جنسيات المدربين الأكثر تتويجًا بلقب الدوري الإنجليزي
بينما لا يزال الجدل قائماً حول تعيين الألماني توماس توخيل مدرباً للمنتخب الإنجليزي كثالث مدير فني أجنبي في تاريخ منتخب الأسود الثلاثة بعد السويدي زفن غوران إريكسن والإيطالي فابيو كابيلو، جاء إعلان نادي مانشستر يونايتد زعيم الأندية الإنجليزية والأكثر تتويجاً بلقب بطولة الدوري الإنجليزي بـ20 مرة عن التعاقد مع البرتغالي روبن أموريم، ليعيد الحديث عن جودة المدربين الإنجليز مجدداً إلى الواجهة.
وعلى مر التاريخ تناوب المدربون الإنجليز والإسكتلنديون على الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي واستمر ذلك حتى عام 2013 عندما منح السير أليكس فيرغسون اللقب لمانشستر يونايتد قبل أن يتنحى عن منصبه ليهيمن المدربون الأجانب (غير البريطانيين) على اللقب منذ ذلك الحين، علماً أن هاوارد ويكنسون يعد آخر مدرب إنجليزي يتوج بلقب بطولة الدوري في موسم 1990-1991 عندما قاد ليدز يونايتد إلى لقبه الثالث.. ومنذ إطلاق البريميرليغ تربعت المدرسة الإسكتلندية على العرش بـ14 لقباً كان نصيب فيرغسون 13 منها في حين توج كيني دالغليش باللقب مرة واحدة مع بلاكبيرن روفرز في موسم 1994-1995.
في عام 1998 صنع الفرنسي آرسين فينغر الحدث بعد أن بات أول مدرب غير بريطاني يتوج بلقب الدوري الإنجليزي بعد أن قاد أرسنال إلى منصة التتويج مانحاً إياه اللقب الحادي عشر والأول منذ عام 1991، قبل أن يكررها المدرب الفرنسي مرتين في عامي 2002 و2004.
ليأتي الدور على البرتغالي جوزيه مورينيو الذي توج مرتين باللقب في أول موسمين له على الإطلاق عامي 2005 و2006. وبحلول عام 2010 بدأ المدربون الإيطاليون بترك بصمتهم في بلاد الضباب من خلال كارلو أنشيلوتي مع فريق تشيلسي الذي حقق اللقب بفارق الأهداف عن مانشستر يونايتد بعد أن سجل 103 أهداف في ذلك الموسم، بفارق أهداف بلغ +71 هدفاً، ليعقبه روبرتو مانشيني عام 2012 مع مانشستر سيتي خلال نسخة ستبقى في الذاكرة بعدما حسمت في الثواني الأخيرة عبر هدف الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، ثم كلاوديو رانييري الذي قاد ليستر سيتي إلى لقبه الأول على الإطلاق، وأخيراً أنطونيو كونتي الذي منح المدربين الإيطاليين اللقب الرابع في تاريخ الدوري الإنجليزي، لتكون الجنسية الإيطالية الأكثر تتويجاً باللقب من خارج المدربين البريطانيين إلى أن جاء الإسباني بيب غوارديولا.
عصر المدربين الإسبان في الدوري الإنجليزي
كان رافا بينيتز أول مدرب إسباني يتولى تدريب أحد أندية الدوري الإنجليزي على الإطلاق، وبالرغم من أنه لم يفز بلقب البريميرليغ مع ليفربول، فإنه أعاد ليفربول إلى منصات التتويج القارية من خلال تتويجه مع الريدز بلقب دوري الأبطال عام 2005 في نهائي إسطنبول الشهير على حساب ميلان الإيطالي، ليفتح الباب بعدها أمام مواطنيه من أجل غزو بلاد الضباب حتى باتوا اليوم الجنسية الأكثر حضورًا في الموسم الحالي من خلال خمسة مدربين يتولون تدريب أندية مانشستر سيتي، أرسنال، أستون فيلا، وست هام وبورنموث.
ومع قدوم بيب غوارديولا وتتويجه باللقب مع مانشستر سيتي 6 مرات منذ عام 2016 تحولت الأنظار إلى المدربين الإسبان بشكل لافت، فمنح أرسنال الثقة لمساعد غوارديولا السابق ميكيل أرتيتا الذي كان قريباً قيادة فريق المدفعجية للقبه الأول منذ موسم 2003-2004، في حين أحدث أوناي إيمري ثورة حقيقية في أستون فيلا بعدما أعاده إلى مسابقة دوري الأبطال لأول مرة منذ قرابة أربعة عقود في ثاني موسم له فقط مع الفريق.
وفي الموسم الماضي تعاقد نادي بورنموث مع الإسباني أريولا الذي نجح في قيادة الفريق إلى المركز الثاني عشر برصيد 48 نقطة وهي أفضل حصيلة من النقاط للفريق في تاريخ البريميرليغ.
في حين تعاقد وست هام في الصيف الماضي مع جولين لوبيتيغي مدرب منتخب إسبانيا وريال مدريد الأسبق، الذي كانت له تجربة قصيرة الأمد مع وولفرهامبتون حيث أنهى معه الموسم 2022-2023 في المركز الثالث عشر قبل أن يفترق الطرفان في نهاية الموسم بسبب الظروف الاقتصادية التي يمر بها الفريق.
الحكاية مستمرة
يوجد في موسم الدوري الإنجليزي الحالي ثلاثة مدربين إنجليز فقط هم: إيدي هاوي (نيوكاسل) شين ديتش (إيفرتون)، وغاري أونيل (وولفرهامبتون)، وبعد تسع جولات من انطلاق الموسم الجديد تحتل هذه الأندية المراكز 9 و12 و19 على التوالي، وحسب المعطيات الأولية فإن هذه الأندية الثلاثة تعتبر بعيدة عن الصراع على اللقب، ما يعني أن البطولة ستبقى في حوزة المدربين الأجانب (غير البريطانيين) عاماً جديداً.
وبينما يختفي اسم المدرب الإنجليزي في باقي الدوريات الخمسة الكبرى في كل من إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، فإنه يوجد خمسة مدربين فقط على رأس الجهاز الفني للمنتخبات العالمية وفي مقدمتهم المدير الفني السابق لمنتخب إنجلترا ستيف ماكلارن الذي فشل في قيادة منتخب الأسود الثلاثة إلى نهائيات أمم أوروبا عام 2008، حيث يقوم بتدريب منتخب جامايكا حالياً، بينما بتولى دارين بازيلي تدريب منتخب نيوزيلندا، ولي بوير (منتخب مونتسيرات) وجيس إيبروم (منتخب ساموا) وتشارلز تروت (منتخب بورتوريكو).