دوري أبطال آسيا سعودي..
واصلت كرة القدم السعودية حضورها اللافت على صعيد دوري أبطال آسيا بوصول جميع ممثليها إلى دور الستة عشر، بما فيهم الفيحاء الذي يشارك للمرة الأولى في تاريخ المسابقة القارية، الأمر الذي يؤكد قوة الدوري السعودي وقيمته وما وصلت إليه الأندية السعودية من فوارق بينها وبين بقية أندية القارة.
وصول الأندية السعودية إلى الدور ثمن النهائي في دوري أبطال آسيا ليس بالمستغرب، فكرة القدم السعودية هي الأعلى كعبًا في القارة الآسيوية كاملة منذ سنوات، فما بالكم إن تعلّق الأمر بغرب القارة الذي يشهد تفوّقًا سعوديًّا واضحًا في معظم البطولات.
كم كنت أتمنى ألّا تجمع قرعة البطولة الآسيوية بين النصر والفيحاء في لقاء يُفقِدنا أحد الفريقين، إذ كنا نأمل بحضور الأندية الأربعة كاملة في الدور ربع النهائي. في اعتقادي أنّ لقب هذه النسخة لن يكون بعيدًا أو صعب المنال، لما تملكه هذه الأندية من قدرات وإمكانيات ونجوم.
وفي مقدمتهم الهلال الزعيم وسيد القارة بأربعة ألقاب وفي طريقه لتحقيق الخامسة، يعتبر هو الأكثر جاهزيةً وخبرةً، وما فوزه على سيباهان الإيراني في طهران إلاّ دليل على ذلك، لكن يجب ألّا يطمئّن لذلك في الإياب، وحينها -في تصوّري- سيكون تأهّل الهلال متاحًا وسهلًا للدور القادم.
في السابق يتذكر الهلال وجمهوره مواقف مماثلة كان التوقع فيها أنّ الأمور حُسمت من الذهاب، ومنها لقاء السّد القطري في الماضي القريب ولقاء الغرافة من الماضي البعيد، حيث كاد الهلال أن يخسر وعاش حينها لحظات صعبة للغاية، وكاد أن يخرج من البطولة.
أمّا جاره وشقيقه النصر فهو أكثر المشاركين رغبةً في الحصول على اللقب هذا العام وتدوين اسمه للمرة الأولى في سجلات الأبطال، وهو مؤهل لحصد الكأس هذا العام برفقة الدون رونالدو، وأعتقد أنّ مروره نحو الدور القادم سهل للغاية أمام الفيحاء، غير المطالب بأفضل ممّا وصل إليه، فقد حقق الإنجاز بالتأهل إلى ثمن النهائي، ومن الصعب مطالبته بأكثر من ذلك، خاصةً أنه يواجه "العالمي" المدجج بالنجوم والخبرة والتاريخ والجماهير والإعلام، ولذلك يكفي الفيحاء شرف التمثيل والحضور والوصول إلى هذا الدور.
تبقّى لنا الاتحاد، النادي المتوّج بلقبين آسيويين حاله حال "الهلال"، رغم التعادل في أوزبكستان أمام الفريق الأوزبكي لكن أتصور أنّ "النمر" سوف يكون في ذروة شراسته في جدة وموضوع مروره إلى الدور ربع النهائي سوف يعلن من الجوهرة المشعة.
في حال عبور الاتحاد، فسوف يلاقي مواطنه الهلال؛ لكن هذا مرهون باحترام منافسيهما في مباراتي الإياب، والمنطق يقول عبور ثلاثة أندية سعودية للدور القادم؛ بينما في كرة القدم هناك طموح وشغف وتحدٍّ مكفول لكل الفرق المشاركة بهذا الدور، وكرة القدم تعطي من يعطيها.
توقعي وأمنيتي تقول إنّ لقب دوري أبطال آسيا بهذه النسخة سيكون سعوديًّا في ظل هذا الزخم والقوة والتمرس الذي تملكه الأندية المعنية.