حصريا لـwinwin: مدرب تونس يردّ على منتقديه ويكشف حقائق مثيرة

2021-06-08 09:01
مدرب المنتخب التونسي لكرة القدم منذر الكبير (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019 بمصر، خلف المدرب منذر الكبير نظيره الفرنسي آلان جيريس على رأس منتخب تونس لكرة القدم، وقد حقق معه نتائج مهمة؛ أبرزها ضمان العبور إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2022 بالكاميرون، إلا أن ذلك لم يشفع له؛ إذ تعرض لموجة انتقادات كاسحة.

  
وطالت مدرب منتخب تونس لكرة القدم منذر الكبير الانتقادات على خلفية الأداء الذي ظهر عليه لاعبوه في اللقاءين الأخيرين ضد المنتخب التنزاني في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم. وقد رد المدرب التونسي في مقابلة حصرية لـwinwin على بعض الانتقادات التي عدّها إساءات لبعض اللاعبين على غرار يوسف المساكني ووهبي الخزري، وكشف في الآن ذاته عن بعض الحقائق المتعلقة بمحاولات ابتزازه لإشراك لاعبين معينين من أجل رفع أسهمهم خاصة خلال سوق الانتقالات.


على الرغم من التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم هناك عدم رضى عن أداء المنتخب ونجومه.. ألا ترى أن ما تحقق في مثل هذه الظروف الصعبة يعد إنجازا؟ 


أهم الأهداف المرسومة هو التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا، فبعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019، لم يكن من السهل إعادة تجميع المجموعة بعد مرور عدد من اللاعبين بفترة صعبة لكننا نجحنا في إعادة الأمور إلى نصابها، ورسخنا طريقة لعب، وأحرزنا العديد من الأهداف، وأجرينا 4 لقاءات كانت جيدة أداء ونتيجة، لكن بالنسبة إلى مقابلتي تنزانيا الأخيرتين، فقد لعبناهما بعد 12 شهرا من التوقف عن النشاط وكأنها لقاءات بداية موسم.


أجرينا لقاءين وديين مع السودان ونيجيريا، أما ضد تنزانيا التي جمعنا أمامها في لقاءين أربع نقاط رشحتنا للنهائيات، فقد صنعنا العديد من الفرص، وكان بمقدورنا الفوز بنتيجة كبيرة، لكن غابت عنا اللمسة الأخيرة، وبالتالي نحن نعي أن هناك نقائص ونعمل على إصلاحها، كما أننا نقبل النقد عندما تكون النية حسنة ومن أجل البناء، لكن عندما تتحول المسألة إلى حملة مضادة للمنتخب ككل من أجل مصالح شخصية عندها لا يمكن أن نسكت.


ماذا تقصد بالضبط؟ وما حكاية تعرضك للابتزاز؟

أقصد الحملة الموجهة ضد المنتخب والغاية منها الابتزاز وحسابات ضيقة ومصالح شخصية، فمنذ إعلاننا عن قائمة اللاعبين المدعوين لمباراتي تنزانيا بدأت حملة الانتقادات، وهناك من اتهمنا بالمجاملة بدعوة أسماء معينة، ونحن نعرف أنهم يقصدون لاعبي خط الهجوم، لكن ما رأيهم في ترتيب الهدافين خلال التصفيات الذي نشره الاتحاد الإفريقي لكرة القدم؟ فمهاجم المنتخب النيجيري أوسيمن الناشط في أكبر أندية الدوري الإيطالي في المرتبة الأولى بـ4 أهداف، ثم نجد لاعبين تونسيين هما وهبي الخزري وسيف الدين الخاوي بـ3 أهداف لكل منهما، بالإضافة إلى أن يوسف المساكني أفضل لاعب ممرر، فقد كان حاسما ووراء تسجيل تونس لـ6 أهداف من مجموع 7 في رصيد المنتخب التونسي سجلها خلال التصفيات.. هل تعني هذه الأرقام أن هناك مجاملات في توجيه الدعوة للعب في المنتخب؟ من العيب أن نهضم حق كل من يجتهد.

 
الجزائري بغداد بونجاح مثلا سجل 3 أهداف مثله مثل الخزري والخاوي، وعليه أؤكد أن هناك نية سيئة وراء هذه الانتقادات، فحتى بعد فوزنا على تنزانيا قالوا هؤلاء انتهت "مدة صلاحيتهم"، فهل هم مادة غذائية حتى نقول عنهم مثل هذا الكلام؟ هناك مشهد رهيب يتسم بالعنف اللفظي أبطاله يفقدون المصداقية، ولا همّ لهم إلا نشر البلبلة في المنتخب، وتكسير ما أُنجز، ولكلّ خلفياته وكل من لا يجد اللاعب الذي يحبذه يهاجمنا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي المشبوهة، إنهم يختفون وراء أجهزة الحاسوب لتشويهنا وعرقلة المنتخب.

تحدثت عن محاولة ابتزازك فمن تقصد... وكلاء اللاعبين أم بعض مسؤولي الأندية؟

انقلبت المعادلة، فنظيف اليدين والثابت على مبادئه أصبح غير قوي الشخصية، وقوي الشخصية عند أصحاب هذه النظرية هو المتلوّن، لكن أنا ثابت على مبادئي ولا أتأثر، وأعمل بضمير، ولا أخشى لومة لائم طالما أنا على حق، وهنا أقول من حق الصحفي أن يتحدث عن لاعب ما...، لكن ليس من حق أي كان مهاجمة الآخرين في حال لم يقع إشراك اللاعب الذي ينتمي لواحد ممن ذكرناهم... ضغوطات عديدة تُسلَّط علينا لكننا أوفياء لمبادئنا، ولا نرضى بإشراك هذا على حساب ذاك، بل الميدان هو الفيصل بين الجميع. وقد عملت في عدة أندية كبيرة ويعرف مسؤولوها جيدا معدني. كما أن ضعيف الشخصية لا يختار 8 لاعبين من المنتخب الأولمبي ومنتخب الشباب لإعدادهم للمستقبل، قمنا بعمل شجاع، وهو دليل على أننا لا نفكر في مصلحتنا الشخصية بل نفكر في مستقبل المنتخب.


وإذا كان هناك من يتعامل مع المنتخب بمنطق الغنيمة، ويريد فرض لاعبيه فنحن له بالمرصاد، ونحن نملك الشجاعة الكافية لإشراك اللاعبين صغار السن على غرار محمد علي بن رمضان الذي لعب الموسم الماضي مع المنتخب وعمره 18 عاما، هذه هي الشجاعة كما أن المدرب قوي الشخصية هو الذي تكون كلمته مسموعة في المجموعة. الأجواء السائدة طيبة، وأحسنّا تكوين مجموعة وتسييرها، لكن هناك من يقلقه أن يكون المنتخب دون مشاكل، ونسي أن قوتنا في الجهاز الفني هي فرض الانضباط والعمل وحسن التدبير.


ألا ترى أن توقف الدوري منذ فترة جعل هامش الاختيارات ضعيفا خاصة أن لاعبين مثل الخنيسي وشواط والشماخي غير جاهزين؟

لدينا عدة خطط في المنتخب فيها منافسة كبيرة، وهنا أتساءل أليس من حقنا أن نبحث عن المهاجم الذي يمكن أن نبني عليه خططنا؟ لدينا توجه نحو الخنيسي وفراس شواط وياسين الشماخي وسيف الجزيري أيضا، لكن علينا الاختبار جيدا، وهو ما نقوم به كل مرة في معسكراتنا، إذ لدينا ما بين 4 و5 لاعبين يمكن التعويل عليهم في المجموعة، لكنهم ليسوا بيننا وإذا كنا نؤمن بإمكانات نبيل مقني، فنحن أيضا ننتظر لاعبين مثل شواط والخنيسي والشماخي، هناك مواصفات معينة نبحث عنها، كما أن اللاعب المميز لا يحتاج أن يضغط بعضهم لفرضه.

منذر الكبير


ما ساء بعض الفنيين والملاحظين أن النقد تحول إلى استهزاء ببعض عناصر المنتخب وإساءة لبعض النجوم.. كيف واجهتم ذلك؟

اللاعب الدولي يمثل بلاده، وبالتالي من المفترض احترامه بدل أن نهينه أو نستهزىء به، فاللاعبون الدوليّون ليسوا معفيين من النقد، لكن لا يجوز الإساءة إليهم، وما لا أفهمه هو أن هناك محاولات للحط من معنويات هذا اللاعب أو ذاك، وما حدث لسيف الدين الخاوي أكبر دليل على ذلك، فبعد أن وجهنا إليه الدعوة للالتحاق بالمنتخب أراد فريقه أولمبيك مرسيليا تكريمه، فأعلن الخبر على موقع النادي لكن باللغة العربية احتراما للاعب؛ لأنه عربي مسلم لكن بعض التونسيين دخلوا هذا الموقع، وعلقوا على الأمر مستهزئين باللاعب. وقد جاء إلى تونس في وضع صعب نتيجة ما حصل معه على موقع أولمبيك مرسيليا؛ ما اضطرنا إلى مساعدته وأقنعناه أنه مطالب بإجابتهم على الميدان، وللأسف هؤلاء لا يمكن أن يكونوا تونسيين لهم غيرة على منتخبهم.

فهل هناك دناءة أكثر مما فعله بعضهم؟ ما عدا ذلك فنحن نحاول حماية لاعبينا، ونحن صامدون أمام الابتزاز ومحاولات الضغط، فقد تعودنا على ذلك؛ إذ إنه كلما تم اختيار مدرب تونسي للعمل في المنتخب يتحرك الطامعون، فمثلما قلت هناك من يرى المنتخب غنيمة يحقق من خلاله مصالحه ويفتح أبوابه لأصدقائه، لكنهم لن يحققوا غايتهم.


هل سنرى لاعبين جدد في المنتخب في نهائيات كأس إفريقيا وكذلك في تصفيات كأس العالم قطر 2022؟


عندما نقارن بعدة وضعيات في بلدان أخرى نرى أننا نعيش نفس الظروف فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا، لكن دوريات هذه البلدان ناشطة. ما عدا ذلك فنحن نحاول الالتزام بالقرارات التي تتخذها الجهات الصحية بتونس وتوجيهات الدولة، ويوم ينطلق الدوري ستتغير العديد من الأمور، ويتحسن الوضع لما فيه خير كرة القدم.


من جهة أخرى لا ننسى أننا لم نتراجع في ترتيب الـ "فيفا"، ومنتخبنا حقق أرقاما محترمة، ونحن من الأوائل الذين تأهلوا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، وبعكس منتخبات كبرى في مجموعات أخرى لم تضمن تأهلها بعد. أجرينا مباريات ودية قوية مع الكاميرون وموريتانيا وكوت ديفوار ونيجيريا، ولدينا أفضل خط دفاع، وحققنا 7 أهداف في 4 لقاءات. لا ننكر أن هناك نقائص، ولكن جل لاعبينا تنقصهم المشاركات بسبب توقف النشاط لأشهر.

شارك: