سياسة "الترقيع" تقلّل من عمل أنشيلوتي في ريال مدريد
بعد رحلة شاقة وقاسية من جنوب إيطاليا، وفوز صعب على نابولي (3-2) في دوري أبطال أوروبا، يستعد ريال مدريد لمواجهة لن تكون هيّنة أمام أوساسونا غدًا، في الجولة التاسعة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
وتتركّز أبرز الأسئلة المطروحة قبل الموقعة حول خط الدفاع، الذي يعاني من صعوبات جمّة ونقائص بالجملة، في ظل توافر مدافع حقيقي واحد فقط، هو الألماني أنطونيو روديغر.
يُعاني ريال مدريد من أزمة عاصفة في ظل غياب إيدر ميليتاو بعد إصابته بالرباط الصليبي، ودافيد ألابا بسبب إصابة عضلية، وأضيف إليهم القائد ناتشو فيرنانديز الموقوف 3 مباريات، بعد طرده أمام جيرونا في الجولة الماضية.
حلول محدودة و"الترقيع" هو الحلّ
ولا تعد الحلول على طاولة المدرب كارلو أنشيلوتي كثيرة، حيث إنّ جُلّ التقارير في إسبانيا تشير إلى أنّ المدير الفني الإيطالي سيلجأ إلى وضع الظهير الأيسر فيرلان ميندي في خط قلب الدفاع.
ويمتلك الثنائي فيرلان ميندي وأوريلين تشواميني القدرة على اللعب في مركز قلب الدفاع، وهي الخيارات الوحيدة المتوفرة، لكنّ ميندي يبدو الخيار الأكثر منطقية، نظرًا لأهمية تشواميني في خط الوسط.
كما أنّ تشواميني نفسه لا يفضّل تغيير مركزه، فحيويته في وسط الملعب أفضل بكثير من وضعه في مركز غير مناسب بالنسبة إليه، فعلى الأقل، ميندي لديه فكرة عن هذا المركز، وسبق وقد نال إشادة من المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، الذي تحدّث عن مرونته وقدرته على شغل مركز قلب الدفاع، إلى جانب مركز الظهير الأيسر، لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كل هذا التفكير في الترقيع والحلول موجودة أصلا؟!
عيوب أنشيلوتي
من جهة أخرى، وجب على أنشيلوتي أن يبحث في حلول بديلة أكثر، ولا يجعل الأمر يقتصر على ترقيع الدفاع بلاعبين ليسوا في مراكزهم، والأصح أن يمنح للاعب من الشباب فرصته.
ما يُعاب على أنشيلوتي في السنوات الأخيرة، هو قلة الاهتمام باللاعبين الشباب في النادي، وإن لم يستعن بهم في هذا التوقيت الحرج في غياب خط كامل من المدافعين فمتى؟ وما وظيفة فريق الشباب إن لم يتم الاستعانة بهم في هذه الظروف؟
في طبيعة كرة القدم، مثل هذه الظروف تمثّل الفرصة والرهان للاعتماد على الشباب، هكذا يكون دور المدير الفني في صناعة الحلول، دون الحاجة إلى ترقيع أرهق ريال مدريد، ففي كل الأحوال إصلاح الدفاع قد يسبب الضرر في خط ثانٍ.
وبالفعل، ريال مدريد يمتلك لاعبين جيدين، يحتاجون الآن للفرصة للعب والمشاركة، مثل ألفارو كاريو ومارفيل، بقى فقط أن يمنحهم أنشيلوتي الفرصة للتعبير عن أنفسهم، بدلاً من قتل موهبتهم، بجعل لاعبين آخرين يشتركون في غير مواقعهم، وإلاّ فما الجدوى من وجود أكاديمية في النادي الملكي؟ وما الحاجة لفريق الكاستيا من الأساس (الرديف)؟