سواريز وبرشلونة.. فلما اشتد ساعده رماني

تاريخ النشر:
2021-01-31 22:36
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
لويس سواريز تألق في مباراة قادش بالجولة الـ21 من الليغا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بعد أن أجبرته الإدارة السابقة برئاسة جوزيب ماريا بارتوميو على الرحيل، ها هو لويس سواريز يُحلّق بفريقه أتلتيكو مدريد في صدارة الليغا بفارق 13 نقطة عن فريقه القديم برشلونة، مُقدّمًا أداءً أسطوريًا، قد ينهي به المطاف كأفضل لاعب في المسابقة وهدّاف لها أيضًا.

في الصيف الماضي وبعد استقدام المدرب الهولندي رونالد كومان، باتت مكانة سواريز في البيت الكاتالوني مُهددة، وما هي إلا أسابيع قليلة حتّى أخبر كومان اللاعب بضرورة البحث عن نادٍ جديد. فاقتنصه الفريق العاصمي أيما اقتناص. ليغادر ثالث هدّافي برشلونة التاريخيين النادي مُنكّس الرأس باكيًا.

رحيل سواريز عن برشلونة ما هو إلا استمرار لمسلسلات التخبطات الإدارية لبارتوميو وأعوانه، بلانيس وأبيدال والآخرين. فبعيدًا عن الصفقات الفاشلة أمثال مالكوم وكوتينيو وديمبيلي وآرثر وغريزمان. فالإدارة لم تنجح في التعاطي مع نجومها ومنهم ميسي وسواريز. ليرحل الأعمدة الأساسية ويأتي بدلًا منهم من هم أقل شأنًا ومؤهلات.

لربما يعض كومان أصابع الندم في الوقت الحالي وهو يرى سواريز يُسجّل في كل أسبوع بقيمص أتلتيكو مدريد، من جميع الوضعيات، بالقدم اليسرى واليمنى والرأس، من ركلات الجزاء والركلات الحرة المباشرة. من داخل المنطقة وخارجها. احتفال سواريز الشهير بات مألوفًا لدى مشجعي الدوري الإسباني هذا الموسم.

سياسة ترك اللاعب المميز يرحل إلى المنافس المباشر لا يقع في طياتها إلا الإدارات البدائية. فلنرجع بالذاكرة إلى الوراء، حيث السير أليكس فيرغسون الذي قاضى لاعبه غابريل هاينز لمنعه من الانتقال إلى ليفربول، واستخدم فيرغي جميع الوسائل الممكنة لحرمان منافسه من أبرز لاعبيه. هكذا تسير الأمور مع الأندية الكبيرة. ولا يبدو أن برشلونة -الآن- واحد منهم. 

فلننظر بإمعان إلى معوّض سواريز في برشلونة، مارتن برايثوايت، المهاجم الدنماركي الذي سجّل مرتين فقط خلال 16 مباراة بالدوري من دون تمريرات حاسمة مع فارق ملحوظ في القدرات والفنيّات.. غريزمان؟ 5 أهداف في 18 مباراة بالدوري.. كوتينيو هدفين فقط.. حسنًا لقد سجّل سواريز 14 هدفًا خلال 16 مباراة فقط، وأضاف على ذلك تمريرتين حاسمتين.

حصيلة سواريز الهجومية أكبر من مجموع أهداف برايثوايت وغريزمان وديمبيلي وكوتينيو وبيدري مجتمعين.. 14 هدفًا لـ"البيستوليرو" الأوغوروياني مقابل (13 فقط) لنظرائه في برشلونة. ما دفع رئيس الأتلتي إنريكي سيريزو إلى القول إنه: "غالبا ما اعتبر لويزاتو أفضل مهاجم في أوروبا". 

يمكن القول إن صفقة انتقال لويس سواريز من برشلونة إلى أتلتيكو مدريد هي "سرقة القرن". لاعب بإمكانات وقدرات سواريز ينتقل بصفر تكلفة هي سرقة في نظر المحللين والمتابعين لشئون كرة القدم الأوروبية، والأدهى أنه قريب من جلب لقب الليغا، وهو على رأس لائحة هدّافيها.

العلة ليست في انتقال اللاعب، بل في كيفية رحيله الأشبه بالطرد العلني بعد خدمة 6 سنوات.. ليس رحيلا مُشرّفا كما حدث مع رونالدو مثلًا عندما خرج من ريال مدريد مرفوع الرأس، بل هو إجبار وإجحاف بحق سواريز.

ما يُميّز موسم اللاعب مع الروخي بلانكوس ليس كم الأهداف المُسجّلة، بقدر أهميتها وتأثيرها في مشوار الفريق، بل لأنها حاسمة قاطعة وليست مجرد إضافة للوحة نتائج الملاعب.

على سبيل المثال سجّل سواريز هدف الفوز الوحيد أمام خيتافي بالجولة الـ16. ثم سجّل هدفي فريقه في الانتصار 2-0 أمام إيبار بالجولة الـ19.  قبلها إحرازه هدفين في فوز أتلتيكو ضد إلتشي 3-1 بالجولة الـ14.

يمكن أن نلاحظ جيدًا قيمة سواريز بالنسبة لبرشلونة عندما نعقد مقارنة بين (سواريز وميسي) ونظرائهما (رونالدو وبنزيمة) في ريال مدريد. عند رحيل رونالدو اختل ميزان الملكي الهجومي، وبالمثل لمّا رحل سواريز. ليس من السهل أبدًا أن تتخلى عن مهاجمك الأساسي فجأة. وإن كان معوّضه هاري كين أو تشيرو إيموبيلي.

رحيل رونالدو وسواريز عن ريال مدريد وبرشلونة جعل منهما أندية بلا أنياب هجومية حقيقية، إلى الآن يعاني ريال مدريد بالأخص الذي فشل في الفوز بدوري أبطال أوروبا 3 مواسم متتاليية. وسينجر برشلونة إلى نفس الهاوية إن لم يجد بديلا مناسب سريعًا.


نفس المقارنة تحدثت عنها في 2018 لمّا انتقل رونالدو إلى يوفنتوس بينما تلقّى ريال مدريد الطعنات واحدة تلو الأخرى، أعتقد أن سواريز يعيش الآن فترة نشوة في مسيرته الرياضية، وفي الوقت ذاته يعاني فريقه القديم الأمرّين، ما قد يُشجّع ميسي مثلًا على الخروج من برشلونة وسلك درب جديد. بعد أن فقد صديقيه المقرّبين نيمار ثم سواريز.

 

 في النهاية تحضرني أبياتٌ للشاعر المخضرم معن بن أوس عندما قال: "أعلمه الرماية كل يوم.. فلما اشتد ساعده رماني.. وكم علمّته نَظْمَ القوافي.. فلما قال قافيةَ هجاني".
 

وهي أبيات تُقال لمن ينكر ويجحد إحسان من أحسن إليه، ويقابل المعاملة الحسنة بالسيئة. ولا مثال أوضح من برشلونة ومعاملته للويس سواريز لكي نقتبس له هذه الأبيات. فلما أحرز الأهداف وحصد البطولات، تخلّى عنه.


هل تركت واتساب وبدأت باستخدام تيليغرام؟ إذن اشترك في هذه القناة https://t.me/winwinsports لتصلك جميع أخبارنا الحصرية وجميع الحوارات.

شارك: