تصريحات روبرتو مانشيني تخويف أم تنويم؟
فوز ثانٍ على التوالي حققه المنتخب السعودي أمام قيرغيزستان، وعبر من خلاله دور المجموعات، وأكد بلا مجال للشك أنه قادر على الذهاب بعيدًا في بطولة القارة، وأنه واحد من المرشحين دائمًا للمنافسة على الذهب، على عكس كلام مدرب "الأخضر" الإيطالي روبرتو مانشيني في تصريحاته الأخيرة قبل المباراة.
نعم تحقق الأهم وهو التأهل لكن غاب المهم، وهو المستوى والإقناع والذي بحث عنه الأغلبية ولم يظهر به "الأخضر"، فالكل كان يأمل في نتيجة كبيرة أمام منتخب قرغيزستان، ومستوى أفضل نظرًا لفارق الإمكانات والقدرات ما بين المنتخبين وناهيك عن بطاقتين حمراوين ونقص عددي لدى المنافس في معظم فترات المباراة، ومع ذلك لم نظهر بصورة جيدة.
صحيح أن منتخب قرغيزستان انتهج أسلوبه الدفاعي وطريقة لعب عقيمة لا تتيح لك اللعب بكل ارتياح، معتمدًا على الدفاع ولا غيره بكامل العناصر، ومع ذلك لم نستطع الوصول إلا في مرتين، واحدة منها من خارج المنطقة عن طريق الموهبة القادمة فيصل الغامدي الذي زج به روبرتو مانشيني في الشوط الثاني مع بقية العناصر الهجومية من أجل فك لغز دفاع الفريق الخصم وإيجاد طريقة للتعامل مع دفاع وظروف كهذه.
مباراة تايلاند القادمة هي "البروفة" الأخيرة للأخضر ما قبل دور الـ16.. مباراة ننتظر فيها العلامة الكاملة والإقناع ومنح الاطمئنان للمدرج ما قبل مراحل الفصل وخروج المغلوب، وهي مرحلة مختلفة تمامًا عن دور المجموعات، مرحلة يجب أن تكون فيها شخصية البطل حاضرة بكامل تفاصيلها ومن الجوانب كافة سواء بالأداء أو النتيجة.
ليس هنالك وقت لتفادي الأخطاء أو للتعويض ويجب على اللاعبين وقبلهم يجب على السيد مانشيني أن يدرك ويعي ذلك.. مانشيني الذي لا زال محور الجدل بتصريحاته وقناعته حتى إن تأهل المنتخب إلى الدور القادم، وما تصريحه بعد المباراة الماضية باستبعاد المنتخب السعودي من المنافسة على اللقب وأن اليابان وأستراليا وكوريا الأقرب لذلك، إلا إصدار جديد وزوبعة جديدة من المدرب الإيطالي.
تصريح مانشيني الأخير لا أعلم ماذا كان يريد به في مثل هذا التوقيت وبعد ست نقاط ثمينة وفوزين وصدارة، يقول غير مرشحين للقب!!
هل مانشيني يتبع طريقة التخويف أم التنويم؟
وشتان ما بين الأمرين، فالتخويف وإثارة المخاوف والقلق لدى الجمهور واستبعاد الحصول على اللقب والتقليل من الحظوظ أمر محبط وغير مقبول لمنتخب ينتظر منه نيل لقب القارة للمرة الرابعة بل هو مرشح في نظر منافسيه لحصد اللقب والبطولة حتى إن استبعد مانشيني ذلك.
أما التنويم فهي إحدى حيل المدرسة القديمة المتبعة من أجل إزالة الظغوط عن اللاعبين وخداع المنافسين بعدم قوتنا وشراستنا وأننا غير جاهزين للقب والمنافسة ومن ثم الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة.
هذه الطريقة من وجهة نظري لا يمكن أن تخدع بها منتخبات متمرسة ومتمكنه وفي زمن نعيش فيه كرة قدم حديثة تعتمد على العديد من المعطيات التي يُعرف من خلالها المنتخب البطل، أتمنى أن يكون تصريح مانشيني تنويم أو زوبعة إعلامية لرجل يعشق هذه الأمور.
لطالما كان المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في مسيرته سواءً أكان لاعبًا أو مدربًا مثيرًا للجدل، وما زال كذلك، وها هو يواصل هذه المرة مع المنتخب السعودي في تصريحات تشعل الشارع السعودي؛ إذ بعد قضية استبعاد النجوم يأتي بتصريح استبعاد الفوز باللقب، والقادم أكثر إثارة مع مدرب إنجازاته وتاريخه وحصده للبطولات يشفع له في كل ذلك.