دوري المجانين لمتعة العقلاء!
إنه الدوري الذي لا مثيل له في العالم، إنه الدوري الأقدم، فقد بدأ عام 1888، وهو الدوري الأكبر؛ إذ تضم رابطة محترفيه 92 نادياً في أربع درجات، وهو الدوري المتفرد بتسميات غريبة؛ فدرجته الأولى هي الثالثة عملياً، بينما تسمى الرابعة بالدرجة الثانية، وتسمى درجته الثانية البطولة، وتسمى درجته الأولى الدوري الممتاز. هو الدوري الذي لم يكن يسمح إلا بتبديل واحد، ومن ثم فقد كان على اللاعب البديل أن يكون جاهزاً لكي يلعب ظهيراً أو لاعب وسط أو قلباً للهجوم وفي بعض الحالات.. حارساً للمرمى!
وعندما وصلت إليه تقنية الفار طبقها بطريقة مختلفة عن بقية العالم؛ إذ لم يكن يسمح للحكام بمشاهدة الفيديو، وإنما يعتمدون سماعياً على رأي حكم الفيديو، وعندما جرب قاعدة التبديلات الخمسة لم تعجبه، فصوتت أنديته على العودة إلى تطبيق التبديلات الثلاثة، وعندما حُرِم منتخب بلاده من هدف صريح في مونديال جنوب إفريقيا؛ أدى ضغط إعلامه إلى اعتماد الفيفا تقنية خط المرمى، وكان أول دوري يطبقها.
ملاعبه في معظمها ليست استادات كما هو الحال في بقية العالم، بل ملاعب لكرة القدم، بلا مضمار يحيط بها، بل يجلس الجمهور دون حواجز على مقربة من أرض الملعب، ولكل مدرج اسم خاص به يرمز إلى نجم قديم أو حادثة تاريخية، وتجد فيه أحياناً نادياً من الدرجة الثانية أو الثالثة يلعب أمام مدرجات تتسع لأربعين أو خمسين ألف متفرج، وهذا لا نظير له في المدرجات المماثلة في بقية العالم.
ومن حق لاعبيه اختيار اللعب بقمصان ذات أكمام طويلة أو قصيرة، وهو أول من أطلق الكنيات أو الألقاب التحببية على فرقه، فهؤلاء الذئاب وأولئك المدفعجية أو القطط السوداء أو أولاد التراكتورات..، ولكل نادٍ أغانيه وأهازيجه المميزة، بل لكل لاعب يتألق أغنيته التي يؤلفها له الجمهور، ويكرر إنشادها كلما تألق، واسألوا الملك المصري عن ذلك. إنه الدوري الذي يضم أكبر حشد من كبار المدربين في العالم من بييلسا الأرجنتيني إلى أنشيلوتي الإيطالي، ومن مورينيو البرتغالي إلى غوارديولا الإسباني، ومن كلوب الألماني إلى بيليتش الكرواتي، ومن العجوز الإنكليزي هودسون إلى الشاب الإسباني أرتيتا.
إنه دوري فيه الصغير يغلب الكبير، والمتأخر يفاجئ المتقدم، وفيه أجمل الأهداف وألمع النجوم، إنه دوري حافل بالجنون والمجانين ومكرس لمتعة العقلاء وسعادتهم، إنه الدوري الإنكليزي الممتاز أغلى مسابقة لكرة القدم في العالم!