زيدان لا يُهان
أثارت تصريحات رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لوغريت، التي أدلى بها مساء الأحد 08 يناير/ كانون الثاني الجاري لإذاعة "آر إم سي" الفرنسية، حول زين الدين زيدان، موجة سخط واسعة، وانتقادات لاذعة في فرنسا وخارجها.
لوغريت اعتبر في تصريحاته بشكل خاص أن احتمال إشراف زيدان على تدريب المنتخب البرازيلي شأن لا يعنيه (آخر همه)، وأنه ما كان ليرد على زيدان لو اتصل به هاتفيًا من أجل تدريب منتخب فرنسا.
ولأن للأسطورة هالة ومكانة راسخة في الضمائر والقلوب، لا يُسمح بالمساس بها والتطاول عليها، أو الانتقاص من شأنها، فقد اعتبر كثير من نجوم كرة القدم والسياسيين والمحللين ما قاله رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إهانة وعدم احترام لأسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان، الذي قاد منتخب البلاد إلى الفوز بأول لقب عالمي إثر تغلبه على نظيره البرازيلي في نهائي مونديال 1998 بثلاثة أهداف، سجل زيدان اثنين منها، في ليلة هتف فيها الفرنسيون: "زيدان رئيسًا!"
أعنف رد مباشر على تصريحات لوغريت، وأسرعه، جاء من قِبل نجم المنتخب الصاعد كيليان مبابي، الذي أكد على أن "زيدان هو فرنسا"، ولا يجب التقليل من الأسطورة بهذه الطريقة.
ولا شك في أن تصريحات لوغريت الأخيرة ستسمم أكثر العلاقة المتوترة بينه وبين مبابي؛ فقد سبق لكيليان أن عاب على المسؤول الأول عن اللعبة عدم الوقوف إلى جانبه عندما تعرض إلى إساءات عنصرية عقب هزيمة منتخب فرنسا أمام نظيره السويسري في نهائيات أمم أوروبا، حيث أضاع مبابي ركلة ترجيح.
من جانبه، علق النجم السابق لمنتخب فرنسا، فرانك ريبيري، بالقول: "إن على لوغريت عرض نفسه على طبيب".
عدد من السياسيين، وخاصة من اليسار الفرنسي وعلى رأسهم نواب برلمانيون من حزب "جون لوك ميلانشون"، نددوا بهذه التصريحات، واعتبروا أنه "من العار" أن يدلي رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بمثلها، وأن كرة القدم الفرنسية تستحق أفضل من لوغريت.
وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا-كاستيرا نشرت في تغريدة عبر حسابها على تويتر أن تصريحات لوغريت جاءت "مرّة أخرى في غير محلها"، وفيها عدم احترام مخزٍ، وصادم للجميع تجاه "أسطورة في كرة القدم وفي الرياضة"، مشيرةً إلى أن "رئيس الجامعة الرياضية الأولى في فرنسا لا يمكنه قول ذلك"، وطالبته "بالاعتذار لمثل هذه العبارات تجاه زين الدين زيدان".
تصريحات لوغريت المسيئة لزيدان تفتح فصلًا جديدًا في مسلسل أزمة تقض مضجع منتخب فرنسا، ولوغريت نفسه؛ إذ طالب كثيرون بتغيير المسؤولين في الاتحاد، وتعيين مدرب جديد للمنتخب، لا سيما بعد الإخفاق في المحافظة على اللقب العالمي، والأداء الفني والتكتيكي المحتشم للمنتخب في مونديال قطر الأخير.
إضافةً إلى أنه من المنتظر أن يتم النظر مع نهاية هذا الشهر وبداية الشهر المقبل في نتائج التدقيق الذي تعده وزارة الرياضة الفرنسية حول إدارة وتسيير شؤون الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بما في ذلك إخلالات صلب الاتحاد وقضايا أخلاقية ضحاياها بعض الموظفات، نتيجة لفضيحة كشفتها في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي مجلة "سو فوت So Foot".
وبالتالي، كان لوغريت، في ظل هذه الأزمات، في غنى عن مواجهة خصوم إضافيين، هم أنصار زين الدين زيدان، وهم كثر.