سليماني من نجومية البريميرليغ إلى "التنمر" بالدوري الجزائري
سجل الدولي الجزائري إسلام سليماني بدايةً متعثرةً في الدوري الجزائري للمحترفين خلال موسم 2024-2025، ربما تكون الأسوأ طوال مسيرته الحافلة والملهمة، والتي كانت -بتقدير الكثير من الجزائريين، وفي مقدمتهم مدرب "الخضر" السابق، جمال بلماضي- "قصة كفاح تُدرَّس"، لكن ما يعيشه "سوبر سليم" حاليًا في الدوري الجزائري بعيدٌ عن واقعه، على الأقل حاليا، كنجم قدّم الكثير للكرة الجزائرية.
وانضم سليماني (36 عامًا) خلال الساعات الأخيرة من الميركاتو الصيفي بالجزائر (ليلة 10 سبتمبر/ أيلول)، إلى فريقه السابق شباب بلوزداد، في صفقة مدّوية في الدوري الجزائري للمحترفين، كان يتمنى من خلالها جماهير الشباب تكرار نجمهم السابق للمستويات التي قدمها في الفترة من 2009 إلى 2013.
وشارك المهاجم صاحب الرأسيات القوية خلال فترته الذهبية مع نادي شباب بلوزداد، والتي سمحت له بالانتقال للعب في القارة العجوز، في 105 مباريات، سجل خلالها 36 هدفًا وقدم 10 تمريرات حاسمة، ما جعله آنذاك المهاجم رقم واحد في الدوري الجزائري للمحترفين.
ويملك الهدّاف التاريخي لمنتخب الجزائر مسيرة احترافية مذهلة، قادته للعب مع العديد من الأندية الأوروبية المعروفة، على غرار سبورتينغ لشبونة البرتغالي وليستر سيتي الإنجليزي وموناكو وأولمبيك ليون الفرنسيين وأندرلخت البلجيكي، مع تجربة للتاريخ أيضًا في الدوري البرازيلي من بوابة نادي كوريتيبا.
وكان الدولي الجزائري بمثابة الآلة التهديفية التي لا تتعطل ولا تصدأ، حيث شارك طوال مسيرته الكروية مع الأندية لحد الساعة في 424 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 149 هدفًا وقدم 56 تمريرة حاسمة، كما توّج بكأس البرتغال وكأس السوبر مع سبورتينغ عامي 2015 و2016 على التوالي.
ولعب نجم نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي السابق في منتخب الجزائر في الفترة من 2012 إلى شهر يناير 2024، خاض خلالها 103 مباريات، وسجل 46 هدفًا وقدّم 23 تمريرة حاسمة، ليكون بذلك الهدّاف التاريخي لمنتخب الجزائر في إنجاز كبير للنجم الذي بصم على مسيرة ذهبية.
وشارك سليماني في كأس العالم بالبرازيل 2014 وتوّج بلقب كأس أمم أفريقيا 2019 بمصر، وظّل لسنوات لاعبًا أساسيًا دون منازع في مركز المهاجم الصريح في منتخب الجزائر، خاصةً خلال حقبة المدرب السابق، جمال بلماضي.
سليماني.. بداية متعثرة في الدوري الجزائري وسخرية من الهدّاف التاريخي
ومنذ بداية مشواره مع نادي شباب بلوزداد خلال الموسم الجاري، شارك سليماني في ثلاث مباريات بالدوري الجزائري للمحترفين، أمام وفاق سطيف واتحاد خنشلة واتحاد بسكرة على التوالي ولمدة تسعين دقيقة كاملة؛ لكنه لم ينجح في ترك أي بصمة تُذكر سواء تسجيلًا أو صناعةً للأهداف، ما أثار حيرة المتابعين وقلق جماهير نادي شباب بلوزداد.
وبرز سليماني، أمس الأحد، بإهداره لركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من مباراة فريقه شباب بلوزداد أمام اتحاد بسكرة على ملعب الأخير، لحساب المرحلة الثالثة من الدوري الجزائري للمحترفين، ما فوّت على بلوزداد الفوز واكتفى بتعادل سلبي ثالث على التوالي.
والغريب أن الهدّاف التاريخي لمنتخب الجزائر أهدر ركلة الجزاء أمام الحارس أسامة ملالة (21 عامًا)، الذي كان التقط معه صورة تذكارية عندما وجه إليه المدير الفني السابق لـمنتخب "الخضر"، جمال بلماضي، اضطراريًا الدعوة للمشاركة في أحد معسكرات المنتخب الجزائري عام 2021، عندما شاهده مع منتخب الشباب.
وتعرّض سليماني بعد حادثة إهداره لركلة الجزاء وفشله في افتتاح حصيلته التهديفية، وهو الذي جاء إلى بلوزداد براتب ضخم يعد الأكبر في الدوري الجزائري هذا الموسم، إلى حملة سخرية وتنمر كبيرة في منصات التواصل الاجتماعي، حيت تهكم بعض المشجعين على نجم ليستر السابق وشكوا في قدرته على العودة للتألق من جديد.
ويرى الكثير من منتقدي نجم موناكو الفرنسي السابق بأنّه أخطأ بإصراره على اللعب وهو في سن الـ36 عامًا، مشيرين إلى أنّه كان من الأجدر أن يعتزل ولا يعود للعب في الجزائر بعد مسيرة حافلة في أوروبا، وعلّق أحدهم بهذا الخصوص، ساخرًا: "كان يطمع في المشاركة بكأس العالم 2026".
ولم تقتصر متاعب سليماني مع الجماهير في منصات التواصل الاجتماعي فقط، بل تعرض أيضًا إلى معاملة غير لائقة، برأي متابعين، من بعض مشجعي نادي اتحاد بسكرة، إلى درجة دفعت بعض الجماهير الجزائرية إلى ضرورة احترام الإرث التاريخي لسيلماني مع منتخب الجزائر من منطلق أنّه واحد من أساطيرها، وعليه فهو يستحق التقدير والاحترام لا السخرية والتنمر والتقليل من شأنه.
من جهة أخرى، برى بعض المتابعين بأن سليماني يتمتع بشخصية قوية وإرادة حديدية ميّزته طوال مسيرته الكروية، وبالتالي لن يتأثر بكل ما يدور حوله حاليًا، وسيعود بقوة خلال الفترة المقبلة للرد على منتقديه بالطريقة التي تعود عليها، وهي هزّ الشباك على أرض الملعب.