حظ لاوتارو العاثر يحوّله إلى مادة للسخرية.. وميسي قارب نجاته
تتقدّم الأرجنتين بخطوات ثابتة في كأس العالم قطر 2022، وترفع من وتيرتها من مباراة لأخرى، في حين يسير المهاجم لاوتارو مارتينيز في الاتجاه المعاكس لدرب الانتصارات الذي يخطه منتخب "ألبيسيليستي"؛ إذ لا يزال صائماً عن تسجيل الأهداف في البطولة، لأسباب تتراوح بين الحظ العاثر وقلة التوفيق إلى جانب اكتفائه بالمشاركة بديلا في آخر مباراتين.
شكّل مارتينيز، في السنوات الأربع الأخيرة وتحديداً منذ مونديال روسيا 2018، الخيار الأوّل في صفوف "راقصي التانغو"، فلعب إلى جانب النجمين ليونيل ميسي وأنخل دي ماريا ضمن ثلاثي الهجوم، فيما حافظ مهاجم إنتر الإيطالي على مكانته في المباراتين الأولى والثانية من منافسات دور المجموعات في قطر، متسلحاً بسجله القوي المتضمن 21 هدفاً في 44 مباراة بقميص بلاده.
ميسي صديق وفي
لكن يبدو أن كل شيء انهار سريعاً لمارتينيز في العرس الكروي العالمي، لدرجة أنه وجد نفسه ضحية تعليقات لاذعة ونكات على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد فوز الأرجنتين على أستراليا 2-1 في ثمن النهائي، فمع نهاية اللقاء، وبعد دخول لاوتارو من مقاعد البدلاء، شعر عشاق الكرة المستديرة أن ميسي يحاول بشتى الطرق التمرير له ومساعدته على التسجيل.
وبعد إحدى المراوغات الساحرة من ميسي مرر الكرة إلى مارتينيز داخل منطقة الـ18 ياردة؛ حيث وجد ابن الـ25 عاماً نفسه بمواجهة الحارس، غير أن تسديدته علت المرمى، لكن كانت الأمور ستكون مغايرة لمهاجم "النيراتزوري" لو نجح في التسجيل، علماً أنه هز الشباك مرتين في الخسارة أمام السعودية (1-2) في مستهل مغامرة الأرجنتين، غير أن الحكم المساعد والفيديو المساعد "في آيه آر" كانا له بالمرصاد؛ بسبب تسلله في الحالتين كلتيهما.
وأمام المكسيك، افتتحت الأرجنتين بفضل تسديدة خارقة من ميسي التسجيل بعد دقيقة من خروج مارتينيز ودخول جوليان ألفاريز بدلاً منه، وخسر لاوتارو مركزه لصالح مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي في المباراة الأخيرة لدور المجموعات أمام بولندا (2-0).
وبعدما دخل بدلاً من ابن الـ22 عاماً قبل 20 دقيقة من صافرة النهاية، حصل مارتينيز على ثلاث فرص لقتل المباراة أمام "سوكروز"، لكن الفشل الذي رافق مارتينيز أدى لتعرضه لانتقادات حادة، وإطلاق سلسلة من الصور الفكاهية والنكات التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن بعضهم ذهب بعيداً بتشبيه مهاجم إنتر بمواطنه غونزالو هيغواين الذي أضاع فرصة بعدما انفرد بالحارس مانويل نوير في نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا (خسرت الأرجنتين 0-1 بعد التمديد).
لاوتارو أنقذنا مرات عدة
سارع ميسي والمدرب ليونيل سكالوني للدفاع عن المهاجم "المنحوس"؛ إذ قال "البرغوث" الصغير: "لاوتارو هو لاعب مهم جداً بالنسبة إلينا، هو مهاجم، يعيش من أجل الأهداف".
وقال سكالوني عندما سُئل عن أخطاء مهاجمه أمام أستراليا: "أنقذنا لاوتارو مرات عدة، لا أريد التحدث عن هذه التفاصيل، سيكون ذلك غير عادل بالنسبة للاوتارو الذي قدّم لنا وسيظل يمنحنا الكثير من السعادة"، ومع ذلك يبدو ألفاريز مرشحا للاحتفاظ بمركزه الأساسي أمام هولندا الجمعة في ربع النهائي.
وأضاف مدرب الأرجنتين: "من الرائع أن جوليان يسجل ولاوتارو سيسجل أيضاً"، في ظل وجود مفارقة مثيرة تتمثل في أن مارتينيز أساسي في إنتر، في حين لم يبدأ ألفاريز سوى في 3 لقاءات مع السيتي من أصل 14 مباراة في الدوري، علماً أنه حصل على هذه الفرصة في مباراتين، إما لإصابة المهاجم النروجي إرلينغ هالاند أو عودته من الإصابة، ورغم ذلك سجل جوليان ثلاثة أهداف في المباريات الثلاث التي خاضها أساسياً، من دون أن يهز الشباك في مبارياته التسع كبديل.
مع تألق ميسي وإثباته مرة جديدة أنه مصدر إلهام للأرجنتين، بتسجيله ثلاثة أهداف وتمريره كرة حاسمة في مونديال قطر، لن يمانع الأرجنتينيون من أن يسجل الأهداف، طالما استمر المنتخب في السير على طريق الفوز.
وتنتظر الأرجنتين مباراة صعبة أمام هولندا في الدور ربع النهائي من المونديال على ملعب لوسيل يوم الجمعة المقبل، في الوقت الذي يأمل فيه الجمهور أن يستعيد مارتينيز حاسته التهديفية المفتقدة في المونديال.