ريال مدريد... وربك لمّا يريد

تاريخ النشر:
2023-02-08 15:23
الأهلي المصري يستعد لمواجهة ريال مدريد في بطولة كأس العالم للأندية (Getty)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

المنطقي والطبيعي إذا سألت أيًا من مشجعي وأنصار فريق الأهلي المصري عن توقعاتهم بشأن المواجهة التاريخية التي ستجمع مساء اليوم بالعاصمة المغربية الرباط، على شرف نصف نهائي بطولة كأس العالم للأندية بين فارسهم الأحمر وعملاق الكرة العالمية والإسبانية ريال مدريد، أن يبتسم في وجهك ويقول لك: "ربنا يستر" في إشارة إلى تخوفه من تلقي هزيمة ثقيلة، ولكنك ستجده يبتسم في وجهك، ولكن إجابته ستكون مختلفة ويرد عليك بعلامة استفهام: "وليه لا ؟"، وهي الإجابة التي لا تحمل فقط قدرًا من التفاؤل بقدر ما تحمل من ثقة جماهير الأهلي في فريقها.

ويبدو أن تلك الثقة وصلت إلى وسائل الإعلام الإسبانية حتى أن إحدى الصحف الكتالونية قالت إن أنصار الأهلي يشعرون بالإهانة ويغضبون إذا ما حدثتهم عن كم الفوارق الفنية الكبيرة بين نجوم العملاق الإسباني الأبيض، ونجوم العملاق المصري والأفريقي الأحمر، ويؤكدون أن ناديهم يمتلك تاريخًا عظيمًا صنعه من تحقيق معجزات كروية في عدد من البطولات القارية والعالمية، بل يرون ويرددون كثيرًا جملة باتت شعارًا "المستحيل ليس أهلاويًا"، ودائمًا ما يراهنون على ما يسمى بروح الفانلة الحمراء.

وهي الروح التي يتحلى بها اللاعبون وتكون أشبه بـ"الإدرنالين" الذي يمنحهم قوة إضافية ضد الطبيعة وفي الدقائق واللحظات الأخيرة في المواجهات الصعبة والتحديات الكبرى التي من المفترض أن تتراجع فيه معدلات اللياقة البدنية والذهنية، وهو ما جعل الأهلي يشتهر عبر تاريخه بأنه الفريق الأكثر تسجيلًا لأهداف الفوز القاتلة في أصعب المواجهات وأطلقت عليه وسائل الإعلام لقب فريق "+ 90"، حتى إن الوقت المحتسب بدلًا من الضائع دائمًا ما يكون موعد الفرحة لجماهيره.

والحقيقة أن جماهير الأهلي تشعر بفخر كبير لأن فارسهم سيكون مساء الليلة على موعد مع المجد بجد عندما يواجه "الملكي" في أول مناظرة رسمية وتحت مظلة أكبر بطولة عالمية للأندية، ويتفاخرون بأنها مواجهة القرن كونها تجمع بين فريقين يحمل كلاهما فوق رأسه إكليل لقب نادي القرن في قارته.

حجم وقيمة المواجهة جعلت رئيس النادي الأهلي، أسطورة الكرة المصرية والأفريقية، محمود الخطيب، يعلن للمرة الأولى عن رصد جائزة مالية هي الأضخم في تاريخ النادي منذ إنشائه عام 1907 للاعبيه في حال تحقيق انتصار يخلده التاريخ، وهي واقعة غير مسبوقة في تاريخ القلعة الحمراء، حيث دائمًا ما تكون المكافآت وفقًا للوائح وقد يتم الإعلان عن صرف مكافآت استثنائية في حال تحقيق بطولة كانت بعيده المنال.

مشهد الليلة وحالات التفاؤل جعلتني أعيد عقارب ساعة ذاكرتي إلى ما قبل 22 عامًا من الآن واسترجع مواجهة سابقة جمعت بين الأهلي وريال مدريد، وكانت مواجهة ودية تاريخية جمعت بينهما في القاهرة، وتحديدًا في أغسطس عام 2001، في احتفالية تتويج الأهلي بلقب نادي القرن في أفريقيا، وحل الملكي الإسباني تحت قيادة مدربه وقتها ديل بوسكي مدججًا بنجوم العالم، زين الدين زيدان ولويس فيجو وربرتو كارلوس والقائد فيرناندو هيرو، يومها وتحت أنظار أكثر من 80 ألف أهلاوي حقق الأهلي ما تم وصفه بالمعجزة، وفاز بهدف دون رد، وقتها كتبت عنوانًا للمباراة "ربك لما يريد، الأهلي يهزم ريال مدريد"، واستوحيت عبارة "ربك لما يريد" من أغنية المطرب المصري الأسمر محمد منير، عنوان أتمنى أن أعيد كتابته قبل منتصف الليلة بتوقيت القاهرة.
 

شارك: