تحليل winwin | إيمري و"نصف" خطة تسلل أمام مانشستر يونايتد
قدم مانشستر يونايتد شوطًا ثانيًا رفيع المستوى ضد أستون فيلا ليقلب الطاولة على ضيفه من تأخر بهدفين نظيفين إلى فوزٍ بالثلاثة في المباراة التي جمعت بين الفريقين ضمن إطار الجولة الـ19 من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليحرم الشياطين أبناء أوناي إيمري من مجاورة ليفربول في صدارة ترتيب البريميرليغ.
وإن كان اليونايتد قد قدم شوطًا رفيع المستوى، فهذا لا يعني أن الفريق كان سيئًا في الشوط الأول، بل نجح في صناعة الكثير من الفرص لكن دفاعات الفريق كانت في حالة يرثى لها كذلك ما كلفه التأخر في النتيجة أمام أحد أفضل فريق البريميرليغ هذا الموسم.
سيناريو انتصار الشياطين الحمر لم يبدأ في الشوط الثاني بل بدأ منذ الشوط الأول عندما قرر أوناي إيمري أن يطبق كعادته خطة مصيدة التسلل؛ لكنه مع الوفاء بشق واحد من شقيها على طريقة "ولا تقربوا الصلاة".
فإن كان لاعبو الفيلانز قادرين بتدريبات متكررة على الوقوف على خط واحد بشكل معقول جدًا، إلا أن إيمري لم يعر اهتمامًا كبيرًا للضغط على من سيُرسل الكرة إلى ما خلف دفاعات الفريق الذي حمل كأس أوروبا في 1982.
وإن تجاوزنا غرابة إصرار إيمري على تطبيق خطة مصيدة التسلل بعد تقدمه في النتيجة (2-0) وعدم احتياجه للمخاطرة كثيرًا، فإن ما يثير الغرابة فعلًا هو إصرار إيمري على الاستمرار في الخطة بنفس أخطائها وعدم معالجة ما قصّر فيه لاعبوه كثيرًا ألا وهو الضغط على حامل الكرة.
ففي الصورة أدناه يظهر كم كانت مسألة الضغط فاترة جدًا على حامل الكرة؛ حيث يُتاح له الوقت الكافي لإرسال الكرة الطويلة بشكل دقيق.
لكن الحقيقة أن المشكلة الكبرى ليست في دقة التمريرات بسبب انعدام الضغط، بل في أن هذا الوقت الكافي الذي يُمنح لإرسال الكرة الطويلة، لا يكون فقط لمُرسل الكرة بل لمستقبليها كذلك؛ إذ يكون لدى اللاعبين المندفعين لاستقبال التمريرات خلف دفاعات أستون فيلا الوقت الكافي جدًا لفهم متى ستُلعب الكرة ومن ثم يكونوا أكثر قدرة بكثير على تفادي مصيدة التسلل، وحتى إن وقعوا في بعضها فاحتمالات عدم وقوعهم فيها سيكون أعلى بكل تأكيد.
مشكلة الفيلانز أنه في بعض الأوقات كان خط وسطه يصبح مشغولًا بما يحدث أمامه مقارنة بما يحدث خلفه؛ لذلك كسب مانشستر يونايتد الكثير من الكرات الثانية التي كانت تُتاح بغزارة لأن كل ما كان بإمكان دفاع الفيلانز فعله -أمام هكذا كرات طويلة دقيقة واندفاعات كبيرة من لاعبي اليونايتد- هو أن يشتتوا الكرة بصعوبة، لذلك أتيحت أكثر من فرصة بنفس الشكل أدناه عندما تلقى برونو فيرنانديز الكرة الثانية دون أي مضايقة، وأرسلها خطيرة لراسموس هويلوند الذي هيَّأها لماركوس راشفورد ليسدد على المرمى.
كانت مسألة وقت بالنسبة لليونايتد أن يسجل خاصة أن مثل هذه الخطة مناسبة جدًا للاعبيه لضربها، فيونايتد لا يمتاز بلاعبين يستطيعون التحكم في النسق وتهدئة اللعب وقت الحاجة؛ لكنه يمتلك لاعبين في غاية السرعة بخط الوسط الهجومي والهجوم، كما يمتلك مُرسلين دقيقين للكرات الطويلة في الخط الخلفي بما فيهم الحارس أونانا.
التطرف في خطة التسلل كان واضحًا جدًا كما في الصورة السابقة التي يصير فيها الأمر عسيرًا بأن يتحكم 8 لاعبين في ضبط خط التسلل مع بعضهم البعض؛ لكن الكارثة الحقيقية في الأريحية الكبيرة التي كانت تُرسل بها تلك الكرات دون أي مضايقة من لاعبي الفيلانز ليتلقوا هزيمة مُرّة في البوكسينج داي، بينما سيبيت تين هاغ مطمئنًا على رقبته لحين إشعار آخر.