جينات ودم.. رحلة قدوم إبراهيم مازا من ألمانيا إلى الجزائر

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-14
إبراهيم مازا موهبة منتخب الجزائر ونادي هيرتا برلين الألماني (X/LesVerts)
صالح بوتعريشت
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بملامح آسيوية وضحكات بريئة وقصة شعر بسيطة، لا تشبه قصات شعر بني جيله، وصل إبراهيم مازا موهبة نادي هيرتا برلين الألماني لأول مرة إلى مركز تحضيرات منتخب الجزائر في ضاحية سيدي موسى جنوبي العاصمة الجزائرية.

وصوله إلى المعسكر في فترة التوقف الدولي لشهر أكتوبر/ تشرين الأول 2025، كان حدثًا كبيرًا للجماهير الجزائرية التي اكتشفته عن قرب لأول مرة..، إنه يشبه "التلميذ المجتهد"، "علامات الانضباط واضحة عليه"، "ألا يعلم بأنه سيقابل محرز؟"، هكذا كانت أولى تعليقات المشجعين الجزائريين على ظهوره في معسكر "محاربي الصحراء".

إنه إبراهيم مازا (18 عامًا) من مواليد مدينة برلين الألمانية من أب جزائري وأم فيتنامية، لعب مع منتخبات ألمانيا تحت 18 و19 و20 عامًا؛ ولكنه اختار في النهاية تغيير جنسيته الرياضية، واللعب مع منتخب الأجداد الجزائر.

رحلة قدوم مازا من ألمانيا إلى الجزائر تحمل في طياتها الكثير من الأسرار والأحداث والمعاني السامية، إنها رحلة ارتبطت بالجذور والجينات الوراثية، ومسيرة شرف من برلين إلى العاصمة الجزائرية، ودم جزائري ينبض بحب الوطن.

علاقة إبراهيم مازا وطيدة مع الجزائر والجينات لعبت دورًا

إبراهيم مازا لم ينزل من السماء ويسقط فجأةً فوق أرض الجزائر، بل إن علاقته مع بلد أجداده وطيدة، وعميقة بصورة تجلت في زيارته الدائمة إلى بلده من جهة الأب كل صيف لقضاء العطلة مع الأهل والأقارب في ضواحي العاصمة الجزائرية مسقط رأس والده "سفيان".

زيارات موهبة نادي هيرتا برلين إلى العاصمة الجزائرية، جعلته يستمتع بشمسها المشرقة وبحرها الجميل وسمائها الزرقاء، مع استماعه بتركيز عال إلى القصص التي كانت تُسرَد له عن والده في بلد الضيافة والتقاليد الكبيرة الجزائر.

وفي تصريحات خاصة لموقع "الفيفا" الرسمي، قال مازا: "الطقس جميل هنا (الجزائر)، والناس جميلون والبلد جميل"؛ فبالنسبة لإبراهيم اختيار اللعب مع الجزائر ليس مهنيًا بحتًا، بل هو شرف وفخر لتمثيل ألوان بلد الأجداد.

مباراة الجزائر وألمانيا في مونديال 2014 نقطة تحول في حياة مازا

إبراهيم مازا الشاب البسيط، الموهوب والمولع بكرة القدم، لم يختر اللعب مع "محاربي الصحراء" بسبب زياراته المستمرة لبلد أجداده فقط، بل إن مباراة الجزائر وألمانيا في ثمن نهائي كأس العالم 2014، جعلته يعرف قيمة ومعنى أن يكون جزائريًا، ويؤمن بحظوظه في اللعب بالمستوى العالي يومًا ما.

لقد كان في سن موهبة هيرتا برلين حينها 9 أعوام فقط، وذلك في المواجهة التي جمعت بين المنتخبين الجزائري والألماني، وانتهت بفوز "المانشافت" بنتيجة (2-1)، وقال مازا بشأن تلك المباراة، وتألق حارس الجزائر حينها وهاب رايس مبولحي: "أتذكر كل تصدياته لقد ألهمني ذلك، وجعلني أؤمن بأنني أستطيع أيضًا اللعب في المستوى العالي يومًا ما".

وكشف مازا بأن أغاني وأهازيج الجماهير الجزائرية في مونديال البرازيل، أكسبته مجموعة من المعاني، وقال: "في تلك اللحظة فهمت معنى أن أكون جزائرياً وأن أدافع عن ألوان وطني، وهذا ما دفعني إلى العمل بإصرار والإيمان بقدراتي".

إبراهيم مازا "المازوزي" يشعر بالتوتر بوجود محرز

وأكد مازا "المازوزي" (المازوزي لقب يطلق على الطفل صغير العائلة المحبوب في الجزائر) بأنه شعر بالتوتر والحماسة لدى وصوله إلى معسكر الجزائر لأول مرة، وملاقاته لنجوم مثل رياض محرز نجم الأهلي السعودي الذي كان يشاهده في التلفاز، عندما كان صغيرًا، بتأكيد منه.

موهبة هيرتا برلين كشف عن أحاسيسه ومشاعره بعد لقائه الأول مع نجوم "الخضر"، وقال لموقع "الفيفا": "عندما كنت صغيرًا، كنت أشاهد عروضه على شاشة التليفزيون، وكنت أحلم بأن أتمكن من اللعب إلى جانبه يومًا ما، أنا اليوم أتشارك الملعب معه ومع لاعبين آخرين مشهورين مثل بغداد بونجاح ورامي بن سبعيني، المعروفين في ألمانيا، إنه أمر غير معقول".

سفيان (والد مازا): الدم سبب اختياره للجزائر

إبراهيم مازا، وبعد قدومه إلى الجزائر لأول مرة، لم يحتج الكثير من الوقت لإبهار السويسري فلاديمير بيتكوفيتش مدرب "محاربي الصحراء" بإمكاناته، وقال المدرب بشأنه: "إنه لاعب موهوب ومهاريّ للغاية، وعلى الرغم من صغر سنه، يتمتع بذكاء كروي رفيع".

هذه الإشادة من المدرب بلاعبه، تُرجمت إلى إشراكه بديلًا في مباراة الجزائر وتوغو في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، وانتهت بإسهام مازا في هدف "الخضر" الخامس بتقديمه كرة مفتاحية في لعبة جماعية جميلة. لقد انتهت المباراة بفوز "محاربي الصحراء" بخمسة أهداف لهدف واحد بمشاركة موهبة هيرتا برلين.

سفيان والد مازا، لم يتمالك نفسه، وراح يعبّر بفخر شديد عن إسهام ابنه في فوز الجزائر، ومشاركته لأول مرة مع منتخب الأجداد، بقوله: "الحمد لله أنا أشعر بالفخر مثل كل الآباء الجزائريين، والحمد لله، نتمنى أن يسهم أبناؤنا في مساعدة وتشريف البلد".

سفيان والد إبراهيم مازا تحدث كذلك عن سبب تفضيل ابنه اللعب مع منتخب الجزائر الأول بدلًا من ألمانيا، وقال، والفخر يملأ عيناه: "الحمد لله تربيته وأخلاقه دفعته لاختيار الجزائر، ودمه وقلبه"..، إنه القلب الذي ينبض بحب الجزائر.

شارك: