جيل بلجيكا الذهبي يصعد نحو مسرح المونديال للمرة الأخيرة

تاريخ النشر:
2022-11-22 11:45
جانب من لقاء بلجيكا ومصر الودي الذي خسره الشياطين الحمر بهدفين لهدف (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

يدرك عدد كبير من لاعبي الجيل الحالي لمنتخب بلجيكا أن كأس العالم قطر 2022 هي المحطة الأخيرة لقطارهم الذي انطلق منذ سنوات، وكانت أقصى سرعة وصل إليها في روسيا حين حصدوا المركز الثالث في مونديال 2018.

وبعدما ألمح نجم بلجيكا كيفن دي بروين إلى نهاية حقبة الجيل الحالي، بإقراره أن المونديال الحالي سيكون على الأرجح الأخير له، يمتلك "الجيل الذهبي" لـ"الشياطين الحمر"، فرصة أخرى للتخلي عن سمعته كمتخلف مستمر عن حصد الألقاب في المواعيد الكبرى.

في تشكيلة من النجوم تضم إلى جانب دي بروين، الحارس المتألق تيبو كورتوا، القائد إدين هازارد والدبابة البشرية المصابة -راهنًا- روميلو لوكاكو، تُصنَّف بلجيكا واحدةً من المرشحين البارزين في المونديال.

كان الفوز الودي على هولندا (4-2) عام 2012، بمثابة نقطة التحول لهذا الجيل، إذ ارتقى منذ ذلك الوقت إلى مستوى المنتخبات الكبرى الحاضرة في حسابات المنافسة على البطولات.

ابتعاد عن منصات التتويج

وبعد التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم 2014، خسرت بلجيكا أمام الأرجنتين؛ لكنها تقدمت خطوة إلى الأمام بعدها بأربع سنوات، بتأهلها إلى نصف النهائي وخسارتها أمام فرنسا (حاملة اللقب) فيما اعتبر -حتى الآن- أفضل نتيجة في حقبة كان منتظرًا أن يحقق الشياطين الحمر خلالها الكثير.

بالنسبة لمنتخب يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل باللقب، لم يكن الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا في نسختي 2016 و2020 مجزيًا بما فيه الكفاية، مما أدى إلى تصنيف بلجيكا على أنها "ضعيفة الإنجاز".

وفي تقييم لاذع لفشل المنتخب بالفوز بأي لقب، شكّك المدرب السابق لبلجيكا، جورج ليكنز، في عقلية منتخب المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز، قائلًا: "بدون لقب، صعدنا إلى المركز الأول في تصنيف فيفا (الاتحاد الدولي)، لكن هذا المركز لا يعني شيئًا"، وأضاف: "عندما لا تجرؤ على القيام ببعض الأمور، لن تمتلك شيئًا. هذه العقلية، وإرادة الفوز غير موجودة في مجموعة مارتينيز".

ومع بلوغ الغالبية العظمى من نجوم بلجيكا مرحلة الثلاثينيات، يبدو أن كأس العالم المقبلة ستكون آخر محطات هذا الجيل، بينما تمثل المواهب الناشئة مثل لويس أوبندا (22 عامًا)، شارل دي كيتلار (21 عامًا) وأمادو أونانا (21 عامًا) الأمل لمستقبل مشرق لبلجيكا.

ويبدو أبرز نجوم الجيل الحالي لبلجيكا، مثل دي بروين، هازارد (31 عامًا) ، توبي ألدرفايرلد (33 عامًا)، يان فيرتونغن (35 عامًا)، أكسل فيتسل (33 عامًا)، ودريس ميرتنز (35 عامًا)، في طريقهم للاعتزال في السنوات القادمة قبل الوصول إلى كأس العالم المقبلة عام 2026.

لحظة حاسمة

اعترف هازارد الذي قاد المنتخب منذ 2015، أن فريقه يواجه لحظة حاسمة عندما يشارك في مونديال قطر، قائلًا: "هناك دائمًا حديث عن الجيل الذهبي، وهناك بعض الحقيقة في ذلك. لقد أمضينا ما يقرب من 10 سنوات معًا".

أضاف "بالطبع، لدينا جيل مذهل من اللاعبين؛ لكننا لم نفز بأي شيء بعد. إذا كنا نريد حقًا كسب لقب الجيل الذهبي هذا، أعتقد أن هذا هو الشيء الوحيد الذي ما زلنا بحاجة إلى إثباته".

يأمل مارتينيز، في عامه السادس مدربًا لبلجيكا، بأن يحفّز شعور دي بروين بعدم خوضه نهائيات كأس العالم مرة أخرى، بقية اللاعبين الذين بلغوا أيضًا الثلاثين من العمر".

سيُحضِر لاعب خط وسط مانشستر سيتي عائلته إلى قطر لمتابعة المباريات، إذ يرغب بأن يتابعه أطفاله وهو يلعب في كأس العالم، لمرّة واحدة على الأقل.

تستهل بلجيكا مشوارها الأربعاء أمام كندا على استاد أحمد بن علي في الريان، ضمن مجموعة سادسة تجمع أيضًا كرواتيا والمغرب.

أطفال دي بروين 

يقول دي بروين: "عائلتي ستنتقل إلى قطر في دور المجموعات. من الواضح أنني أبلغ من العمر 31 عامًا، ولا أعرف ماذا سيحدث خلال السنوات الأربعة المقبلة. هذه المرة الأولى التي سيتمكن أولادي من الحضور إلى كأس العالم".

يتابع "هذا هو سبب قدومهم للمونديال. سيكون حدثًا خاصًا، ولا أريد أن يفوتهم. تتراوح أعمارهم بين ستة، أربعة، وعامين. الولدان يتابعان كرة القدم قليلًا، أمّا ابنتي الصغيرة فلا؛ لكن يمكنها الذهاب والاستمتاع بالشمس واللعب في المسبح".

يعتبر صاحب الـ 25 هدفًا في 94 مباراة دولية أن "هذه الأحداث رائعة وكبيرة ويتابعها الجميع؛ فلا جدوى من التوتر بسببها".

يختتم دي بروين، الذي انضم للمنتخب الأول عام 2010: "أنا متحمس. سيكون المونديال الثالث لي، وهو دائمًا حدثٌ مميز".

ومع الإعجاب الذي يحصده منتخب "الشياطين الحمر"، على نطاق واسع، بالتزامه اللعب الهجومي، لن تكون عائلة دي بروين الوحيدة التي تأمل أن يرتقي رجال مارتينيز أخيرًا إلى مستوى إمكانياتهم في مونديال قطر.

شارك: