سداسية إسبانيا في مرمى نوير.. سلاح نفسي يشهره الماتادور
مع سحب قرعة كأس العالم قطر 2022، ووقوع إسبانيا في مواجهة ألمانيا ضمن المجموعة الخامسة بجانب اليابان وكوستاريكا، قفزت ذكريات هزيمة المانشافت أمام الماتادور بسداسية نظيفة إلى الواجهة.
وحين سقطت ألمانيا في الجولة الأولى من دور المجموعات أمام اليابان بهدفين لهدف، عادت ذكريات سداسية الأندلس لتطل برأسها وسط حالة من الغضب تجتاح جمهور المانشافت من السقوط المفاجئ ضد الساموراي الأزرق.
ولا يفارق يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أذهان جمهور ألمانيا، ففي ملعب "لا كارتوخا" الواقع في إقليم إشبيلية وخلف أبواب مؤصدة (بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا) انهار المانشافت.
والغريب أن السداسية جاءت، بعد أشهر من سقوط برشلونة "ليونيل ميسي" المذل 8-2 أمام بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، خشيت إسبانيا إذلالاً آخر أمام قوة ألمانية، لكن "لا روخا" بعناصر شابة ومتجدّدة مع المدرب لويس إنريكي لم تواجه صعوبة في تعطيل الماكينات الألمانية.
برأسية لكل من ألفارو موراتا (17) ورودري (38) وثلاثية "هاتريك" لفيران توريس (33، 55، 71) وهدف أخير لميكل أويارسابال (89)، ألحقت إسبانيا أول خسارة بألمانيا منذ أكثر من عام وإحدى أكبر هزائمها في التاريخ.
يجب العودة إلى مباراة ودية أمام النمسا في 1931 (6-1) لرؤية "دي مانشافت" تسقط بهذا الفارق، في حين مُنيت بأكبر هزيمة في بطولة رسمية.
وأتى هذا الفوز أمام ألمانيا المدجّجة بالنجوم بدءًا بالحارس مانويل نوير مرورًا بالمدافع نيكلاس زوله وتوني كروس وإلكاي غوندوغان وليون غوريتسكا في الوسط وسيرج غنابري وتيمو فيرنر ولوروا سانيه في الهجوم.
قال كروس، لاعب وسط ريال مدريد الإسباني: "إنها مؤلمة. لقد أظهروا لنا كيف نجري وكيف ندافع"، أما نوير فقال: "إنه أمر مخيب للغاية بالنسبة لنا جميعًا. لم نرتقِ جميعًا إلى مستوى المباراة".
وسرّعت هذه الخسارة في رحيل المدرب يواكيم لوف، وإن لم يكن فوريًا، وهو الذي قاد الألمان إلى لقب كأس العالم 2014 في البرازيل بعد أن تولى المهام في 2006.
وعنونت صحيفة بيلد العريقة "على لوف أن يقدّم استقالته" متسائلة عن خياراته، بعد أن تخلى عن الثلاثي توماس مولر وجيروم بواتنغ وماتس هوملز بعد خروج المنتخب الفاجئ من الدور الأول لمونديال روسيا 2018.
بعد أربعة أشهر، في مارس/ آذار 2021، أعلن لوف أنه سيرحل في الصيف عن الماكينات بعد كأس أوروبا، التي خرجت منها ألمانيا في الدور الـ16 أمام إنجلترا.
مهما كانت العناصر الحاضرة الآن بقيادة المدرب هانز فليك، الذي هدد جميع الأساسيين بتغييرهم بعد السقوط الصادم أمام اليابان، قبل ساعات من فوز "لا روخا" التاريخي بسباعية نظيفة على كوستاريكا، فإن ذكرى أمسية ذاك الخريف القاتمة ما تزال حية في الأذهان الألمانية، وربما أكثر في الذاكرة الإسبانية.