شعار مونديال 2026.. إحباط عالمي بعد إبداع قطري
كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن الشعار الرسمي لبطولة كأس العالم لمنتخبات الرجال 2026، والمُقررة إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وفور إزاحة الستار عن الشعار المُتوقع إجراء بعض التعديلات البسيطة عليه لاحقًا، أظهر مراقبون انتقادات كبيرة للتصميم المُستخدَم، ومدى ملائمته لمونديالٍ يُقام في العقد الثالث من الألفية الجديدة.
وبدا الشعار قريبًا من حيث عصرية التصميم لشعارات استُخدمت في بطولات سابقة أُقيمت خلال القرن الماضي، مع افتقاده اللمسات المبدعة، وافتقاره للجاذبية المطلوبة، وسريعًا ما طُرِح سؤال عن سر الفارق الكبير بين شعار البطولة، وذلك المُستخدم كشعار رسمي لمونديال قطر 2022.
وأبهرت قطر العالم بتنظيم مثالي لكأس العالم 2022، وقد اهتمت الدولة الخليجية بأدق التفاصيل في مشروع استضافتها للحدث الكروي الأكبر، بما يتضمن تصميمًا عصريًا لشعار البطولة الرسمي.
ورغم حرص قطر على أن يعبّر شعار كأس العالم 2022 عن تاريخ الدولة وثقافتها، ومكانتها في المجتمعات العربية والآسيوية والعالمية، فإن اختيار تصميم عصري كان أمرًا ضروريًا، وعن ذلك قال خبراء إن قطر تمكنت من مزج التاريخ مع الحاضر، في بطولة صُنّفت بكونها الأفضل في تاريخ المونديال.
وخلال 12 عامًا من تحضير دولة قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، وتحديدًا منذ فوز الملف القطري بشرف الاستضافة في ديسمبر/ كانون الأول 2010، بدا جليًّا أن عالم كرة القدم في طريق مفتوح لرؤية نسخة مونديالية استثنائية.
وقد تأكدت تلك النظرة في 3 سبتمبر/ أيلول 2019، عندما كشفت قطر عن الشعار الرسمي للبطولة.
وتميز شعار كأس العالم 2022 بكونه مُتشعب الأوجه والتفسيرات سهلة الفهم، رغم أناقته ومساحته الصغيرة، ولتوضيح ذلك، يمكن القول إن نظرة سريعة للشعار كانت تكفي لرؤية مُجسم كأس العالم، والرقم 8 المعبر عن عدد استادات البطولة، ورمز "اللانهاية" الذي يحمل في طياته ترجمة للإرث المستدام الذي سيتركه الحدث.
وإجمالًا، يمكن القول إن شعار كأس العالم قطر 2022 لم يُصمَم خصيصًا لمحبي كرة القدم، بل مثّل لوحة فنية ذات قدرة خاصة على جذب انتباه الجميع، وكأنها لوحة "الموناليزا" الأثرية الموجودة في متحف "اللوفر" بفرنسا.
واعترف مسؤولون بالفيفا، وغيرها من الجهات الرسمية الكبرى في عالم كرة القدم، بصعوبة تكرار نجاحات قطر في استضافة كأس العالم، والبداية بنهائيات 2026 التي تعتبر الأكثر شمولًا في تاريخ اللعبة؛ مع إقامتها في 16 مدينة، وبمشاركة 48 منتخبًا.
ومع الكشف عن شعار كأس العالم 2026، ظهرت انتقادات إعلامية وجماهيرية كبيرة لتصميم الشعار، كما تساءل البعض عن مدى جاهزية الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لمنافسة قطر على لقب "النسخة الأفضل في تاريخ المونديال"، علمًا أن 4 سنوات تفصل بين النسختين، ما يمنح بطولة 2026 أفضلية كبرى فيما يتعلق بالعصرية، واستخدام وسائل تكنولوجية أكثر تطورًا.
وتُصنَّف الولايات المتحدة، المشارِكة بـ11 مدينة في استضافة كأس العالم 2026، بأنها الدولة الكبرى والأكثر قوة في العالم، لكنه، وفيما يتعلق بشعار المونديال، فقد بدا اختيار التصميم مُحبِطًا لشريحة كبيرة من المتابعين، الذين استمتعوا قبل أشهر معدودة بتنظيم قطري يُضرَب به المثل.