تحليل winwin | توفيق الدقن يصف حال الزمالك أمام الجونة!
سقط الزمالك مجددًا في الدوري المصري الممتاز "دوري نايل" بعد الخسارة أمام مضيفه الجونة بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليفشل الفريق الأبيض في استغلال سقوط غريمه الأهلي هو الآخر أمام البنك الأهلي وتضييق الفارق "النظري" في سباق منافسة غامض الملامح بالبطولة المحلية غزيرة المؤجلات.
النادي الأبيض لم ينجح في مصالحة جماهيره بعدما خسر نهائي كأس مصر أمام الأهلي، فرغم رضا جماهيره عن الأداء الذي قدمه الفريق بملعب الأول بارك، عاد الزمالك ليخسر بشكل مفاجئ على سواحل البحر الأحمر.
توفيق الدقن يصف حال الزمالك
في إحدى لمحاته العبقرية هناك مقطع شهير للفنان المصري توفيق الدقن يقول فيه: "الناس كلها بقت فتوات، أمال مين اللي هينضرب؟!".. وببعض التصرّف فإن الزمالك اليوم بدا أنه يمتلك عددًا كبيرًا من اللاعبين المعروفين بالميل للتمرير لكن لم يظهر أن هناك من على استعداد أن يتسلم تلك التمريرات في الجانب الآخر منها ويبلورها إلى شيء يُذكر، أو بلغة الدقن "الناس كلها بقت ممررين، أمال مين اللي هيستلم؟!"
استمر المدير الفني جوزيه غوميز على نهجه المائل دائمًا للسيطرة على وسط الملعب وتناقل الكرة بين عناصره، ولأجل هذا الغرض دفع بكم كبير من اللاعبين المعروفين بالتمرير ومنح الفريق هذا النهج، فأعاد محمد أشرف روقا للتشكيل (وهو الذي لم يظهر أمام الأهلي) إلى جانب نبيل عماد دونغا، كما أشرك أحمد حمدي الذي ظهر بجاهزية بدنية أفضل نوعًا ما.
لكن ما بالغ فيه غوميز هو أنه أشرك ناصر ماهر على الرواق الأيسر ومحمود شيكابالا على الجناح الأيمن، وهما اللاعبان المميزان بالتمرير وتسلم الكرات أمام خط الضغط وليس خلفه فزاد عدد اللاعبين الراغبين في التمرير ليصبح عمق الملعب مليء باللاعبين من هذه النوعية بينما لم يعد هناك من يمتلك القدرة أو حتى الرغبة في التسلل خلف الخطوط والاندفاع خلف الأظهرة.
فقط كان أحمد أبو الفتوح وأحيانًا عمر جابر هما الوحيدان اللذان يحاولان تقديم هذا الدور بعدما أفسح لهما ماهر وشيكابالا مساحة على الأطراف لكن لطبيعة مركزهما فإن عملية مفاجئة الخصم كانت صعبة جدًا في هذا الصدد.
تبديلات غريبة أم قائمة أغرب؟
كانت قرارات غوميز على مستوى التعامل مع سير المباراة غريبة بشكل مبدئي، فبعد شوط أول ظهر واضحًا أن الفريق ليس بحاجة لكل هذا الكم من اللاعبين للسيطرة على وسط الملعب أمام فريق متراجع بشدة للخلف مستعد لتلقي الضربة الأولى أو حتى ضربة التعادل في استسلام، وكان عليه إجراء تبديلات سريعة بإشراك جناح كمصطفى شلبي علّه يقدم الإضافة على الأطراف، ليس فقط من أجل الأطراف بل لمنح لاعبي العمق نفسًا للتحرك بدلًا من ذلك التكتل العددي للاعبي الجونة، الذين علموا أن الخطورة ستأتي من هذه المنطقة طالما الزمالك يلعب بهذه النوعية من الأجنحة.
وإن كان التأخر في تبديل مصطفى شلبي غريبًا، فإن إشراكه في توقيت تقدم الزمالك كان أغرب مع إخراج روقا بدلًا منه، فتلك اللحظات كانت هي الوحيدة التي لا تحتاج من الزمالك سوى لتهدئة اللعب والاحتفاظ بالكرة أكبر قدر ممكن، أي أن غوميز عكس الأمرين!
حتى إن كان غوميز يرغب في السيطرة على المباراة عبر الاستمرار في صناعة الخطورة من خلال مصطفى شلبي فإن لاعبًا آخر كان يمكنه منح الفريق نفسًا إضافيًا في الارتداد من الهجوم للدفاع لتأمين اللعب وهو محمد شحاتة الذي لم يشركه غوميز.
والحقيقة أن غرابة التعامل مع اللقاء لم يكن في التبديلات فحسب، بل بدأ بعدم إدخال جناح آخر للتشكيلة بعد إصابة زيزو في مباراة الأهلي، حيث فضّل غوميز السفر للجونة دون أي جناح آخر بخلاف شيكابالا ومصطفى شلبي ما جعله يحتفظ بشيكابالا لـمدة تصل إلى 83 دقيقة في الملعب وإن كان الإبقاء عليه مبررًا نوعًا ما بالنظر للحظات المفصلية التي كان شيكابالا مهمًا فيها خلال الهدفين الأول والثاني رغم أن نجم الزمالك لم يكن موفقًا في غالبية قراراته الأخرى.
متى يسدد لاعبو الزمالك؟
صحيح أن الزمالك سدد 21 تسديدة منها 8 بين القائمين وتحت العارضة، إلا أن هذا الرقم كان يمكن زيادته بسهولة لو لم يفكر لاعبو الزمالك كثيرًا داخل منطقة الجزاء قبل التسديد.
لاعبو الزمالك بحثوا كثيرًا عما يمكن وصفه بـ "التسديدة المثالية" وهي تلك التي يُفسح فيها اللاعب المجال لنفسه للتسديد دون مضايقة، ومثل هذه اللقطات من الصعب الوصول إليها داخل منطقة الجزاء بل كان الأجدر بهم التسديد متى سنحت الفرصة أملًا في ارتداد الكرة من تلك الأقدام إلى المرمى بدلًا من البحث عن تلك التسديدة المثالية وضياع فرصة التسديد في نهاية الأمر.
في نهاية الأمر، لم يكن الزمالك يمتلك رفاهية خسارة مباراة تسبق فترة التوقف الدولي وتلي خسارة كأس مصر، فالبحث عن كيمياء الفريق أثناء أجندة الفيفا كان يمكن أن يتم في ظل أجواء أكثر هدوءًا مع تضييق الفارق مع الأهلي وكذلك بيراميدز المنافس المُحتمل الأول على بطاقة دوري أبطال أفريقيا الثانية، لكن يبدو أن لاعبي الزمالك ومدربهم كان لهم رأي آخر وسيكون عليهم إظهار وجه آخر بعد العودة استعدادًا لمراحل الكونفيدرالية الحاسمة ورحلة البحث عن العودة لدوري أبطال أفريقيا من جديد.