حكيم زياش.. ضحية "عشوائية" تشيلسي في الموسم الحالي
يعيش نادي تشيلسي الإنجليزي حالة من التخبط الكبير في الموسم الراهن، أجبرته على الوجود في المركز العاشر ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 25 نقطة جمعها من 18 مباراة، حقق فيها الفوز خلال 7 مباريات فقط والتعادل في 4 والخسارة في 7 أخرى.
سلسلة من النتائج السلبية كانت كفيلة بالإطاحة برأس المدرب الألماني توماس توخيل، والاستعانة بخدمات غراهام بوتر الذي بدا مهتماً بإثبات قوته من خلال التآمر عن غير قصد على عدة لاعبين أمثال المغربي حكيم زياش الذي لم يشفع له تألقه في مونديال قطر 2022 الحصول على دقائق إضافية للعب في البلوز.
أحلام التأهل إلى دوري أبطال أوروبا وصفقات غير مدروسة
مع ابتعاد تشيلسي عن المراكز الأربعة المؤهلة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا بفارق 10 نقاط كاملة في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بات النادي اللندني يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، عبر تحسين موقعه في سلم الترتيب والظهور في مسابقة الدوري الأوروبي الموسم المقبل.
لكن محاولات البلوز لا تقوم على أسس منهجية؛ حيث سارع الفريق في إنفاق ما يصل إلى 143.5 مليون يورو خلال ميركاتو الشتاء، للحصول على خدمات 6 لاعبين؛ هم جواو فيليكس ودافيد فوفانا وأندريه سانتوس وميخايلو مودريك وبنوا بدياشيلي وغابرييل سلونينا.
المثير في الأمر أن هذه التعاقدات الستة جاءت في ظل امتلاك النادي اللندني أحد المدربين "غير الموثوق بهم" والذي من غير المتوقع أن يواصل مهامه في العمل مع تشيلسي الموسم المقبل، ما يعني أنها صفقات قد تشكل مغامرة غير مدروسة حال لم يرغب المدرب الجديد المرتقب في الإبقاء عليها.
حكيم زياش الضحية الأبرز
على الرغم من عدم حصوله على ثقة المدرب الألماني السابق، توماس توخيل، أراد النجم المغربي حكيم زياش تحقيق بداية جديدة مع تشيلسي، عبر مونديال قطر الذي قاد خلاله المنتخب المغربي إلى نصف النهائي كونه أول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى هذا الدور.
ومنذ العودة من الدوحة، لم يتغير واقع زياش، البالغ من العمر 29 عاماً، كثيراً، ليكتفي بالظهور هذا الموسم في 8 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز، لم يحرز خلالها أية أهداف ولم يقدم فيها أية تمريرات حاسمة، ليكتفي بالوجود في 15% فقط من الدقائق الإجمالية المتاحة لتشيلسي في البريميرليغ هذا الموسم.
ويمكن القول إن زياش الذي انضم إلى تشيلسي قبل عامين مقابل 40 مليون يورو، هو أحد أبرز ضحايا عشوائية تشيلسي في ميركاتو الشتاء، حيث كان من الممكن النظر إليه كصفقة جديدة يمكن الرهان والاعتماد عليها في المرحلة الثانية من الموسم الحالي.
أزمة حكيم زياش الحقيقية
يمكن القول إن أبرز كوابيس زياش الراهنة، تتمثل في امتداد عقده مع تشيلسي حتى 30 يونيو/ حزيران من عام 2025، ما يجعله عالقاً بين أسوار "ستامفورد بريدج" في ظل عدم امتلاك الأندية الراغبة في الحصول على خدماته القدرات المالية الكافية للظفر بهذه الصفقة.
ولا يسعى تشيلسي إلى خسارة ما يزيد عن النصف في صفقة التخلي عن زياش، حيث يبدو البلوز مستعداً للحصول على 20 مليون يورو مقابل لاعبهم المغربي، لكن الأندية التي تلاحق زياش ما زالت تعاني من ضائقة مالية قد تجعلها عاجزة عن دفع هذا المبلغ.
ومع دخول أياكس أمستردام الهولندي وميلان الإيطالي وغلطة سراي التركي سباق التعاقد مع زياش، فإن هذا الثلاثي من الأندية التي ينتظر أن يجد تشيلسي نفسه مجبراً على التنازل عن مطالبه المالية وتحرير زياش بقيمة مالية لا تزيد عن 15 مليون يورو فقط.
ما المطلوب من حكيم زياش للخروج من تشيلسي؟
هناك أمر آخر يجب أن يقدم عليه زياش من أجل النجاح في إنعاش مستقبله الكروي، ويتمثل هذا الأمر في التنازل عن بعض شروطه المالية التي يضعها في وجه الأندية الراغبة في الحصول على خدماته.
المؤشرات تؤكد أن زياش يرغب في الحصول على راتب سنوي يقدر بين 7 إلى 8 مليون يورو، ما يقرب من 135.000 جنيه إسترليني أسبوعياً، وهي قيمة بالتأكيد لن تملك الأندية الراغبة فيه القدرة على دفعها، مما يعني أن النجم المغربي مطالب أيضاً بالتنازل قليلاً عن بعض شروطه المالية.