرى فتميزت بتحركات بوفال الذي لعب بحرية، في الوقت الذي لم يكن فيه نصير مزراوي يجازف بالصعود كثيرًا، تنفيذًا لتعليمات المدرب".
واعتبر إدريس عبيس أن النقطة السلبية التي ظهرت في الشوط الأول، هو التعامل السيئ مع عدد من المحاولات والفرص التي أتيحت للمنتخب المغربي خاصة من جانب بوفال وأوناحي وزياش، مشددًا على أن مثل هذه الأمور التي تظهر في الوديات مهمة جدًا لإصلاحها قبل دخول المباريات الرسمية.
وقال بخصوص المنتخب البرازيلي، إن السيليساو حاول فرض أسلوبه منذ بداية المباراة، وضغط على دفاع منتخب المغرب طيلة 15 دقيقة الأولى بحثًا عن هدف مبكر يربك حسابات وليد الركراكي، ساعده في ذلك إتقانه في إخراج الكرة من منطقة الدفاع إلى الوسط ومنها إلى منطقة مرمى المغرب بسرعة، عبر اللعب من لمسة واحدة بمترابطات قصيرة ومتقنة.
وأكمل حديثه: "ما عقّد من مأمورية المنتخب البرازيلي هو انتهاج المنتخب المغربي للأسلوب ذاته باللعب بلمسة واحدة بين لاعبيه، حتى أن سفيان أمرابط الذين اعتاد الاحتفاظ الكرة كثيرًا، لم يعد كذلك، وانخرط في نهج "اللمسة الواحدة"، ما جعل من وسط الميدان ساحة لمعركة شرسة لامتلاك الكرة، الشيء الذي اضطر المنتخب المغربي إلى إخراج الكرة على الرواقين خاصة في الجهة اليمنى، في الوقت الذي بحثت فيه البرازيل على العمق عبر تمريرات مركزة وسط الدفاع، كان معظمها خطيرًا".
وأوضح عبيس أن التغييرات التي أدخلها المدرب الركراكي على التشكيلة في الشوط الثاني، اضطرته إلى تغيير النهج بالنظر لخروج لاعبين يُعدَّون "مفاتيح" اللعب للأسود، رغم أن التبديلات كانت على شكل "مركز بمركز" غير أن أسلوب كل لاعب يختلف عن الآخر، مع الحفاظ على الثوابت التي لا غنى عنها، كسفيان أمرابط وسايس ونايف أكرد وحكيم زياش.
وتابع موضحًا: "زياش متخصص في الضربات الثابتة، وأمرابط (القشاش/ليبرو حر) مايسترو وسط الميدان، وسايس وأكراد محورا الدفاع وصماما الأمان، والحارس بونو الذي كان جيدًا رغم الهفوة التي جاء منها هدف البرازيل، كلهم لاعبون مهمون جدًا، لم يكن الركراكي قادرًا على المجازفة باستبدالهم"، معتبرًا في الوقت ذاته أنه يجب على الركراكي الإسراع بإيجاد بدائل لهؤلاء اللاعبين لتجنب إرباك المستوى العام لأسود الأطلس مستقبلًا، في حال غياب أحدهم اضطراريًّا، خاصة في المباريات الرسمية، بعدما بات واضحًا أنه لا غنى للمنتخب الوطني عنهم في منطقتي محور الدفاع وعمق وسط الميدان.
وأضاف عبيس أن التغييرات اضطرت المنتخب المغربي في الشوط الثاني، إلى نهج أسلوب الهجمة المرتدة السريعة، والدفاع في المنطقة المتأخرة وتقليص المساحات بين الخطوط لخنق هجمات المنتخب البرازيلي، وتصعيب مهمته في الدخول من العمق بهدف بلوغ مرمى بونو، وختم بقوله: "أهمية الفوز على البرازيل تكمن في عدة نقاط، أهمها تأكيد إنجاز المونديال، وتحسين ترتيب المغرب العالمي بعد التفوق على صاحب المركز الأول، وتكريس ثقافة الفوز على المنتخبات الكبيرة وعدم الخوف من أي منافس مهما كان حجمه".