دراسة: الحكّام في إيطاليا يعاقبون داكني البشرة أكثر من البيض
أفضت دراسة مشتركة من الباحثَين، الأمريكي مورجان واك والكندية بياتريس ماجسترو، إلى أن الحكّام كانوا يميلون إلى معاقبة اللاعبين أصحاب البشرة الداكنة أكثر من البيض في مسابقة الدوري الإيطالي لكرة القدم "Serie A" خلال العقد الماضي.
وعكف واك وماجسترو، المحاضران في جامعتي واشنطن وتورنتو تواليًا، على دراسة آلاف الحالات التحكيمية في الدوري الإيطالي بين عامي 2009 و2021، استنادًا إلى بيانات منصات الإحصاء الرياضي "FootyStats" و"WhoScored" و"FBref".
صنّفت الدراسة، التي نشرتها يومية "غارديان" الإنجليزية، اللاعبين إلى 20 درجة من حيث اللون من ناصع البياض إلى داكن السواد، معتمدة على تصنيفات مؤسسة "Sports Interactive" البريطانية، الجهة المطوّرة للعبة "فوتبول مانجر" الشهيرة.
مخالفات وبطاقات أكثر لداكني البشرة
خلصت الدراسة التي اندرجت تحت بند "العنصرية" غير المباشرة في كرة القدم، إلى أن الحكّام في الدوري الإيطالي يميلون إلى احتساب مخالفات ضد اللاعبين أصحاب البشرة السوداء بواقع 25 مرة في الموسم، أكثر من البيض (21 مخالفة).
كما أن الحكّام في المسابقة الإيطالية يشهرون بطاقات صفراء ضد اللاعبين ذوي البشرة الداكنة موسميًا بزيادة قدرها 11٪ عمّا يشهرونه ضد اللاعبين البيض. الأمر ذاته بالنسبة إلى البطاقات الحمراء "الطرد" بزيادة قدرها 16٪، بحسب الدراسة.
غاب التمييز في غياب الجماهير
المفارقة أنه في موسم 2020-21 الذي أُقيم خلف الأبواب المغلقة دون جماهير بسبب وباء كورونا، اكتشف واك وماجسترو أن قرارات الحكّام التمييزية بين داكني وفاتحي البشرة في الدوري الإيطالي قد اختفت، وقال واك إنه ربما يكون للضغط الجماهيري في المدرجات دور في التأثير في قرارات الحكّام، لكنه لم يجزم بذلك، وقال: "لا نستطيع تأكيد أن العنصرية تأتي من المدرجات".
السلطات الإيطالية كانت قد أنشأت مؤسسة "أونار" الوطنية لمناهضة العنصرية الرياضية في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2022. وقد تلقّت منذ ذلك الحين 211 بلاغًا رسميًا في قطاعات الهواة والمحترفين؛ حيث تتنامى العنصرية في القطر الأوروبي بشدة.
ويكشف تقرير من "غارديان" أن أغلب الأندية الإيطالية تملك مشجعون أصحاب خلفية يمينية متطرفة، ودأبت الجماهير في السنوات الماضية على ممارسة العنصرية ضد نجوم الدوري؛ أمثال البلجيكي روميلو لوكاكو والسنغالي خاليدو كوليبالي.
وفي الدوريات الأوروبية الأخرى، تم استهداف البرازيلي فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد الإسباني، والفلبيني نيل إثيريدج حارس مرمى برمنغهام سيتي الإنجليزي في الموسم الحالي. بينما يؤكد واك وماجسترو أنهما بصدد إجراء دراسة في دوريات أوروبية أخرى.
ما الحل؟
يرى واك وماجسترو أنه لا بد من تدريب الحكّام على الموضوعية في اتخاذ القرارات، وعدم التأثر بهتافات الجماهير أو خلفيات اللاعبين العرقية، عبر كل اتحاد محلي، في محاضرات دورية. إضافة إلى منع الجماهير العنصرية من دخول المدرجات مجددًا.
يتشابه الموقف الحالي بالنسبة إلى حكّام الدوري الإيطالي مع موقف سابق في دوري كرة السلة الأمريكي "NBA" منذ أعوام، بحسب دراسة من معهد "بروكينغز" في واشنطن، لكن الاختلاف أن السلطات الأمريكية اتخذت خطوات أكثر جدية، وسنّت قوانين لردع الجماهير العنصرية، كما درّبت الحكّام على التعامل الصارم وإيقاف المباراة حالما يتم رصد أي أحداث عنصرية.