جورفان فييرا يرسم الفرح على الجمهور العراقي.. القصة الكاملة
في صيف 2007، كان الشعب العراقي يئن من الألم والدمعة لم تغادر عيون أبنائه، بسبب الظروف الصعبة التي كان يمر بها البلد، وكان الجمهور العراقي ومحبو منتخب "بلاد الرافدين" يحتاجون إلى شيء ما يعيد إليهم البسمة ويدخل الفرحة على قلوبه، وبالفعل وجدوا ذلك في منتخبهم الوطني، بقيادة يونس محمود وعماد محمد وهوار ملا محمد ونشأت أكرم، ومدرب قادم من البرازيل هو جورفان فييرا.
توج منتخب العراق بلقب كأس آسيا 2007 لأول مرة في تاريخه، وذلك في النسخة التي احتضنتها 4 دول لأول مرة، وهي إندونيسيا وماليزيا وفيتنام وتايلاند.
من هو جورفان فييرا صانع أفراح الجمهور العراقي؟
جورفان فييرا مدرب برازيلي من أصل برتغالي، ولد يوم 29 سبتمبر/ أيلول 1953 في مدينة دوكي دي كاسياس التابعة لولاية ريو دي جانيرو البرازيلية، وقبل بداية مشواره كمدرب، لعب مع أندية فاسكو دا غاما وبوتافوغو وبورتيغيزا، التي حمل ألوانها ما بين عامي 1970 و1980، ودرس فييرا الطب الرياضي، وتحصل بعد ذلك على شهادة الدكتوراه في التخصص من إحدى الجامعات الفرنسية.
وبدأ فييرا مسيرته التدريبية في الوطن العربي، عندما تولى مهمة تدريب نادي قطر القطري عام 1980، ثم أشرف بعدها على منتخب عمان تحت 20 عامًا، وذهب بعدها إلى المغرب الذي درب فيه أندية كبيرة مثل الجيش الملكي والوداد الرياضي، ليصبح بعد ذلك مدربًا مساعدًا في منتخب المغرب الذي تأهل إلى ثمن نهائي كأس العالم 1986 بالمكسيك، كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
وبالإضافة إلى منتخب العراق الذي توج معه بكأس آسيا 2007، درب فييرا أندية عربية كبيرة، على غرار القادسية الكويتي والزمالك والإسماعيلي المصريين والنجم الساحلي التونسي، وإلى غاية وصوله إلى تدريب نادي السيب العماني في الموسم الحالي 2023-24.
وبسبب عمله لفترة طويلة في البلدان العربية، أعلن المدرب جورفان فييرا إسلامه، ويتقن مدرب منتخب العراق السابق الحديث بسبع لغات، ومن بينها اللغة العربية، كما أنه متزوج من سيدة عربية مغربية.
فييرا يقود منتخب العراق للتتويج بلقب كأس آسيا
واحتاج الساحر جورفان فييرا لشهرين فقط من أجل إسعاد الجمهور العراقي، من خلال قيادة المنتخب إلى منصة التتويج بلقب كأس آسيا 2007 لأول مرة في تاريخه، حيث تعاقد الاتحاد العراقي لكرة القدم مع المدرب البرازيلي يوم 20 مايو/ آيار 2007، ورفع "أسود الرافدين" اللقب يوم 29 يوليو/ تموز 2007، وذلك في الدورة التي احتضنتها أربع دول هي إندونيسيا وماليزيا وفيتنام وتايلاند.
وقدم منتخب العراق مشوارًا رائعًا في كأس آسيا 2007، تحت قيادة المدرب فييرا، حيث احتل صدارة مجموعته في الدور الأول، بعد تعادله (1-1) أمام البلد المنظم تايلاند، ثم فوزه (3-1) ضد أستراليا، وتعادله (0-0) أمام عمان.
وتأهل منتخب "أسود الرافدين" إلى ربع النهائي، حيث واجه البلد المنظم الآخر فيتنام، وتفوق عليه بـ (2-0)، وفي نصف النهائي تقابل العراق مع منتخب كوريا الجنوبية، وانتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل (0-0)، ليحتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح، التي مالت فيها الكفة إلى أشبال المدرب فييرا (4-3).
وبقيادة فييرا، خاض المنتخب العراقي نهائي كأس آسيا 2007 أمام السعودية، وذلك في المباراة التي أقيمت يوم 29 يوليو/ تموز بملعب "جيلورا بونغ كارتو" في العاصمة الإندونيسية "جاكارتا"، بحضور 60 ألف متفرج، وتمكن "أسود الرافدين" من حسب اللقب لمصلحتهم، وإدخال الفرحة والسرور في قلوب الجمهور العراقي، بعد الفوز في النهائي (1-0)، من تسجيل المهاجم يونس محمود.
وأسهم فييرا في إسعاد الجمهور العراقي خلال أصعب الفترات في تاريخه، رغم إشرافه على منتخب العراق لفترة قصيرة ما بين شهري مايو/ آيار وأغسطس/آب 2007، وخلال هذه الفنرة القصيرة، قاد فييرا منتخب "أسود الرافدين" في 8 مباريات، خسر اثنين منها في طابع ودي، أمام أوزبكستان وكوريا الجنوبية، في حين لم يهزم في أي مباراة بكأس آسيا 2007، وحقق 3 انتصارات و3 تعادلات.