صراع بين جماهير الأهلي والزمالك لكسب ود محمد صلاح
قبل أيامٍ قليلة، بدا محمد صلاح ملهما حقا، والجميع يتغنى باسمه، وقد أخذت قدماه تقترب من منصة التتويج، حيث سيحمل قلادةً صممت لأجله، خلال ليلةٍ احتفت فيها مصر جمعاء ببطلها الشعبي الأول.
لقد أطلق المسؤولون على الجائزة اسم "الملهم"، في إشارة لما حققه صلاح من إنجازاتٍ كروية فريدة في تاريخ الدولة المصرية، وما يمثله نجم ليفربول الإنجليزي من قيمة ومثل يحتذى بهما بين أطياف الشباب قاطبةً.
لقد حقق صلاح ما تطلق عليه غالبية الشعب المصري وسم "المعادلة الصعبة"، وقد أبان أفضل لاعب في إنجلترا موسم 2017/2018 عن أسرار ذلك علانيةً في حديث وجهه إلى الشباب المصري: "منذ طفولتي، رغبت في التحسن، وأن أصبح أفضل. أنا شخص طموح، ربما أقوم ببعض المحاولات الفاشلة، فقط تكون محاولة فاشلة، لكنها لا تعني أنني فشلت، وهنا يجب أن أحاول مجددا".
وتدلل تلك الكلمات التلقائية التي تفوه بها صلاح على كونه "ملهما" للأجيال الشابة في مصر، دون تمييز أو اختيار يغلب عليه طابع الانتماء لنادٍ ما أو مرجعية بعينها.
لكن المثير ربما أن وسائل الإعلام المصرية قد أعارت القدر الأكبر من اهتمامها إلى جملةٍ أخرى، أكد فيها نجم روما الإيطالي سابقا انتماءه كمشجع لنادٍ، بين الأهلي والزمالك، وذلك في ختام حديثه عن المباراة النهائية لموسم دوري أبطال إفريقيا 2019-20، والمزمع إقامتها يوم السابع والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ولم يعلن صلاح عن اسم النادي الذي سيشجعه في نهائي دوري الأبطال، ليسارع منتمون للأهلي والزمالك في عقد محاولات حثيثة؛ من أجل التوصل لحقيقة: أي نادٍ مصري يشجعه الملك كما يلقب في إنجلترا؟
ولم يكن اليوم الأول على تصريحات صلاح قد انقضى، إلا وتوصل كل معسكر إلى دلائل تؤكد انتماء صلاح إليه، وكأن في ذلك انتصارا على الطرف الآخر قبل النهائي المرتقب.
وسبق لصلاح أن صنف نفسه مشجعا غير متعصب لنادي الإسماعيلي، إعجابا منه بكرة القدم الممتعة التي اعتاد الدراويش تقديمها في سنواتٍ مضت، وقد كان ذلك كافيا لإثلاج صدور الجميع وضمان دعمهم الكامل للفرعون المصري، الذي رفض الزمالك ضمه يوما ما ولم يرتد قميص الأهلي البتة.
ويمثل صلاح نقطة يتلاقى عندها جماهير ومشجعو القطبين الأكبر في كرة القدم المصرية، ويكاد يشعر الكل أن القائد الجديد لمنتخب "الساجدين" ينتمي لكافة الأندية المحلية، حيث يتجمع الأحمر والأبيض على أرائك سوداء في مقهى واحد، لمشاهدة "الملهم"، وقد بدا كذلك في عيون العالم أجمع.