سيدات المغرب للسير على خطى إنجاز "أسود الأطلس" في المونديال

تحديثات مباشرة
Off
2023-07-17 11:57
البعثة المغربية تصل إلى أستراليا استعدادًا للمشاركة في كأس العالم للسيدات (Twitter/fifaworldcup_ar)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

تتوقع لاعبة كرة القدم اليافعة رباب توغة، أن تنجح سيدات المغرب "مثلما نجح الرجال" في مونديال قطر، عندما يخضن أول مشاركة عربية في مونديال السيدات لكرة القدم الصيف الحالي، في خضم طفرة اللعبة بين الفتيات في المملكة.

كانت توغة (14 عاماً) بصدد خوض تمارين إعدادية رفقة نحو 12 من رفيقاتها على ملعب مدرسة "أفاداس" لكرة القدم بضواحي الدار البيضاء، حيث كنّ يصغين بانتباه لمدربهن محمد جيدي.

وأعربت المراهقة عن سعادتها بعد انتهاء المران، قائلة: "أتخلص من الطاقة السلبية عندما ألعب الكرة وأشعر بأنني في أحسن حال، هذه الرياضة تعطيني ثقة بالنفس".

كرة القدم ليست مجرد هواية بالنسبة لتوغة، إذ تطمح إلى أن تصبح لاعبة دولية "خصوصًا بعد إنجاز سيدات الأطلس" اللواتي تمكنّ من التأهل للمشاركة في كأس العالم بأستراليا ونيوزيلندا بين 20 تموز/يوليو و20 آب/أغسطس.

جاء ذلك بعدما حققت سيدات المغرب المفاجأة في كأس أمم أفريقيا الأخيرة التي أقيمت بالمملكة في تموز/يوليو 2022، عندما بلغن النهائي وخسرن أمام جنوب أفريقيا (1-2) في مباراة تابعها نحو 50 ألف متفرج بالرباط.

وتعبِّر ملاك المسواري (15 عاماً)، زميلة توغة، عن إعجابها بسيدات المنتخب بالقول: "اللواتي لا يدخرن جهداً لتمثيل المغرب أحسن تمثيل. نحن فخورات بهن"، مؤكدة أن ممارسة كرة القدم هي "متنفسها الوحيد".

أملٌ كبير

يتسلح الأمل في إنجاز مشرف بمونديال السيدات، بالإنجاز التاريخي لمنتخب الرجال في قطر نهاية العام الماضي، عندما بات أول منتخب أفريقي وعربي يبلغ المربع الذهبي في تاريخ كأس العالم.

وإذ لم يكن عدد المسجّلات في نادي "أفاداس" يتجاوز نحو عشر لاعبات فقط العام الماضي، أصبحن اليوم أكثر من خمسين لاعبة في مدرسة النادي الذي يستهدف خصوصاً الأسر المتواضعة.

ويوضح المدرب جيدي (63 عاماً) أن "الإنجازات التي حققها منتخبا الرجال والسيدات، حفّزت الفتيات للتدرّب على الكرة"، ويضرب مثالاً على "هذا التأثير المؤكد، بحالة فتاة كانت مسجّلة في فرع الكرة المستطيلة (الركبي) بالنادي، وأخريات كنّ يلعبن كرة السلة أو ألعاب القوى (...) فضّلن التحوّل إلى كرة القدم، ويرين مستقبلهن فيها".

ولا يزال وقع ملحمة "أسود الأطلس" في قطر كبيراً بالمغرب، ومبعث أمل في تكراره، ذلك أن "منتخب الرجال لم يعتبر أبداً أن بلوغ نصف نهائي كأس العالم أمر صعب، لقد حدّدوا فقط هدفاً وصمّموا على تحقيقه"، حسب ما ترى اللاعبة اليافعة هدى خلطي (16 عاماً) التي لا تخفي إعجابها بحارسة مرمى منتخب السيدات خديجة الرميشي.

وتستطرد زميلتها توغة بالقول إنه "كان من الممكن أن تمر مشاركة منتخب السيدات (المرتقبة) في كأس العالم مرور الكرام، لولا الإنجاز الذي حققه أسود الأطلس، لأن المغرب لم يسبق له أن بلغ مستوى مماثلاً".

وتضيف: "هذا النجاح يغذّي ثقتنا في لاعبات المنتخب" اللواتي سيواجهن ألمانيا حاملة اللقب مرتين، كوريا الجنوبية وكولومبيا، على أمل التأهل إلى الدور الثاني.

تغيرت العقليات

تؤكد قائدة المنتخب المغربي غزلان الشباك بدورها، في حوار أجرته أخيراً مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن "منتخب الرجال أظهر لنا أن لا شيء مستحيل إذا قاتلنا وبقينا محافظين على تركيزنا".

ومضيفة: "المشجعون المغاربة لديهم شغف غير معقول بكرة القدم، تماماً مثلنا نحن اللاعبات واللاعبون، لذلك سنبذل كل ما في وسعنا لإسعادهم".

إلى جانب الحماسة التي ولّدتها مشاركة "أسود الأطلس" في مونديال قطر، تعود الشعبية التي باتت تحظى بها الكرة النسائية أيضاً إلى الإستراتيجية التي وضعت في عام 2020 لتطويرها.

وتوضح رئيسة الرابطة الوطنية لكرة القدم النسائية "خديجة إلا" أن "الجامعة (الاتحاد) استثمرت في الكرة النسائية، وتغيّرت العقليات، اليوم هناك اهتمام وتطور ملموسان".

وتشرف الرابطة منذ عام 2021 على بطولة احترافية من قسمين، وتلزم أعضاءها وهم 42 نادياً في المجموع، بتوفير فرق للفئات العمرية الصغرى لأقل من 15 و17 عاماً.

وتتكفل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بنحو 70 في المئة من مصاريف كل ناد، خصوصاً أجور اللاعبات التي لا يجب أن تقلّ عمّا يقارب 360 دولاراً شهرياً في القسم الأول، و250 دولاراً في القسم الثاني، علماً أن متوسط معدّل الأجور الشهري في المغرب يقارب 395 دولاراً.

وتضيف "إلا"، وهي لاعبة محترفة سابقاً، أن "النجاح يعتمد على سياسة رياضية ناجعة ودعم مالي، كلما كان هناك استثماراً كانت النتائج أفضل".

ويسعى المغرب اعتباراً من العام المقبل، إلى الإسراع في التكوين لبلوغ هدف تهيئة 90 ألف لاعبة و10 آلاف من المؤطّرات والمؤطّرين.

شارك: