تحليل winwin | فلسفة النهائيات تغيب عن مدرب الترجي
حقق الأهلي المصري لقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الـ12 في تاريخه، بعد انتصار صعب على الترجي التونسي، في المباراة النهائية السبت، بنتيجة 1-0، بعدما تعادل سلبًا في تونس قبل أسبوع.
وحصد الأهلي تحت قيادة مدربه السويسري مارسيل كولر ثمانية بطولات ما بين محلية وقارية، منها لقبان لدوري أبطال أفريقيا على التوالي أمام الوداد العام الماضي وهذا العام أمام الترجي التونسي.
وأصبح كولر ثاني أكثر المدربين تتويجًا بدوري أبطال أفريقيا مع الأهلي (له لقبان) بالتساوي مع الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني وبفارق لقبين عن صاحب الرقم القياسي مانويل جوزيه (4 ألقاب).
الأهلي عرف كيف يُروض الترجي
أدار الأهلي المباراة كأنه يُقسّمها، عرف متى يضغط عاليًا، وعرف كيف يتراجع ويؤخر عملية الضغط، ولم يلعب بأسلوب واحد أو نسق واحد. فالأهلي هذا الموسم في النهائيات يلعب بهذا الشكل، حتى أمام الزمالك في نهائي كأس مصر.
حتى عندما كان يتراجع الأهلي لمنطقته وثلث ملعبه، كانت المساحات ضيقة للغاية، حتى بعد دخول أليو ديانغ، الذي زاد من شراسة الأهلي في عملية الضغط وإحكام القبضة على وسط الملعب.
مدرب الترجي ألغى شخصية فريقه
تعامل مدرب الترجي بأسوأ سيناريو ممكن في المباراتين، لم يجازف مطلقًا، وخرج الترجي في المباراتين بتسديدة واحدة فقط على مرمى مصطفى شوبير وبركلة ركنية واحدة فقط طوال 180 دقيقة.
ميغيل كاردوزو بنى الترجي قويًا دفاعيًا ليستطيع أن يغلق المباريات على الخصوم، ويلعب مباراة دفاعية على أعلى مستوى؛ لكنه عندما يُطلَب منه التسجيل، فهو لا يعرف كيف يجازف ويهاجم ويطارد النتيجة، وهذا أمر مطلوب في المباريات النهائية التي غابت عن مدرب "المكشخة" فلسفتها.
الترجي صنع فرصتين فقط في المباراتين، الأولى عن طريق رودريغو رودريغيز بضربة رأس، والثانية عن طريق مواطنه يان ساس بتسديدة مرت بجانب القائم.
أمام صن داونز فاز الترجي في جنوب أفريقيا؛ لكن قوته كانت في الدفاع أمام وابل من هجمات صن داونز، ولن تفلح دائمًا في حماية مرماك، وهذا ما تحدثنا عنه إذ أشرنا إلى أن الترجي سيكون مطالبًا بالمجازفة وفتح الخطوط.
صحيح أن النهائيات تُكسَب ولا تُلعب، لكن ليس وأنت فاقد الشخصية الهجومية، إذ إنك مُطالَب بالتسجيل في مباراة الرد.
أسوأ تغيير في البطولة
هل كان كاردوزو يشاهد فريقه في المباراتين فعلا؟! قد يشرع أحد المدربين في عمل تغيير خطأ في أي مباراة؛ لكن أن يكرر نفس الخطأ في المباراة الثانية ويخدم الخصم، فالأمر يستحق علامات التعجب والاستفهام.
أخطأ مدرب الترجي في مباراة الذهاب عندما أخرج حسام تقا، الذي صنع الفرصة الوحيدة في المباراة، وكان أفضل لاعب في وسط الميدان بين روجر أوهولو وغيلان الشعلالي، بدون أي سبب.
وفي الوقت الذي بدأ الترجي يستحوذ فيه على الكرة، سحب مدرب الترجي مرة أخرى أفضل لاعب في الترجي حسام تقا، للمباراة الثانية على التوالي، علمًا أنه أيضًا كان أفضل من أجبيلو وغيلان الشعلالي، والسيئ في عملية الخروج بالكرة أوهولو.
الأكثر غرابة أن الترجي أساسًا لا يمتلك دكة بدلاء قوية، وقوته تكمن في 13 أو 14 لاعبًا، فالمدرب ليست لديه عناصر كثيرة تصنع الفارق، فكيف يخرج أفضل عنصر لديه على أرض الملعب وفي الوقت الذي بدأ فيه الترجي يسيطر على مجريات اللعب.
حصانة دفاعية الأهلي
المباراة عبرت عن اثنين من أقوى الفرق دفاعيًا في البطولة، مَن كان سيسجل أولاً كان يمكنه الدفاع عن الهدف، والمباراة طوال 180 دقيقة في الذهاب والإياب شهدت فرصًا محدودة.
الترجي لم يفهم أن الأهلي دفاعيًا ليس مثل صن داونز، فالأهلي لم يخسر في 22 مباراة على التوالي، بل وحافظ على نظافة شباكه في 855 دقيقة متتالية، أي أن الفريق التونسي كان عليه أن يبذل مجهودًا هجوميًا أكبر.