تحليل winwin | "الفنون المظلمة" في فوز نيجيريا ضد كوت ديفوار
بعثر منتخب نيجيريا أوراق المجموعة الأولى من بطولة كأس أمم أفريقيا بفوزه على نظيره منتخب كوت ديفوار صاحب الأرض والجمهور بهدف دون رد لحساب الجولة الثانية.
ورفع منتخب نيجيريا رصيده إلى 4 نقاط بفارق الأهداف عن المتصدرة غينيا الاستوائية، فيما احتلت كوت ديفوار المرتبة الثالثة برصيد 3 نقاط، وستكون مباراتها القادمة أمام غينيا الاستوائية مصيرية.
نيجيريا خنقت الأفيال
رغم التعادل أمام غينيا الاستوائية في مباراتها الأولى كانت نيجيريا جيدة وأهدرت فرصًا بالجملة، فإن المدرب جوزيه بيسيرو أجرى عدة تعديلات ضد كوت ديفوار، وكانت فارقةً في فوزه.
أول ما قام به بيسيرو، كان تغيير طريقة اللعب التي أصبحت 5-4-1 من خلال تضييق المساحات على أصحاب الأرض تمامًا.
ربما كانت أكبر مساحة بين أول لاعب في نيجيريا وآخر لاعب لا تتعدى الـ15 مترًا، هذه الفكرة جعلت كوت ديفوار تعاني دائمًا لإيجاد المساحة.
الكل كان يلتزم بخطوط متقاربة مع جعل فيكتور أوسيمين هو الوحيد الذي يكون في الهجوم، الكل كان منضبطًا للغاية في تمركزه وفي ارتداده الدفاعي.
إهدار الفرص آفة مستمرة
صحيح أن منتخب نيجيريا فاز؛ لكنه مرة أخرى يهدر الفرص السهلة ليصبح أكثر منتخب أهدر فرصًا محققة في مباراتين بواقع 7 فرص محققة.
حصل أوسيمين على ركلة الجزاء التي جاء منها هدف الفوز؛ لكنه أهدر انفرادًا بكل غرابة. أوسيمين اتخذ القرار الخاطئ لحظة الانفراد، حين جاءت الكرة على قدمه اليسرى غير المفضلة، وحاول وضعها من فوق الحارس؛ لكنه فشل.
نيجيريا عابها عدم حسم المرتدات كما ظهر على سبيل المثال في الدقيقة (82)، إذ كانت هناك عدة مواقف لاعب ضد 3، ولاعبين ضد لاعب، ومع ذلك فشلوا في استغلالها؛ بسبب سوء قرار التمرير أو التمادي في الاحتفاظ بالكرة.
المخالفات التكتيكية
بيسيرو لم يلجأ فقط إلى الدفاعات المحكمة لعرقلة هجمات كوت ديفوار؛ بل استخدم أسلوبًا معروفًا في كرة القدم يُسمّى "الفنون المظلمة" وهو عبارة عن استخدام المخالفات "الفاولات التكتيكية" لتعطيل هجمات الخصم.
ويكفي القول إن فيكتور أوسيمين "المهاجم" هو أكثر مَن ارتكب مخالفات في المباراة بواقع 6 مخالفات، والسبب كان تعليمات واضحة من المدرب بمحاولة إيقاف الكرات بسرعة من مناطق كوت ديفوار.
أزمتان في كوت ديفوار
أجرى منتخب كوت ديفوار تغييرين، عندما أشرك أورييه بدلًا من إيفان نديكا، بالإضافة إلى مشاركة كريستيان كوامي بدلًا من جوناثان بامبا.
هناك أزمتان واضحتان في منتخب (الأفيال)، الأولى هي عدم وجود مهاجم كبير في هذا الفريق، فالرباعي الهجومي الذي شارك في مباراتين حصيلتهم في المحاولات على المرمى كانت اثنتين وحسب، لدرجة أن كوت ديفوار اعتمدت على التسديدات البعيدة من فوفانا الذي سدد 5 مرات في هذه المباراة، وهو أعلى معدل تسديد بعيد المدى إجمالًا للاعب من كوت ديفوار في كأس الأمم الأفريقية 2024.
الأزمة الكبرى تكمن في وسط الميدان، والتراجع البدني الكبير لفوفانا وفرانك كيسيه اللذين واجها فريقًا قويًّا بدنيًّا، فتراجع مستواهما في الشوط الثاني. كوت ديفوار لا تمتلك بدلاء بنفس الجودة لهذا الثنائي، وعندما احتدت المباراة بدنيًّا كانت تخسر الثنائيات أمام نيجيريا.