حصاد 2020.. لقب نهضة بركان يضيء درب الرياضة المغربية
بأحداث مثيرة ومحطات عديدة، تودع الجماهير المغربية سنة 2020، وهي تحمل معها ذكريات عام استثنائي، استطاعت خلاله جائحة "كورونا" تغيير خارطة المواعيد الرياضية، كما عادت فيه الكرة المحلية إلى منصة التتويج القارية رغم الضائقة، ورحلت عنا وجوه رياضية بارزة، دونت اسمها بأحرف التألق في سجل التاريخ الكروي للمملكة.
جدل كروي، غياب جماهيري، رحيل وجوه رياضية بشكل مفجع.. كلها أحداث صاحبت السنة التي نودع بعد أيام /ساعات، والتي كانت استثنائية منذ انطلاقتها، بداية بفترة التوقف الطويل للمُنافسات لأزيد من 4 أشهر ومواجهة المجهول، ووصولا إلى عودة الحياة تدريجيا للرياضية رغم العراقيل.
"كورونا" تغير موازين قوى الدوري المغربي
لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يتسبب فيروس "كورونا" في تغيير معالم الدوري المغربي الممتاز، ومعه موازين قوى الأندية التي تهاوت عند أول انتكاسة، لتجد نفسها تتخبط أمام أزمة مالية فرضها الوضع الوبائي.
نادي الرجاء الرياضي، واحد من أبرز أندية المغرب، وجد نفسه أمام ديون لا تنتهي خلال فترة الجائحة، ولازالت تبعات الأزمة المالية تلاحقه بعد 9 أشهر، بسبب أحكام صادرة ضده، ومستحقات عالقة بذمته لصالح أطر فنية، ولاعبين ومستخدمين.
الحائجة أوقفت موردا هاما من مداخيل النادي، ويتعلق الأمر بتذاكر المباريات التي تحظى بإقبال كبير، سواء تعلق الأمر بمواجهات محلية أو قارية، إضافة إلى توقف الدعم الممنوح من طرف المستثمرين لفترات.
ولم يشفع تتويج "النسور الخضر" بلقب الدوري المغربي موسم 2019/2020، بإنهاء مشاكل النادي المالية، إذ ما زال المسؤولون يٌسابقون الزمن من أجل تسديد ولو جزء من ديونهم، وإيجاد موارد أخرى، تُعفيهم من تبعات الأزمة.
لقب نهضة بركان القاري ينقذ الموسم
وفي وقت كان فيه رهان الجماهير المغربية على تحقيق أحد قطبي البيضاء الرجاء أو الوداد، للقب دوري أبطال إفريقيا 2019/2020، تمكن نهضة بركان من إيصال كرة القدم المغربية إلى منصة التتويج الإفريقية، برفعه لكأس الكنفدرالية الأولى في تاريخه.
وفرض تألق كرة القدم المصرية، إقصاء الرجاء والوداد المغربيين من مرحلة نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، لكن نادي نهضة البركاني أبى إلا أن يهدي كرة القدم المغربية لقباً خلال سنة الجائحة، بعد تبخر أحلام الجماهير في استقبال "الأميرة السمراء" مجدداً بالمغرب.
ويتطلع الفريق الفتي "قاريا" إلى ثاني الألقاب مطلع العام المقبل، عندما يٌلاقي نادي الأهلي المصري، في مباراة تندرج لحساب "السوبر الإفريقي"، تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة.
المُنشطات.. النقطة السوداء!
عادت المُنشطات خلال عام 2020 لتسقط في شراكها العداء المغربي، يوسف السباعي، المتوج شهر أكتوبر/ تشرين الأول، بدورة ماراثون صوفيا برقم قياسي وتوقيت بلغ ساعتين و13 دقيقة، و3 ثوان، في نسخة عرفت مُشاركة 2700 عداء، قطعوا مسافة 42,21 كيلومترا.
وحدة النزاهة التابعة للاتحاد الدولي لألعاب القوى، أكدت توقيف يوسف السباعي، بسبب رصد مادة محظورة في جسمه، تخالف اللوائح الخاصة بالجهاز المُشرف على أم الألعاب، ليعود الجدل مجددا حول مدى مواكبة الأبطال وتوعيتهم بخصوص المواد التي تدخل في خانة "المحظورات" رياضياً.
وحسب الاتحاد الدولي لألعاب القوى، فإن العداء يوسف السباعي ليس الموقوف الوحيد على هامش ماراثون صوفيا ببلغاريا، بل تم أيضا رصد اختبارات إيجابية للمنشطات للعداءة الأوكرانية، فيكتوريا خابيلينا.
هذا وتمت الإشارة إلى أن المادة المحظورة التي رصدت بعد إجراء الاختبارات لبطلي الماراثون في فئة الذكور والإناث، هي إيبو، وتخالف لوائح الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.
فراغ جماهيري لـ9 أشهر
توقف نبض مدرجات الملاعب المغربية لحوالي 9 أشهر، ولم يحسم بعد الاتحاد الكروي بقرار إمكانية إعادة فتح الأبواب في وجه الجماهير، مطلع العام الجديد 2021، وذلك بسبب تداعيات الوضع الوبائي، واستمرار تسجيل ارتفاع الإصابات بفيروس "كورونا".
وتسبب غياب الجماهير عن الملاعب، في توقيف عجلة الحماس والإبداع بالمدرجات، كما حرم الأندية من مداخيل مالية هامة كان مصدرها تذاكر الأنصار، وأيضا بطاقات اشتراكاتهم السنوية.
فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، لمح في تصريحاته الإعلامية الأخيرة، إلى قرب الانفراج، خصوصا وأن عددا من الدوريات فتحت تدريجيا أبوابها للجماهير بنسبة محددة، ووفق تدابير صحية صارمة جداً، تفاديا لتمدد الفيروس، بين المُشجعين.
تعطيل كأس العرش
اضطر الاتحاد المغربي لكرة القدم، لتجميد نسخة 2020 لمسابقة كأس العرش، لأول مرة منذ 63 سنة على إنشائها من طرف ملك المغرب الراحل محمد الخامس، والسبب جائحة "كورونا" والتوقف الطويل للمنافسات المحلية.
فبعد أن كانت مباراة نهائي الكأس الفضية تقام بشكل سنوي في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، تزامنا مع احتفالات المغرب بعيد الاستقلال الوطني، فرض الوضع الوبائي والتغييرات التي حملها معه على المسؤولين حجب النسخة الحالية وإعطاء انطلاقة الأدوار التمهيدية تزامنا مع مباريات الدوري المغربي الممتاز، على أن يقام النهائي بأحد أيام الأعياد الوطنية لعام 2021.
وبالرغم من محاولات الجهاز المشرف على كرة القدم بالمغرب، إيجاد أجندة لإقامة أدوار المسابقة التي تحمل مكانة خاصة لدى الجماهير وأيضا الأندية، إلا أن تأخر عودة الحياة إلى الملاعب بسبب الجائحة والالتزامات الخارجية بمسابقات"الكاف"، كان لها الكلمة الأخيرة في تعطيل كأس العرش.
فواجع عام 2020
وحملت سنة 2020 معها الكثير من الفواجع، كان ضمنها وفاة اللاعب محمد أبرهون عن 31 سنة، بعد معاناته من مرض السرطان، الذي تسبب في إيقاف مسيرته لأشهر مع نادي تشايكور ريزا سبور التركي، قبل أن ينهي حياته بأحد مستشفيات مدينة إسطنبول.
وفاة أبرهون خلفت صدمة كبيرة لدى الجماهير وأيضا زملائه بالوسط الكروي، لأن اللاعب اختار التزام الصمت لأشهر وعدم الإفصاح عن تفاصيل مرضه، إلا قبل وفاته بأيام قليلة، عندما حلا ضيفاً على الموقع الرسمي لناديه التركي.
منير البرازي، حارس مرمى عرين أسود الأطلس والمنحدر من عائلة كروية شهيرة بالمغرب، أسلم الروح لبارئها في مارس/آذار الماضي، بعد صراع دام لأزيد من سنة مع مرض السرطان أيضاً.
وودع المغاربة مجموعة من أساطير كرة القدم في حقبة السبعينات والثمانينات، ضمنهم لطفي مشيش، النجم السابق للرجاء الرياضي، وحميد دحان واحد من أبرز الأسماء الكروية التي عززت صفوف منتخب المغرب.
وتواصلت الفواجع خلال 2020، بوفاة العربي الشباك، لاعب منتخب المغرب السابق ونادي اتحاد سيدي قاسم، كما ودعنا الحارس قاسم بادة، الذي لازم الفراش لمدة طويلة بسبب المرض.