سلمان الفرج رمانة ميزان خط وسط السعودية

تاريخ النشر:
2022-11-21 10:30
سلمان الفرج يشارك مع المنتخب السعودي في مونديال قطر 2022 (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

يُعد النجم سلمان الفرج، قائداً لا يُستغنى عنه في خط وسط المنتخب السعودي، ومن المنتظر أن يكون أحد ركائزه الأساسية في مونديال قطر 2022، حيث يأمل في التغلب على إصابة بمفصل الكتف؛ لخوض مواجهة الأرجنتين، الثلاثاء، في باكورة مواجهات "الأخضر" ضمن المجموعة الثالثة.

تعدّدت الألقاب لابن الـ 33 عاماً في مسيرة طويلة وسجِل مثّقل بالانتصارات من "ضابط إيقاع الأخضر" و"جوكر" خط الوسط إلى "موزّع الهدايا" و"رمانة الميزان" حتّى وصل الأمر للقول فيه "إذا حضر سلمان جاء الفرج"، ورشّحه كثيرون للاحتراف في أوروبا، لكنه ظل وفياً لقميص الهلال وقاده لإحراز الألقاب والكؤوس المحلية والقارية.

يمتلك الفرج مهارات فنية عالية، فهو قائد بالفطرة وصاحب نكهة كروية فريدة تسمح له بمنح الثقة لزملائه داخل الملاعب، كما يتميّز بتمريراته الثاقبة وصلابته في الدفاع وإجادته اللعب على الأجنحة، وقدرته على تنفيذ أدوار غير الأدوار الأساسية التي يوكلها إليه مدربه، من خلال المساندة وتقديم الدعم الهجومي وتسجيل الأهداف.

يقول عنه مدرب المنتخب الحالي الفرنسي هيرفي رونار: "أركّز دائماً على الأداء الجماعي، لكن في حال اضطررت إلى الاختيار، فسأنتقي سلمان الفرج، قائد المنتخب وفريق الهلال والذي يشبه في كثير من النواحي، الإيطالي تياغو موتا. قدم يسرى وتقنية استثنائية. هو تقريباً ميزان الفريق".

أولاريو: بإمكان الفرج أن يلعب في أي نادٍ أوروبي

أثنى عليه مدرب الهلال السابق، الروماني كوزمين أولاريو، قائلاً: "هذا اللاعب الموهوب من الممكن أن يلعب في أي نادٍ أوروبي لما يمتلكه من إمكانات تؤهله لذلك"، وفي المقابل، يقول الفرج عن مدربه السابق إنه واحد من أفضل الذين استفاد من نصائحهم داخل المستطيل الأخضر؛ "لأنه كان في بدايتي مع الفريق الأوّل حين برزت وقد استفدت منه الكثير".

لم يكتفِ الفرج بدوره في خط الوسط بل لعب كظهير أيسر وفي المحور والوسط المهاجم؛ لكنه ذكر قائلاً: "وجدت نفسي أكثر في المحور والوسط المهاجم"، وقد شكّل مع سالم الدوسري وياسر الشهراني ثلاثياً ساحراً.

إدارة الهلال أغرت الفرج بـ10 ملايين ريال سنوياً

وخوفاً من إغراء الأندية المنافسة، سارعت إدارة الهلال عام 2021 إلى تجديد عقد الفرج الذي ينتهي في العام ذاته حتى عام 2025 مقابل صفقة قياسية، إذ أكدت تقارير محلية أن اللاعب اتفق مع إدارة الزعيم على تمديد عقده لمدة 4 مواسم مقابل راتب سنوي يبلغ 10 ملايين ريال سعودي (نحو 2.6 مليون دولار).

وذكرت صحيفة الرياض في العام الماضي أن الفرج، الذي لم يكن قد تبقى على فترة عقده سوى 6 أشهر، عندما "تلقى عرضاً رسمياً من نادي النصر عبر أحد الوسطاء، بمبلغ يفوق العرض المقدم له من إدارة ناديه، قبل التوصل إلى الاتفاق النهائي مع إدارة الهلال".

وبفضل موهبته، بات اسمه الأكثر رواجاً وتداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فرشحته الجماهير عام 2020 للعب في الدوري الإنجليزي، حيث كتب عبد الله: "تمريرات سلمان الفرج الطويلة، اختصار للوقت واختراق للخطوط والوصول السهل، أنت اركض وهو يحطها عندك".

وُلد الفرج في المدينة المنورة في 1 أغسطس/ آب 1989، واكتشفه رئيس نادي الهلال حينها الأمير محمد بن فيصل في عام 2004، بعدما شاهده يلعب في إحدى الدورات الرمضانية للسداسيات في الصالة الرياضية للأزرق، ودعاه وتحدث إليه بعد نهاية المباراة مباشرة مثنياً على أدائه، وأوصى بتسجيله ضمن الفئات العمرية للنادي بعد اقتناعه وإعجابه بموهبته الكبيرة.

بعد ذلك، تدرج نجم "الأخضر" في الفئات السنية ليصل في عام 2008 إلى فريق الشباب، الذي غادره سريعاً، بعدما لعب في صفوفه 5 مباريات فقط، حيث تم ترفيعه في العام التالي إلى الفريق الأول الذي كان يشرف عليه حينها المدرب الروماني أولاريو.

أفضل لاعب آسيوي في روسيا

وعن الفترة القصيرة التي قضاها مع فريق الشباب يقول الفرج في مقابلة مع صحيفة الجزيرة: "الحقيقة كانت فترة جميلة لأتعرف على بعض الأصدقاء من النادي، لكن لم ألعب سوى 4 أو 5 مباريات مع فريق الشباب، ولم أعرف السبب، وبدون تفاخر أو غرور كنت من أفضل اللاعبين في تلك الفترة، وبقيت موسماً واحداً، ثم صعدت إلى الفريق الأول مباشرة".

وتحدث عن تصعيده سريعاً إلى الفريق الأوّل، قائلاً: "حصلت على فرصة اللعب في أول سنة صعدت فيها، وكانت مع المدرب كوزمين، وكانت الدفعة المعنوية القوية التي حصلت عليها لأعمل على تطوير مستواي الفني".

قاده تألقه مع الهلال إلى تسجيل خامس أسرع هدف في الدوري السعودي للمحترفين، وكان أمام نادي الشعلة بعد 15 ثانية من صافرة البداية.

وحقق الفرج مع الأزرق 21 بطولة منها 7 في الدوري و6 مرات كأس ولي العهد، و3 مرات كأس خادم الحرمين الشريفين ومثلها الكأس السوبر ودوري أبطال آسيا مرتين عامي 2019 و2021.

وانضم الفرج إلى المنتخب السعودي ما دون 23 عاماً، في موسم 2011-2012، حيث خاض مباراتين وسجل هدفاً، قبل أن يستهل مشواره الدولي مع المنتخب الأوّل للأخضر في 14 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2012 بفوز ودي على الكونغو 3-2.

خاض الفرج 70 مباراة دولية بقميص منتخب بلاده سجل خلالها 8 أهداف، وسجل أول أهدافه في الفوز بسباعية على تيمور الشرقية في 15 سبتمبر/ أيلول 2015، خلال تصفيات آسيا لمونديال روسيا 2018، حيث افتتح أيضاً رصيده المونديالي بتسجيله هدف التعادل من ركلة جزاء في الفوز على مصر 2-1 في دور المجموعات الذي غادره الأخضر.

واستطاع الفرج تعويض خيبة أمل بلاده باختياره أفضل لاعب آسيوي في روسيا، حسب استفتاء اتحاد الكرة الآسيوي، قبل أن تحرمه الإصابة من الانضمام إلى تشكيلة الأخضر في كأس آسيا 2019.

شارك: