دي خيا أول الضحايا.. رحيل رونالدو يغير استراتيجية يونايتد
يسعى نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لاستثمار رحيل النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، عن صفوفه نحو النصر السعودي على أكمل وجه، لمعالجة المشكلة التي أرّقت مسؤوليه في السنوات الأخيرة، والمتعلقة قطعاً بوضع "حد لارتفاع سقف الأجور الجنوني" للاعبيه، ولا سيما نجوم الصف الأول.
وينوي المسؤولون في معقل "أولد ترافورد" بمساعدة المدرب الهولندي، إريك تين هاغ، تحديد سقف الأجور إلى ما يتراوح بين 180 و200 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، بالنسبة إلى نخبة من نجوم الفريق، فيما بات يعرف بـ"قاعدة رونالدو" ومحاولة تحطيمها نهائياً بعد فسخ عقد الأخير، الذي شدّ الرحال إلى النصر السعودي.
وتبعاً لهذه القرارات الجديدة من إدارة "الشياطين الحمر"، سيتأثر عدد من نجوم الفريق، أصحاب الرواتب المرتفعة، ويأتي في مقدمتهم الحارس الإسباني دافيد دي خيا، الذي يتقاضى راتباً أسبوعياً يصل إلى 375 ألف جنيه إسترليني، بموجب عقد يربطه مع النادي وينتهي الصيف المقبل.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنّ إدارة اليونايتد أبلغت الحارس الإسباني بتخفيض سقف أجره إلى حد مماثل أو يقارب ممّا يتقاضاه أبرز نجوم الفريق، وجزم المصدر ذاته بأنّ مفاوضات تجديد عقد الظهير الدولي لوك شو، الذي سينتهي في 2024، ستتم وفق المبدأ نفسه والشروط ذاتها.
وبشأن سير مفاوضات تجديد عقده وعلاقته الوطيدة التي بدأت مع "مسرح الأحلام" منذ 2011 قادماً من أتلتيكو مدريد الإسباني، صرّح دي خيا، الذي دخل "نادي الـ10 الأوائل" الأكثر مشاركة بقميص اليونايتد (511 مباراة): "المفاوضات تسير في الطريق الصحيح"، ورغم هذا التصريح الواثق لا يبدو دي خيا متوقعاً لمعاملة خاصة فيما يتعلق بأجره الأسبوعي.
وليس دي خيا فحسب من سيتأثر في تحطيم "قاعدة رونالدو" داخل بيت "الشياطين الحمر"، بل ستشمل هذه السياسة الجديدة عددًا من اللاعبين الآخرين؛ منهم البرازيلي كاسيميرو والقائد هاري ماغواير وشريكه في الخط الخلفي الفرنسي رافاييل فاران، والبرتغالي برونو فرنانديز، الذي تمّ فعلاً تطبيق هذه السياسة على عقده مسبقاً.
ولن تقف الأمور في اليونايتد عند خفض سقف الأجور فحسب، بل سيعاقب اللاعبين أيضاً في حال فشلهم في تحقيق هدف ضمان إحدى البطاقات المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وهو ما يعدُّ تطوراً مذهلاً في علاقة اللاعبين بالإدارة، التي اهتزت منذ رحيل السير أليكس فيرغسون عن تدريب الفريق عام 2013.
راشفورد.. امتحان "عسير"
هذه الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة في سبيل استعادة "لحمة" غرفة الملابس داخل الفريق من خلال سياسة خفض الأجور وتقريب اللاعبين من بعضهم، ستصطدم بامتحان حقيقي و"عسير" اسمه ماركوس راشفورد.
وستسعى الإدارة بكل جهودها لإقناع نجم "الأسود الثلاثة"، الذي يقدّم موسماً لافتاً، بالبقاء ضمن كتيبة تين هاغ، ولكن حتماً لن تقع مجدداً في فخ "التمييز والمفاضلة" في الرواتب الذي أوقع النادي في مشكلات كبيرة طيلة السنوات الماضية، ويكفي التأكيد في هذا الصدد على أنّ مانشستر يونايتد هو صاحب تكلفة الأجور الأعلى على مستوى أندية الدوري الإنجليزي الممتاز؛ إذ إنّه يدفع ما قيمته 228 مليون جنيه إسترليني سنوياً.
ولعلّ ما يصعّب من مهمة تجديد عقد راشفورد ويجعلها أكثر تعقيداً، تربّص باريس سان جيرمان الفرنسي، واستعداده لدفع ضعف ما يتقاضاه "النفاثة الإنجليزي" الذي ينتهي عقده بعد 18 شهراً من الآن، وسيكون حراً في الانتقال لأي ناد.
مهمة عسيرة بلا شك، ولكن يبدو أنّ مسؤولي العملاق الإنجليزي عازمون على استثمار الفرصة الذهبية التي مُنحت لهم عقب "مغادرة" البرتغالي رونالدو للفريق، الذي سمح لهم بتوفير مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني، وبالتالي وضع الخطوة الأولى على درب تصحيح مسار الفريق.