جواو فيليكس.. ملك التذبذب!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-01-06 22:46
البرتغالي جواو فيليكس نجم برشلونة الإسباني (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كانت النشوة واضحة في عروق جماهير برشلونة وهي تجد فريقها يتدعم في اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية ببرتغاليين، يحملان نفس الاسم "جواو"، مع اختلاف اسم العائلة.. جواو كانسيلو وجواو فيليكس.

البداية كانت مميزة للثنائي الذي انخرط سريعًا مع الفريق الكتالوني، فقد شهد شهر سبتمبر/ أيلول مساهمات مميزة للظهير الأيمن كانسيلو، الذي سجل في مرمى ريال بيتيس خماسية، رفعت من مستوى تطلعات البلاوغرانا، كما كان كانسيلو بطلًا منقطع النظير لعودة لا تتكرر كثيرًا أمام سيلتا فيغو في الدقائق الأخيرة، بعد التأخر في النتيجة بهدفين نظيفين.

أما فيليكس فكانت بدايته نارية بحق! هدفان وتمريرة حاسمة في خماسية رويال أنتويرب، ثم تسجيله لهدف في نفس الخماسية التي سجل فيها كانسيلو أمام بيتيس، قبل أن يصنع للظهير البرتغالي هدف الفوز أمام سيلتا فيغو.

منذ ذلك الحين وفيليكس إما يظهر في أوقاتٍ حاسمة جدًا، أو لا يظهر تقريبًا، فتارة تجده يصنع هدف الفوز القيصري على أتلتيك بلباو، أو يسجل هدف الانتقام أمام أتلتيكو مدريد، وتارة لا تشعر به تقريبًا.

فيليكس تم تبديله 13 مرة في مختلف المسابقات، وهو رقم تراوح في بعض الأحيان بين توفير مجهوده للقادم، أو لنقص مجهودة البدني في بعض الأحيان، وبين المستوى المتراجع في أحيانٍ أكثر.

كما أن من أبرز الصفات التي يتسم بها فيليكس هو أن جديته تتناسب مع مزاجيته أكثر من الوضعية التي تبدو عليها المباراة، ففي مباراة أتلتيكو مدريد، قد يمتلك الدوافع الكاملة لبذل كل نقطة عرق وجدية، لكن هذا الأمر ليس مضمونًا مع كل مباراة، وطوال الـ90 دقيقة.

آخر الانتقادات التي تم توجيهها لفيليكس هي ظهوره ضاحكًا على دكة البدلاء، خلال التوقيت الذي كان فيه برشلونة متأخرًا بهدف نظيف أمام لاس بالماس، وفي تلك اللقطة، قارن جمهور البلاوغرانا بين ملامح وجه الدولي البرتغالي، وبين ملامح وجه صفقة الفريق الجديد فيتور روكي الذي جلس متجهمًا.

لمعرفة مستوى ما يقدمه جواو فيليكس حتى الآن، كان علينا المقارنة بينه وبين بعضٍ من أبرز أجنحة الدوري الإسباني، الذين يبدو عليهم التفوق في أرقامهم مقارنة بلاعب برشلونة الذي لم يستفد حتى من كونه لا يلعب جناحًا صريحًا، بل أقرب لعمق منطقة الجزاء، وأقدر على التسجيل والصناعة منهم.

معدل تسجيل وصناعة جواو فيليكس للأهداف كل 90 دقيقة مقارنة بأبرز أجنحة الليغا

الأرقام لكل 90 دقيقة
اللاعبأهداف متوقعةأهدافأسيست متوقعأسيست
جواو فيليكس0.460.270.230.18
براهيم دياز0.350.50.270.17
سافيو0.180.290.260.29
نيكي ويليامز0.280.220.270.36
تاكي كوبو0.170.380.240.19
ميسون غرينوود0.110.230.230.34


يمكنك ملاحظة كيف أن فيليكس يتخلف عن أبرز جناح في كلٍ من ريال مدريد وجيرونا وأتلتيك بلباو وريال سوسييداد وخيتافي، علمًا بأنه تم استبعاد اختيار جناح من أتلتيكو مدريد لعدم احتواء خطته على هذا المركز، وأقرب لاعب يمكن اعتباره يشغل مركز فيليكس سيكون أنتوان غرييزمان، ووقتها ستكون مقارنة ظالمة جدًا للبرتغالي!

كما أنه لعدم البحث عن تبرير تراجع مستوى برشلونة وتأثر فيليكس بهذا الأمر، فإنه من المؤكد أن سوسييداد وخيتافي على أقل تقدير لا يقدمان مستوى أفضل من برشلونة هذا الموسم، كما أن نسبة الأهداف المتوقعة لفيليكس كان يُفترض أن يسجل من خلالها ضعف الأهداف تقريبًا لأغلب منافسيه في المقارنة، لكنه لم يفعل.

كما أن فشل روبيرت ليفاندوفسكي وباقي مهاجمي برشلونة في ترجمة الكثير من الفرص للأهداف، لا يُعد تبريرًا هو الآخر، فمعدل الفرص التي يمكن ترجمتها لأهداف من جانب فيليكس أقل من براهيم دياز وكوبو وسافيو، ولا تزيد كثيرًا عن ميسون غرينوود ونيكو ويليامز.

بل إن الأمر لا ينسحب فقط على تسجيل الأهداف ومعدلها المتوقع، لكن الحقيقة أن جواو فيليكس يحاول أكثر من باقي منافسيه على المرمى من دون نتيجة واضحة ملموسة، إذ لم يستفد النجم البرتغالي من كونه يلعب في مركز أقرب من نظرائه، فلاعب مثل سافيو على سبيل المثال، هو جناح كلاسيكي أيسر يلعب على الجانب الأيسر، ما يحرمه من فرصة التسديد بنفس المعدل، ومع ذلك سجل معدلًا تهديفيًّا أفضل من فيليكس.

الأرقام لكل 90 دقيقة
اللاعبتسديداتانطلاقات بناءةتمرير بناءتمرير بناء مستلم
جواو فيليكس3.244.234.2310.9
براهيم دياز2.3464.3311
سافيو1.235.322.2811.4
نيكي ويليامز2.45.992.3411.2
تاكي كوبو2.045.612.998.66
ميسون غرينوود2.794.492.718.14


يمكن الملاحظة من هذا الجدول كذلك أن فيليكس لا يقوم بانطلاقات، بناءً بالقدر الكافي مقارنة بنظرائه، والانطلاقات البناءة هي التي يقوم فيها اللاعب بالتقدم للأمام بـ10 ياردات أو أكثر، في نصف ملعب المنافس عن أقصى نقطة وصلت إليها آخر 6 تمريرات للفريق.

ويبدو اللاعب البرتغالي أفضل حالًا في مسألة التمرير البناء والتمرير البناء المُستلم، حيث يتخلّف فقط عن براهيم دياز في معدل التمريرات التي تقطع 10 ياردات للأمام، أكثر من أقصى نقطة وصلت إليها آخر 6 تمريرات للفريق، لكنه سيتراجع خلف سافيو ونيكو ويليامز كذلك في التمريرات البناءة المستلمة، ويبدو مفهومًا إلى حدٍ ما تخلّف ميسون غرينوود تحديدًا أكثر من تاكي كوبو، فجناح خيتافي لا يمتلك في خط وسطه غندوغان وفرينكي دي يونغ وبيدري وغافي!

هل يعني هذا الأمر أن مستوى جواو فيليكس كارثي؟ الإجابة بالنفي بكل تأكيد، إذ مايزال للاعب تلك اللقطات البرّاقة التي تصنع الفارق في نسخة رتيبة من البرسا، كما أن أجنحة برشلونة الأخرى لا تقدم استمرارية أكبر من تلك التي يقدمها فيليكس بشكل عام، سواءً كان فيران توريس أو رافينيا أو حتى لامين يامال.

لكن الفارق هنا أن باقي المذكورة أسماؤهم هم لاعبون دائمون في برشلونة، ويُفترض أن نرى بعضهم خارج الفريق بالفعل مع نهاية الموسم، بينما لا يُعد فيلكس لاعبًا على قوة برشلونة حتى الآن، ولا يمتلك عقدًا مستدامًا مع النادي الكتلوني، لذلك قد يجدر ببرشلونة دراسة الأمر والتأني أكثر في مسألة التفاوض مع أتلتيكو مدريد، وربما الانتظار لحين وضوح الرؤية أكثر في النصف الثاني من الموسم، بخصوص لاعب لا تنفصل فترته الحالية في البرسا عن التذبذب الذي كان يقدمه في أغلب مواسمه مع أتلتيكو مدريد من لمحات مميزة أحيانًا، واختفاء مريب أحيانًا.

شارك: