تحليل winwin | كيف يعوض ريال مدريد غياب جود بيلينغهام؟
كان لإصابة جود بيلينغهام وقع الصدمة على جماهير ريال مدريد الإسباني، بعدما كشفت وسائل الإعلام الإسبانية عن غيابه لفترة تتراوح ما بين الـ3 و4 أسابيع، ما سيجبره على الغياب عن مباراة الذهاب في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا أمام لايبزيغ، بالإضافة إلى 3 مباريات في الدوري المحلي، أمام رايو فايكانو وإشبيلية وفالنسيا، على أمل اللحاق بمواجهة الإياب أمام لايبزيغ.
الطريف أن بيلينغهام سيغيب أمام فالنسيا، الذي لم يلعب أمامه بسبب الإصابة عندما سحقه ريال مدريد بخمسة أهداف، وهو نفس الحال لهداف ريال مدريد الذي غاب ذهابًا إيابًا أمام لاس بالماس، لكن لسببين آخرين، هما إراحته والإيقاف لتراكم البطاقات.
كيف سيلعب ريال مدريد من دون جود بيلينغهام؟
دعونا نبدأ بالمباريات التي غاب فيها الدولي الإنجليزي من قبل لتكون مرجعًا مبدئيًّا لكيفية لعب كارلو أنشيلوتي، عندما يغيب لاعبه متعدد الاستخدامات والمراكز، والذي جنب ريال مدريد متاعب جمّة جرّاء الفشل في ضم مهاجمٍ أساسي بخلاف خوسيلو.
أمام فالنسيا ذهابًا، تحول ريال مدريد للعب بطريقة 4-3-3 بدلًا من "4-4-2 دياموند"، وذلك بعدما دفع أنشيلوتي بكلٍ من فينيسيوس جونيور ورودريغو، وبراهيم دياز الذي كان ما يزال يشق طريقه للتشكيل الأساسي بانتظام. في تلك المباراة تألق فيها المهاجمان البرازيليان بشكل لافت، ونجحا في تسجيل هدفين لكلٍ منهما.
وأمام لاس بالماس ذهابًا، استمر أنشيلوتي في اللعب بطريقة 4-3-3، لكن مع الدفع بخوسيلو في التشكيل الأساسي، ليلعب رودريغو على الجانب الأيسر في غياب فينيسيوس جونيور، ويلعب براهيم دياز على الجانب الأيمن.
المباراة شهدت تألقًا واضحًا للجناح الحائر بين إسبانيته وأصوله المغربية، مُسجلًا هدفًا، قبل أن يضيف خوسيلو هدفًا هو الآخر، ليفوز الريال بهدفين نظيفين.
أما في مباراة الدور الثاني، فكانت المواجهة التي عانى فيها ريال مدريد كثيرًا مقارنة بالمباراتين الأوليين، ليفوز بصعوبة في جزر الكناري بهدفين لهدف، وقد جاء هدف الريال الثاني متأخرًا، عبر رأسية متقنة لتشواميني.
كانت الـ4-3-3 المتحررة من المركزية هي السائدة، بعدما جلس خوسيلو على الدكة، ولعب الثنائي البرازيلي بالإضافة لدياز من جديد ليسجل فينسيوس هدف التعادل.
أما في دوري الأبطال، فلم يختلف الحال كثيرًا خلال المباراة الوحيدة التي ارتاح فيها لاعب بوروسيا دورتموند السابق، بعدما استخدم أنشيلوتي الـ4-3-3 بوجود فينيسيوس ودياز ورودريغو، في المباراة التي هزم فيها الفريق سبورتينغ براغا بثلاثية نظيفة من توقيع الثلاثي!
هل هناك حلول أخرى؟
بخلاف الخطط وتوزيعات العناصر التي استخدمها كارليتو في أثناء غياب بيلينغهام النادر، والتي نجحت بشدة ربما باستثناء مباراة الإياب أمام لاس بالماس، فإنه لا يبدو أن أنشيلوتي عازم على الخروج عن تلك الحلول، خاصة أن المدرب الإيطالي يبني أساس خطته على تقوية خط الوسط وتحميله الكثير من الواجبات، بالإضافة لدعم الدفاع والهجوم.
لكن إن افترضنا جدلًا أنه قد يفكر في هذا الأمر، فإنه في الاحتمال الضئيل لاستخدام الـ4-2-3-1، قد نرى خوسيلو كرأس حربة متقدمًا على خط وسط هجومي مكون من الثلاثي فينسيوس ودياز على الأطراف وبينهما رودريغو، أو حتى تقديم الأخير للأمام إلى جانب خوسيلو مع تحويل الطريقة إلى 4-4-2.
من أهم أسباب صعوبة الاستعانة بتلك الخطة هو الضعف الواضح في المردود الدفاعي لفينسيوس ودياز، كما أن وجود كروس بصفة أساسية في الفترة الأخيرة يضفي صعوبة كبيرة جدًّا في إشراكه بخطة ثنائية المحور، وفي حالة تنفيذها، فإنه غالبًا ما سنرى كامافينغا وفالفيردي معًا، على اعتبار وجود تشواميني في خط الدفاع لحين عودة بعض عناصره الغائبة.
أما في حالة الاستمرار بطريقة "الدياموند"، مع عدم توظيف لاعب آخر بنفس واجبات بيلينغهام، فإنه من المُحتمل أن نرى لوكا مودريتش أو داني سيبايوس يلعب كرأس الماسة أمام كامافينغا وفالفيردي وكروس، خاصة أمام لايبزيغ وفالنسيا اللذين سيلعبان على أرضهما، ما يحتفظ لوسط ريال مدريد بنفس القوة المعتادة منه على مستوى السيطرة على الكرة والنسق، وكذا تقديم نفس المردود الدفاعي الجيد الذي قدمه أمام أتلتيكو مدريد وجيرونا، والذي حمى فيه وسط الريال دفاعه من كثيرٍ من الكرات.
من يمكنه القيام بدور بيلينغهام؟
من الصعب أن تجد من يستطيع تعويض دور بيلينغهام، ومن المستحيل أن تجد من يعوضه بنفس الكفاءة، لذلك فإن أنشيلوتي قد لا يفكر كثيرًا في تعويض بيلينغهام باعتماد نفس خطة "الدياموند"، مع إشراك لاعب بديل في نفس المركز.
لكن بالتقليب في أوراق قائمة ريال مدريد إن تحقق الاحتمال الضئيل لاستخدام نفس الخطة، فإن أقرب اختيار يمكن أن يستعين به أنشيلوتي هو إدواردو كامافينغا، الذي لمحنا منه بعض اللقطات بدور مشابه في مباراة جيرونا، عندما كان يندفع للأمام لتغطية المساحة التي يشغلها بيلينغهام الذي كان مشغولًا لفترات أطول من المعتاد، بالاقتراب من فينيسيوس جونيور على الرواق الأيسر.
لنرَ ماذا سيفعل أنشيلوتي في قادم المواعيد والبداية أمام لايبزيغ الألماني؟