تعادل ريال مدريد وفالنسيا.. قرار فينيسيوس وتبديلات متناقضة

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-03-03 10:20
البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد الإسباني إلى جانب حكم المباراة ضد فالنسيا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

في موقعة مثيرة ونارية خرج ريال مدريد وفالنسيا متعادلين بهدفين في كل شبكة ليعود صراع الليغا للاشتعال بعدما فقد "الميرينغي" نقطتين ثمينتين قد يستغلهما المطاردان جيرونا وبرشلونة في مباراتيهما الليلة ضد مضيفيهما مايوركا وبيلباو.

المباراة شهدت الكثير من الجدل التحكيمي بعدما أطلق الحكم خيل مانزانو صافرته معلنًا نهاية المباراة قبل أن يهز جود بيلينغهام الشباك من ضربة رأسية، ليعترض الدولي الإنجليزي على عدم احتساب اللقطة كهدف ثالث ويتم طرده من قبل مانزانو.

تحصينات محكمة

يلعب فالنسيا بنفس الشكل تقريبًا عندما يواجه ريال مدريد أو برشلونة في الميستايا في غالبية المباريات، حتى إنه من لا يشاهد فالنسيا في باقي المباريات قد يتصور أن هذا هو أسلوب لعب الفريق عادة. تحصينات دفاعية كبيرة و10 لاعبين تحت الكرة مع مطاردة شرسة لحامل الكرة وعدم منحه الفرصة للتحرك بأريحية بمجرد دخوله منتصف ملعب فالنسيا.

يلعب روبين باراخا إما بطريقة 4/4/2 أو بطريقة 4/2/3/1، وقد اختار الطريقة الأولى التي يستخدم فيها رأسي الحربة هوجو دورو ورومان ياريمتشوك في الضغط على قلبي الدفاع ولاعب الارتكاز وعدم منحهما الفرصة إطلاقًا للمشاركة في صناعة اللعب.

نجح فالنسيا لفترات طويلة من الشوط الأول في أن يبعد الخطورة عن مرماه وعندما سجل هدفه الأول تحول الفريق أكثر لشكل الهجمات المنظمة وعدم الاكتفاء بالكرات المرتدة ليبدأ في صناعة الفرص ضد منافسه، كما طور باراخا من عملية ضغطه ليختار الخفافيش أحيانًا الضغط بشكل عالٍ على عناصر ريال مدريد في اللحظة المناسبة ومن إحداها أخطأ داني كارفاخال في تمريرته ليستغلها المهاجم الأوكراني ويسجل الهدف الثاني.

فينيسيوس والجماهير.. قرار أنشيلوتي

وُضع المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي أمام قرار عليه اتخاذه.. هل يدفع بفينيسيوس جونيور من بداية المباراة أم يجنّبه التحفز المتوقع من جمهور فالنسيا ولاعبيه ويدفع به في الشوط الثاني عندما تخف الحدة البدنية لدى لاعبي المنافس؟

فينيسيوس ليس كريستيانو رونالدو فهو لا يقتات على كراهية الجماهير، كما كان يفعل الأسطورة البرتغالية يومًا ما، بل إن الدولي البرازيلي ينجرف بشكل كبير جدًا تجاه الدخول في تلك الصراعات دون فصل بين الملعب وخارجه خلال المباراة.

الأمر حدث في الشوط الأول وخرج فينيسيوس عن التركيز في أكثر من لقطة ما بين الإصرار على المراوغة أو الاعتراض على الحكم، كما أخطأ عندما قرر عدم تشتيت كرة الهدف الأول ليخطفها ديمتري فولكييه ويبدأ لقطة الهدف الأول لفالنسيا.

لكن في الشوط الثاني حوّل نجم ريال مدريد غضبه تجاه جماهير الميستايا إلى داخل الملعب فتحسن مستواه كثيرًا، وبات أذكى في تحركاته كما اختار التمرير عندما كان هو الحل بدلًا من الإصرار على المراوغة في مواقف صعبة أمام ظهير أيمن مستفيق في المباريات الأخيرة.

شتان ما بين التبديلات

كانت دكة البدلاء عاملًا فارقًا خلال المباراة.. يمتلك ريال مدريد من الموارد ما يكفيه لضمان دكة بدلاء مميزة، فدفع كارلو أنشيلوتي بلوكا مودريتش وإبراهيم دياز اللذين صنعا الفارق خاصة الأخير الذي أجاد بشكل كبير جدًا وكان مثيرًا للإعجاب وهو يرسل العرضيات بشكل رائع بقدمه اليمنى الأضعف، فصنع الهدف الثاني منها وكذلك أرسل العرضية التي أثارت الجدل الكبير في نهاية المباراة بعد وصولها الدقيق على رأس جود بيلينغهام.

ملخص مباراة فالنسيا وريال مدريد (2-2) في الدوري الإسباني

على الجانب الآخر كان أغلب بدلاء فالنسيا سيئون خاصة المغربي سليم أملاح الذي فشل في تكرار نفس دور خافي غيرا، كما أضاع فرصة ثمينة عندما كان في موقف واحد على واحد وهو مندفع باتجاه منطقة الجزاء لكنه فقد السيطرة على الكرة ليتم تشتيتها.

كذلك لم يكن الجناح الدومينيكاني بيتر في حالة جيدة رغم تقديمه لأكثر من لقطة لافتة في نهاية المباراة، لكنه لم يقدم نفس المردود الدفاعي أو الهجومي الذي كان يقدمه فران بيريز. ربما الوحيد الذي صنع الفارق كان هوغو جيامون الذي اشترك بدلًا من ياريمتشوك ليتحول باراخا لطريقة 4/2/3/1 بعدما لاحظ عدم قدرته على استخلاص الكرات بشكل كافٍ في الشوط الثاني من لاعبي ريال مدريد وقد قدم جيامون شوطًا مميزًا أسهم فيه هجوميًا كذلك بشكل مميز.

ريال مدريد وكيفية الاستفادة المثالية من الهدف

الهدف هو لحظة مهمة جدًا في عالم كرة القدم، فهي اللحظة التي تحول حالة المباراة بشكل واضح من هزيمة لتعادل لفوز؛ لكنها كذلك تؤثر بشكل عام على أداء كل فريق حتى لو كان هدف تذليل الفارق كما هو الحال مع هدف ريال مدريد الأول الذي حوّل النتيجة إلى 2/1.

وصحيح أن كل فرق كرة القدم تقوم بصورة أو بأخرى بممارسة الضغط على منافسيها بمجرد تذليل الفارق، إلا أن "الميرينغي" من الفرق البارعة في هذا الأمر وقادر بشكل كبير على أن يستغل هذا الهدف ليحسن كثيرًا من مستواه ويستعيد الثقة في نفسه ويفرض الشك على منافسه.

من هنا جاءت أهمية الهدف الأول الذي سجله فيني في الدقيقة 45+5 من الشوط الأول، إذ إنه لو لم يسجل ريال مدريد في هذا التوقيت لواجهته صعوبات جمة في العودة للمباراة في الشوط الثاني.

الليغا تشتغل

النتيجة فرصة لجيرونا وبرشلونة لاستغلالها، لكن سيكون عليهما خوض مواجهات صعبة خارج أرضهما. هذا لا يعني أن الليغا ستنتهي في حالة عدم استغلال هذا التعثر المدريدي، لكن من الضرورة النفسية الملحّة أن يستغلا هذا الأمر إن أرادا حقًا منافسة ريال مدريد على لقب الليغا التي يتصدرها الميرينغي.

شارك: