"رادار" الجزائر يبحث عن مبابي جديد بين 153مزدوج الجنسية
تحضر اللجنة الفنية للاتحاد الجزائري لكرة القدم لاستدعاء حوالي 8 لاعبين مزدوجي الجنسية لتدعيم المنتخب أقل من 20 سنة، الذي يستعد للدخول في معسكر مغلق نهاية الشهر الجاري تحضيرا لدورة شمال إفريقيا المؤهلة لكأس إفريقيا 2021 لذات الفئة السنية في موريتانيا.
ويدخل منتخب أقل من 20 سنة معسكرا إعداديا بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى شرق العاصمة الجزائرية، تحضيرا للدورة المؤهلة لكأس إفريقيا 2021 شهر نوفمبر المقبل في تونس، وسيعول مدربه، صابر بن سماعين، على اللاعبين مزدوجي الجنسية للتأهل إلى دورة موريتانيا.
ويندرج استدعاء اللاعبين المعنيين ضمن خطة للاتحاد الجزائري لكرة القدم لاستقطاب المواهب الكروية بفرنسا في سن مبكرة، والتي بدأها شهر آذار/مارس الماضي بإنشاء لجنة فنية أطلق عليها مصطلح "رادار الفاف"، وتضم مدربين وكشّافين ومسؤولين جزائريين مقيمين بفرنسا، يتقدمهم إلياس براهيمي شقيق الدولي الجزائري، ياسين براهيمي.
وتستهدف اللجنة الفنية المذكورة اكتشاف المواهب الكروية من أصول جزائرية بفرنسا، من أجل تدعيم مختلف الفئات السنية للمنتخبات الوطنية الجزائرية، في خطة لقطع الطريق على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم قبل خطفه لمواهب كروية من أصول جزائرية، كما حدث قبل أيام مع لاعبي أولمبيك ليون، حسام عوار.
وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم دخل في صراع دوري مع نظيره الفرنسي من أجل الفوز بخدمات اللاعبين الموهوبين، وخسرت الجزائر على مدار سنوات أسماء بارزة، في صورة زين الدين زيدان وسمير نصري وكريم بن زيمة وأخيرا حسام عوار، وربما حتى كيليان مبابي الذي ينحدر من أم جزائرية.
وسن الاتحاد الجزائري لكرة القدم في عهد رئيسه السابق، محمد روراوة، سنة 2009 قانون الباهاماس الذي يتيح للاعبين مزدوجي الجنسية الذين سبق لهم اللعب في الفئات العمرية لبلد ما، تغيير جنسيتهم الرياضية قبل بلوغهم سن الـ21 عاما، وهو ما سمح لح الاستفادة من عدة لاعبين.
ومن هذا المنطلق جاء تفكير الاتحاد الجزائري لكرة القدم في إنشاء لجنة فنية لاكتشاف المواهب الكروية مزدوجة الجنسية، ومنحها فرصة التدرج في المنتخبات الوطنية قبل ترقيتهم إلى المنتخب الأول، وضمان إقناع هذه الأسماء بالدفاع عن ألوان الجزائر قبل الوصول إلى مرحلة يصعب فيها الاختيار، عندما تتدخل الأندية والمصالح والضغوط، كما حدث مع نبيل فقير في وقت سابق.
ورغم جائحة "كوفيد 19" قام مسؤولو "رادار الفاف" بعمل كبير منذ شهر مارس الماضي، وأعدوا قاعدة بيانات تضم 153 لاعبا مزدوج الجنسية وفي أحيان أخرى بثلاث جنسيات، بإمكانهم أن يكونوا مشروع لاعب ناجح في منتخب "المحاربين"، وتتضمن القاعدة بنك معلومات شخصية وفنية بتقنية "الذكاء الاصطناعي" موضوعة تحت تصرف اللجنة الفنية للاتحاد الجزائري.
وكان كريم إيدير أحد أبرز مسؤولي "رادار الفاف" قال في تصريحات إعلامية سابقة، إن الهدف من هذا "المسح الكروي" لفرنسا هو الفوز بأفضل المواهب الكروية. وردا على سؤال متعلق بمدى قدرة هذه اللجنة على إقناع لاعبين بموهبة مبابي مثلا (والدة الدولي الفرنسي جزائرية) قال إيدير: "من جهتنا سنحرص على العمل بأن يندمج أي مبابي جديد في أقرب وقت مع منتخباتنا الشبانية".
ودائما ما تكون قضية اللاعبين مزدوجي الجنسية مثار جدل واسع في الجزائر، آخرها تفضيل اللاعب حسام عوار لمنتخب "الديكة" على حساب "محاربي الصحراء"، ما خلف موجة استياء واسع لدى الجماهير الجزائرية، ودفعت المدرب الوطني، جمال بلماضي إلى التأكيد على أنه لن يستدعي لاعبا في مثل وضعية عوار، إلا إذا أمضى تعهدا كتابيا يتخلى فيه صراحة عن أي رغبة في تمثيل منتخب فرنسا أو أي منتخب آخر يحمل جنسية بلده ويختار الجزائر دون تردد.