تشيلسي "البيئة الخصبة" لتوماس توخيل
بات توماس توخيل أول ألماني يشرف على تدريب تشيلسي وضمن عدة مدربين ألمان قلائل عملوا في إنجلترا إلى جانب يورغن كلوب وفيليكس ماغات وديفيد فاغنر، لكن أبرز ما يمكن ملاحظته في تنصيب توخيل مدربا للبلوز هو مدة العقد البالغة 18 شهرًا فقط، فيما يبدو أن المالك الروسي للنادي لا يريد مزيدا من التعويضات إثر الإقالات مُجددًا.
وأنفق رومان أبراموفيتش منذ شرائه النادي عام 2003 نحو 140 مليون يورو لإنهاء عقود المدربين، أبرزهم جوزيه مورينيو (مرتين) وكارلو أنشيلوتي وفيلبي سكولاري وكلاوديو رانييري وأنطونيو كونتي. ومن هذا المنطلق كانت مدة العقد بموسم ونصف فقط. لأنه يعي جيدًا مزاجيته في التعامل مع العقول التدريبية، إذ يلقّبونه في الصحافة الإنجليزية بـ "جزّار المدربين".
مهمة توخيل -الذي تقاعد من اللعب في عمر 25 عاما بسبب إصابة في الركبة- هي الأصعب في مسيرته، ليس كونه سيقتحم غمار المنافسات في الدوري الأقوى بالعالم (على حد قوله) حيث يمكن للجميع أن يهزم الجميع، لكن أيضًا لوضعية النادي الهشة على مستوى النتائج والمردود الفني، فهو مُكلّف برفع نسق كليهما في آن واحد.
وعند الحديث عن النتائج فإن تشيلسي انتصر مرتين فقط في آخر 8 جولات بالدوري الإنجليزي ليتراجع إلى المرتبة العاشرة في الترتيب، أما المردود الفني فيشهد تدنيًا واضحًا من حيث صناعة الفرص وتسجيل الأهداف، وغياب المستوى المعهود للاعبيه الكبار أمثال تيمو فيرنر الذي فشل في التسجيل بآخر 11 مباراة في الدوري.
ولا يمكن إغفال أن لامبارد أنفق 200 مليون يورو في الميركاتو الصيفي الماضي لانتداب فيرنر وزياش وهافيرتز وتياغو سيلفا وغيرهم.. بيد أنه فشل في إحداث توليفة بين العناصر القديمة والوافدة ليبدو فريق تشيلسي مهلهلًا رغم اكتظاظه بالمواهب والقدرات الفنية العالية في جميع خطوط الملعب، ما حمل كلوب على وصف قائمة تشيلسي من اللاعبين بأنها الأقوى في إنجلترا.
Welcome to Chelsea, Thomas Tuchel! ✍️🔵 #WelcomeTuchel
— Chelsea FC (@ChelseaFC) January 26, 2021
حلفاء ألمان.. صدامات متكررة وأشياء أخرى
ما يميز توخيل أن لديه مرونة تكتيكية ولا يعتمد على رسم تكتيكي مُعيّن بل يختار الخطة الأنسب وفق كل مباراة على حدة. كما يتقن اللغة الإنجليزية وهو شيء غير شائع لدى الألمان، فقد عانى كلوب في فترته الأولى مع ليفربول في هذا الصدد. ويقول لوكا يوفيتش إنه لا يتواصل جيدًا مع زيدان لأنه لا يتقن الإسبانية، بينما مدربه في فرانكفورت يتقنها وكان هذا أحد أسباب رحيله. اللغة عامل مهم للغاية في عالم كرة القدم.
علاقة قوية تربط توخيل بلاعبه السابق في بوروسيا دورتموند، كريستيان بوليسيتش، إلى درجة أن اللاعب الأمريكي قال في أحد التصريحات إن توخيل ربما منحه قبلة الحياة في كرة القدم، وصقل موهبته في ملعب سيجنال إيدونا بارك. كذلك يتمتع المدرب الألماني بعلاقة وطيدة مع لاعبه السابق في باريس سان جيرمان، تياجو سيلفا. لديه أصدقاء في لندن بالفعل.
المدرب الألماني يحب اللاعبين الألمان. هي نزعة وطنية كما فعل ماتزاري في واتفورد مثلًا واستقدامه لعديد اللاعبين الطليان، أيضًا هناك نونو سبريتو في وولفرهامبتون الذي جلب عشرات اللاعبين البرتغاليين. سيحب توخيل العمل كثيرًا مع أبناء جلدته وهنا الحديث عن أنطونيو روديجير وكاي هافيرتز وتيمو فيرنر.
Chelsea have confirmed Thomas Tuchel as their new manager.
— Bleacher Report (@BleacherReport) January 26, 2021
He gave Christian Pulisic his professional debut at Dortmund in 2016, and five years later they're together again 🤝 @brfootball pic.twitter.com/pTQfBSpJZQ
الشباب هو العنصر الأكثر جذبًا لتوخيل ويعتمد عليه بشكل ملحوظ، ويمكن معرفة ذلك من خلال تجاربه السابقة مع بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان وقد تعلّم ذلك من يورغن كلوب الذي خلفه في قيادة ماينز (2009:2014) حينها وصفت الصحافة الألمانية توخيل بأنه "كلوب الجديد".. من حسن حظ البلوز وجود كم هائل من المواهب الشابة أمثال ميسون ماونت وكالوم وتامي أبراهام، وبالنظر إلى كونهم لاعبين إنجليز فإن تألقهم مع توخيل سيجعل الصحافة الإنجليزية تتغنى بالمدرب أيما تغن. من المهم أن تكسب تلك الصحافة إلى جانبك.
وعُرف عن توخيل أنه مدرب حاد الطباع وصدامي من الدرجة الأولى، وهناك في كوبهام (مقر تدريبات تشيلسي) رئيس نادٍ أسهل قرار لديه هو إقالة المدربين، ومديرة تعاقدات حديدية هي ماريا غرانوفسكايا، ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور بين هذا الثلاثي الجاد الصارم. لكن قد يُنتج شيئًا جيدًا في نهاية المطاف إن استطاع المدرب الألماني أن يحجز مقعده ضمن الأربعة الكبار في نهاية الموسم، هذا هو هدف إدارة تشيلسي في الوقت الحالي.
وغادر المدرب ذو الـ "47 ربيعًا" دورتموند عام 2017 بعد مناوشات مع الرئيس التنفيذي هانز يواخيم فاتسكه حول الهجوم على حافلة الفريق بدوري الأبطال 2017، كما دب نزاع بينه وبين رئيس كشافي النادي سفين ميلسنتات بسبب استقدام الموهبة الإسبانية أوليفر توريس من أتلتيكو مدريد، بينما انتقد لاعبيه بعد الخسارة من فرانفكورت عام 2016 بشكل علني واصفًا إياهم بـ "المغيبين عقليًا". معارك طاحنة من التصريحات تنتظرها جماهير كرة القدم من توخيل في الملاعب الإنجليزية.
هل تركت واتساب وبدأت باستخدام تيليغرام؟ إذن اشترك في هذه القناة https://t.me/winwinsports لتصلك جميع أخبارنا الحصرية وجميع الحوارات.