"حرب الألتراس" تعود من جديد إلى شوارع الدار البيضاء
اشتعلت "حرب الشوارع" بين روابط مشجعي فريقي الوداد والرجاء -أكبر فريقين في المغرب- من جديد، بعد أن هدأت في الأشهر الماضية، وتحديدا منذ مشاركة منتخب المغرب المتميزة في كأس العالم قطر 2022، حينما احتل المركز الرابع.
وشهدت شوارع بعض أحياء مدينة الدار البيضاء، أمس الإثنين، مواجهات عنيفة وتبادل للضرب والرشق بالحجارة، بين عناصر محسوبة على مجموعة روابط الفريقين المغربيين، أدت إلى خسائر مادية وجروح في صفوف المشجعين.
وأعلنت السلطات الأمنية للدار البيضاء توقيف 3 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة بمنطقة "الفداء مرس السلطان"؛ للاشتباه في تورطهم في أفعال شغب، والتهديد بارتكاب جرائم ضد الأشخاص والممتلكات، حسب ما أفاد به بيان أمني.
وتابع البيان: "نشب نزاع بين فصيلين متنافسين لمشجعي كرة القدم، تطور للتهديد والعنف والتحريض على ارتكاب أفعال إجرامية، استهدفت عددا من المواطنين من بينهم أشخاص كانوا يشاركون في مجلس عزاء بحي البلدية بمدينة الدار البيضاء".
وأعلنت السلطات الأمنية قيام عناصر الشرطة القضائية وفرقة مكافحة العصابات بعمليات مكثفة، أسفرت عن تحديد هوية المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وتوقيف ثلاثة من بين المشتبه فيهم الرئيسيين، الذين تم التحفظ عليهم تحت تدبير الحراسة النظرية في انتظار استكمال البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، للكشف عن خلفيات ودوافع ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، فيما تتواصل العمليات الأمنية من أجل توقيف باقي المساهمين والمشاركين بغرض تقديمهم أمام العدالة.
وعاشت العديد من الأحياء السكنية، في الدار البيضاء خلال الأعوام الأخيرة، على وقع "حروب" حقيقية، بين شباب ومراهقين منتمين إلى روابط المشجعين، أو ما يصطلح عليه بـ"الألتراس"، خلفت مآسي للعديد من الأسر المغربية، بعد أن أودت بحياة بعض المشجعين، وتسببت في عاهات مستديمة للبعض الآخر، وألقت بالمتورطين في السجون، وتسببت في خسائر مادية في ممتلكات عامة وخاصة.
واستفحلت أحداث العنف في السنتين الأخيرتين، في الشوارع والأحياء داخل المدن المغربية، خلال الفترة التي ألقت خلالها المرافق والملاعب الرياضية، بسبب تبعات انتشار فيروس كورونا، استعملت خلالها الأسلحة البيضاء والهراوات و"القنينات" الزجاجية، و"الشماريخ" النارية، ما تسبب في حالة من الهلع والرعب لدى السكان، وتحولت الأحياء إلى ساحات معارك حقيقية.