توماس توخيل.. ألماني "مكروه" يحمل آمال إنجلترا لنيل الألقاب

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-18
الألماني توماس توخيل مدرب منتخب إنجلترا الجديد (Getty)
مازن الهندي مراسل winwin في سوريا
دمشق winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سرّع الزلزال الذي ضرب المنتخب الإنجليزي، بخسارته للمرة الأولى في التاريخ أمام منتخب اليونان في ملعب ويمبلي، من قرار اتحاد الكرة في البلاد بالتعاقد مع المدير الفني الألماني توماس توخيل لقيادة دفة منتخب "الأسود الثلاثة"، بدلاً من المدرب المؤقت لي كارسلي الذي خلف غاريث ساوثغيت في أغسطس/ آب الفائت.

قرار تعيين توماس توخيل أحدث انقسامًا واضحًا بالآراء في الشارع الإنجليزي لأسباب عديدة، أبرزها جنسيته الألمانية التي تجعله غير مرغوب فيه من قبل الكثير من الجماهير، بسبب العداء التاريخي بين البلدين، إضافة لأنه لا يمتلك أي خبرة سابقة في تدريب المنتخبات الوطنية، وبالرغم من أنه أشرف على عدد من الأندية الأوروبية الكبيرة مثل بوروسيا دورتموند وبايرن ميونخ الألمانيين، باريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي، إلا أنه لم يمكث طويلاً مع أي من هذه الأندية.

توماس توخيل ثالث مدرب أجنبي يقود منتخب إنجلترا

اعتبر كثيرون أن قرار تعيين توماس توخيل البالغ من العمر 51 عامًا كان جريئاً للغاية، خاصة وأن التجربتين السابقتين في التعاقد مع مدربين لا يحملون الجنسية الإنجليزية لم تحمل أي نجاحات تذكر، إذ سبق للاتحاد الإنجليزي أن تعاقد مع السويدي الراحل سفين غوران إريكسون في العام 2001 وحتى العام 2006، ومن ثم مع الإيطالي فابيو كابيلو ما بين عامي 2007 و2012. 

وبالرغم من أن كلا المدربين حظي بجيل ذهبي للكرة الإنجليزية وفي مقدمتهم ديفيد بيكهام، ستيفن جيرارد، فرانك لامبارد، واين روني، جون تيري وآخرين، إلا أن أبرز ما تحقق خلال تلك الحقبة كان الوصول إلى الدور ربع النهائي من كأس العالم في نسختي 2002 و2006، حين خرج على يد البرازيل والبرتغال تواليًا.

قاد إريكسون منتخب إنجلترا في 67 مباراة، حقق خلالها الفوز في 40 مناسبة مقابل 17 تعادلاً و10 هزائم فقط، في حين أن كابيلو نجح في تحقيق الفوز في 28 مباراة من أصل 52، وتلقى معه منتخب إنجلترا 6 هزائم.


توماس توخيل المدرب الثاني والعشرون في تاريخ منتخب إنجلترا

منذ أن استحدث منصب المدير الفني في منتخب إنجلترا عام 1946، تناوب على تدريب الأسود الثلاثة 21 مدربًا، من بينهم 6 مدربين بشكل مؤقت، ويعد السير آلف رامزي هو صاحب الإنجاز اليتيم للبلد الذي يفخر بأنه مهد كرة القدم، حين قاد منتخب "الأسود الثلاثة" لرفع كأس العالم سنة 1966، عندما استضافت إنجلترا المونديال. 

في حين أن سجل ساوثغيت لم يكن ينقصه سوى التتويج بالألقاب، إذ نجح في قيادة منتخب إنجلترا إلى نهائي آخر نسختين من كأس أوروبا (في إنجاز غير مسبوق)، كما أنه قاد منتخب بلاده إلى المركز الرابع في مونديال 2018.

عقدة الابتعاد عن منصات التتويج والألقاب شجعت مسؤولي الكرة على الاتجاه نحو مدارس تدريبية أخرى، على أمل إحداث تغيير في أسلوب اللعب التقليدي، الذي بات محفوظًا عن ظهر قلب بالنسبة للمنتخبات الأوروبية والعالمية الأخرى.

فضلاً عن أن المدرسة التدريبية الإنجليزية لم تكن حاضرة في العقود الأخيرة، إلى درجة أن أندية البريميرليغ نفسها لم تعد تعتمد على المدربين المحليين، حيث تشير إحصائية الموسم الحالي إلى أن 14 ناديًا من أصل 20 يشرف على تدريبها مدربون من خارج الجنسية البريطانية.

في حين يوجد ثلاثة مدربين إنجليز فقط مع نيوكاسل وإيفرتون وولفرهامبتون، إضافة إلى ثلاثة مدربين من ويلز وإيرلندا الشمالية وإسكتلندا، في حين يغيب اسم المدرب الإنجليزي في الدوريات الأربع الكبرى في كل من إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، ما يجعل الخيارات محدودة للغاية.

توماس توخيل والتحدي الكبير في مونديال 2026

على عكس إريكسون وكابيلو، فإن توماس توخيل لم يحظ بعقد طويل الأمد مع منتخب إنجلترا، إذ يمتد عقده إلى 18 شهرًا فقط، وتحديدًا حتى نهاية مونديال 2026، الذي ينتظر أن يشكل التحدي الأكبر له، من أجل تحقيق مجد غير مسبوق في تاريخ كرة القدم العالمية.

إذ لم يسبق لأي مدرب أجنبي (غير محلي) أن فاز ببطولة كأس العالم من قبل، علمًا أن المنتخب الإنجليزي ينتظره استحقاق آخر مهم في غضون العامين التاليين، عندما يستضيف مع جيرانه البريطانيين بطولة يورو 2028.

الاتحاد الإنجليزي قرر أن يراهن على توماس توخيل، على أمل أن يجد المدرب الألماني الوصفة السحرية التي جاءت بها الهولندية سارينا فيغمان، والتي تمكنت من قيادة منتخب إنجلترا للسيدات إلى لقب بطولة أوروبا 2022، وإلى المركز الثاني في مونديال 2023 للمرة الأولى، فهل سيستطيع المدرب الألماني "المكروه" تحقيق طموحات الجماهير الإنجليزية، التي لطالما حلمت برؤية "الأسود الثلاثة" تزأر فوق منصة التتويج.

شارك: