سابقة تاريخية من باتشيكو.. هل يحقق بيراميدز الدوري المصري؟
عندما يتعلق الأمر بالتنافسية في الدوري البرتغالي فأنت أمام دوري مُغلق ومحسوم تقريبًا، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه منذ إنشاء الدوري البرتغالي الممتاز عام 1934 فازت 5 فرق فقط باللقب، أحدها كان بوافيشتا بقيادة جايمي باتشيكو، المدير الفني لنادي بيراميدز حاليًا.
في الدوريات التي توجد فيها قطبية ساحقة مثل الدوري الإسكتلندي فازت 9 أندية مختلفة باللقب رغم قطبية سلتيك ورينجرز، وفي مصر فازت 7 أندية باللقب رغم قطبية الأهلي والزمالك.
في البرتغال الأمور لا تسير بهذا الشكل، فهناك بنفيكا وبورتو ويأتي من بعيد سبورتينغ لشبونة؛ لكن في يوم 5 مايو/ أيار 2001، كانت البرتغال على موعد مع تتويج بوافيشتا بلقب الدوري المحلي، في سابقة تاريخية لباتشيكو ستظل خالدة في مسيرته التدريبية.
"لقد توجنا باللقب لأننا كنا الأفضل"، هكذا صرّح باتشيكو بعد فوز بوافيشتا 3-0 على أفيس في 5 مايو 2001 ليضمن لناديه أول بطولة دوري في تاريخه، وفي الواقع هي البطولة الوحيدة لبوافيشتا.
قبل بوافيشتا، كان آخر فريق فاز بلقب الدوري البرتغالي من فريق آخر خارج الثالوث العملاق هو أوس بيلينينسيس، في عام 1946.
كسر جايمي باتشيكو قطبية بورتو وبنفيكا، وربما الآن يتطلع لكسر قطبية الأهلي والزمالك في مصر.
القطبية في مصر
بعد عام من فوز بوافيشتا مع باتشيكو بالدوري التاريخي، كان الإسماعيلي المصري على موعد مع كسر قطبية الأهلي والزمالك بنيل اللقب التاريخي دون هزيمة في موسم 2001-2002.
كان ذلك اللقب الوحيد الذي يخرج من يد الأهلي والزمالك طوال أكثر من 3 عقود في الدوري المصري، الذي ينتظر الفارس الذي سيكسر هذه القطبية مرة أخرى، وبيراميدز هو الفريق الوحيد القادر على فعل هذا الشيء ومع مَن؟ مع باتشيكو صانع المعجزة.
يعتلي بيراميدز صدارة ترتيب الدوري المصري بـ16 نقطة من 7 مباريات حقق فيهم 5 انتصارات وتعادلًا وهزيمة، ورغم أنها صدارة قد تكون مؤقتة لو فاز الأهلي بالمباراة المؤجلة حيث سيصل للنقطة 17، فإن بداية بيراميدز قد تكون مؤشرًا لشيء قد يحدث بنهاية الموسم.
صحيح أن وضعية بيراميدز ليس مثل وضعية بوافيشتا، فالأخير كانت ميزانيته محدودة للغاية ولم يكن يمتلك تشكيلة مدججة مثل بورتو مثلًا، لكن بيراميدز يمتلك المال ويمتلك المرافق ويمتلك التشكيلة، وهذا شيء ربما يُعزز حظوظه أكثر.
وإلى جانب السابقة التاريخية لباتشيكو، يستعرض هذا التقرير من winwin سبعة أسباب أخرى تجعل بيراميدز رقمًا صعبًا هذا الموسم، ومرشحًا فوق العادة لكسر ثنائية القطبين؛ الأهلي والزمالك.
عمق التشكيلة والتعاقدات الصحيحة
أجرى بيراميدز سوق انتقالات مميزة بالصيف الماضي بضمه أكثر من لاعب مهم، مثل الثنائي الدولي محمد رضا بوبو ومهند لاشين إضافة إلى موهبتَي الزمالك يوسف أسامة نبيه وسيف فاروق جعفر والمهاجم الكونغولي فيستون مايلي.
بيراميدز الذي ينافس على الدوري ودوري أبطال أفريقيا، بات يمتلك عمقًا في التشكيلة يساعده في المنافسة، لدرجة أنه أشرك أكثر من 22 لاعبًا في الدوري.. اثنان فقط لم يشاركا، هما الحارس شريف إكرامي وسيف فاروق جعفر.
بيراميدز أجرى تعاقدات نوعية وذكية مثل جلب المهاجم مايلي الذي سجل 4 أهداف حتى الآن منهم 3 أهداف في الدوري، حيث كان بيراميدز يُعاني من غياب المهاجم المميز.
العمق والتشكيلة الكبيرة يجعلان حتى باتشيكو في حيرة، وهي حيرة صحية تزيد من حدة المنافسة وتسهم في رفع مستوى اللاعبين.. على سبيل المثال، يمتلك المدرب البرتغالي أفضل ثنائي في المركز رقم 6 في مصر، مهند لاشين وبلاتي توريه، مع وجود عبد الله السعيد ووليد الكارتي ومحمد رضا بوبو في وسط الملعب الهجومي.
استمرارية المشروع والنجوم
كانت هناك مخاوف من أن مشروع تمويل بيراميدز سينتهي وسيكف الملاك عن الإنفاق، خاصةً بعد خسارة أكثر من نهائي، وحدوث حالة يأس كانت تبدو واضحة.
لكن مشروع بيراميدز يظل قائمًا بتدعيمات قوية، مع الاحتفاظ بنجوم الفريق الكبار، مثل إبراهيم عادل وعبد الله السعيد والكارتي ورمضان صبحي.
عادةً يكون النادي الذي يصعد للمنافسة مع الأهلي والزمالك يُسمّى في مصر "سوبر ماركت" للقطبين؛ لكن بيراميدز استطاع الحفاظ على نجومه، فلم يستطع الأهلي ضم إبراهيم عادل ولا وليد الكارتي، ولا استطاع الزمالك جلب مصطفى فتحي أو عبد الله السعيد.
استطاع بيراميدز الحفاظ على أبرز نجومه مع التدعيم القوي، وهو ما يعني أنه لديه الطموح للاستمرارية.
تقليل معدل أعمار اللاعبين
يمتلك بيراميدز الآن مزيجًا مميزًا من اللاعبين الشباب والأسماء الثقيلة صاحبة الخبرة، بضم محمد رضا بوبو "22 عامًا" وموهبتَي الزمالك يوسف أسامة نبيه وسيف فاروق جعفر.
ومن الممكن أن يسهم وجود عدد كبير من اللاعبين الشبان إلى إضفاء الحيوية على الفريق ويضمن تقديم أداء بدني عالٍ في المباريات، وهو أمر لا يقل أهمية عن وجود عناصر الخبرة.
واقعية باتشيكو
نقطة مهمة هي واقعية باتشيكو عكس تاكيس غونياس الذي يلعب كرة قدم جذابة ورائعة، لكنه كان يفتقد الاتساق في النتائج ويدفع ثمن أسلوبه.
ربما باتشيكو ليس جيدًا في النهائيات التي تُلعب من مباراة واحدة؛ لكنه جيد في منافسات النفس الطويل، فهو مَن مهّد الطريق أمام تتويج الزمالك بالفوز بدوري 2014-2015 قبل رحيله.
باتشيكو لديه قدرة على الحصول على أفضل النتائج من اللاعبين ويلعب بجماعية وانضباط، وجعل بوافيشتا في موسم اللقب التاريخي الأفضل دفاعيًا، كما أن أهداف الفريق معه تأتي بشكل متنوع عكس غونياس.
حالة الأهلي
يعيش الأهلي موسمًا غير مستقر بعد أن أكل الأخضر واليابس الموسم الماضي، وبدأت نتائج "المارد الأحمر" في الاهتزاز؛ بتوديع الفريق الدوري الأفريقي؛ ثم تعادله أمام الجونة وسموحة في الدوري المصري.
المشاكل خرجت للعلن وبدأت الانتقادات تنهال على مارسيل كولر، الذي يعاني هجوميًا من عدم ثبات مستوى مهاجمه أنطوني موديست، وإمكانية إيقاف كهربا بسبب عقوبة الزمالك.
أسلوب كولر أحيانًا بات معروفًًا للخصم في موسمه الثاني، والفرق بدأت تتعامل معه في حركة الجناحين للداخل ولعب الثنائي الهجومي للأمام.
انطلاقة أفضل
بداية بيراميدز هذا الموسم أفضل بكثير من بدايته الموسم الماضي؛ ففي أول 7 مباريات هذا الموسم حقق الفريق 5 انتصارات ولديه 16 نقطة في الصدارة وهو ضعف ما حصل عليه في الموسم الماضي.
ففي أول 7 مباريات له في الموسم الماضي حقق بيراميدز 8 نقاط فقط من تعادلين مع إنبي والمصري في أول جولتين وهزيمة أمام الزمالك وفوز وحيد.
ملعب كالحصن
أصبح ملعب الدفاع الجوي مثل الحصن لنادي بيراميدز، وهذا سلاح مهم جدًا في مشواره في الدوري بالنظر لحقيقة أن بيراميدز في آخر 28 مباراة على ملعبه في جميع المسابقات لم يتعرض للهزيمة.
في المباراة الأخيرة أمام الإسماعيلي كان بيراميدز متأخرًا بهدف، لكنه استطاع قلب النتيجة والفوز بهدفين.
الأمر لا يتعلق بفكرة أن بيراميدز يتسلح بجمهور على ملعبه، بل بفكرة جودة أرضية الملعب واعتياد اللاعبين عليها لفترات طويلة؛ إذ لا يغيّر النادي عادة هذا الملعب، بعكس الأهلي والزمالك، ومن شأن ذلك أن يساعد لاعبي الفريق في تقديم الكرة التي يحبونها، خاصةً مع توافر أكثر من لاعب مهاري.