حكيمي.. من شباب إسبانيا إلى المجد مع المغرب في المونديال

تاريخ النشر:
2022-12-09 19:46
احتفال أشرف حكيمي بعد تأهل المنتخب المغربي (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

تقدّم أشرف حكيمي لتسجيل ركلة ترجيحيّة تاريخيّة للمغرب ضد إسبانيا، وهو يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.

أظهر المدافع أعصابًا فولاذية ليغمز الكرة في وسط مرمى الحارس أوناي سيمون، وتحقق المغرب الفوز (3-0) بركلات الترجيح على منتخب إسبانيا، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي من المباراة من دون أهداف، الثلاثاء.

قاد لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، المولود في العاصمة الإسبانية مدريد، المغرب إلى مرحلة غير مألوفة في تاريخ مشاركات البلاد، فأصبح المنتخب المغربي أول فريق عربي يصل إلى دور الثمانية في كأس العالم.

وانطلقت احتفالات واسعة في المغرب وفي جميع أنحاء أوروبا التي يقطن فيها أعداد كبيرة من المغاربة، من باريس إلى بروكسل وصولاً إلى برشلونة، بينما شعرت دول أفريقية وعربية أخرى بالبهجة أيضاً.

على الرغم من أن المدرب وليد الركراكي فضّل أن ينسب الفضل للفريق عوضاً عن الأفراد، فإن حكيمي هو أحد لاعبيه المتميزين بلا أدنى شك.

ركلة جزاء حكيمي التي أنهت المباراة بصعود المغرب

يتمتع حكيمي بحضور ديناميكي متفجر، فهو مغرم بالانطلاقات السريعة التي تخوله الانضمام إلى الهجوم، مع الحفاظ على الانضباط في الدفاع.

نشأة إسبانية وانتماء مغربي

تدرّب حكيمي مع منتخب إسبانيا على مستوى الشباب، قبل أن يحسم ولاءه لموطن والديه. وصرّح لصحيفة "ماركا" الإسبانية قبل المباراة: "ذهبتُ أيضاً إلى المنتخب الإسباني لتجربته".

وأضاف: "كنت مع منتخب لاروخا لبضعة أيام، ورأيت أنه لم يكن المكان المناسب لي، لم أشعر أنني في المنزل، لم يكن ذلك بسبب أي شيء على وجه الخصوص، ولكن بسبب ما شعرت به؛ لأنه لم أجد ما كان لدي في المنزل، وهو الثقافة العربية. كوني مغربي، أردت أن أكون هنا".

احتفال حكيمي مع والدته بعد الفوز على بلجيكا

كانت لهذه الروابط العائلية دور مهم في المغامرة التاريخية للمغرب. وأثارت صورة حكيمي، 24 عاما، وهو يقبل والدته في المدرجات، بعد الفوز (2-0) على بلجيكا في دور المجموعات، ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.

تضحيات عائلية أوصلت حكيمي لمكانة عالمية

ينحدر حكيمي من عائلة متواضعة، كانت تعيش في ضاحية خيتافي بمدريد؛ إذ كانت والدته تنظف المنازل، بينما كان والده بائعًا متجولًا.

وقال حكيمي في عام 2018: "أنا أقاتل كل يوم من أجلهم، لقد ضحوا بأنفسهم من أجلي، وحرموا إخوتي من أشياء كثيرة، لكي أنجح".

ظهر حكيمي للمرة الأولى مع المغرب في عام 2016، بينما كان لا يزال لاعبًا في ريال مدريد الإسباني؛ إذ فاز بدوري أبطال أوروبا مع "لوس بلانكوس"، لكنه لم يثبت نفسه بشكل جيد.

أُعير لمدة عامين إلى بوروسيا دورتموند الألماني، ثم وقع بشكل دائم مع إنتر الإيطالي. بعد موسم قوي في إيطاليا، حيث فاز بلقب الدوري، وقام باريس سان جيرمان الفرنسي بضمّه في عام 2021.

وبعد فوزه بلقب الدوري الفرنسي، وصل حكيمي مع المغرب إلى كأس العالم، وهو مستعد لأداء المهمة التي يحتاجها الفريق.

حكيمي والحلم المونديالي في قطر

أبدع حكيمي في لحظات كثيرة في قطر، حيث مرّر كرة متقنة سجّل منها يوسف النصيري ضد كندا، لكنّ دوره الأبرز تمحور في التأسيس لأقوى دفاع في كأس العالم.

تلقى المغرب الهدف الوحيد خلال الفوز (2-1) على كندا، بعد أن خطف "أسود الأطلس" تعادلا رائعاً أمام كرواتيا وصيفة 2018، ثمّ هزموا بلجيكا (2-0), قبل التفوق على إسبانيا أخيراً بركلات الترجيح في ثمن النهائي.

كما نال الجناح حكيم زياش الثناء بعد عودته من فترة الاستبعاد؛ بسبب خلاف مع المدرب السابق البوسني وحيد حاليلوزيتش، لكن حكيمي كان موجودًا مع منتخب بلاده في السراء والضراء.

والآن مع الحضور الجماهيري الغفير للمغاربة في الدوحة، فضلا عن الدعم من بعيد، سيحصل حكيمي ورفاقه على تشجيع كبير، السبت، أمام البرتغال في ربع النهائي.

شارك: