تحليل winwin | حسام حسن رسم خطته واستبعد من سينفذها!
سيكون منتخب مصر بقيادة مدربه الجديد حسام حسن على موعد مع لقاء منتخب كرواتيا، في نهائي بطولة كأس عاصمة مصر الودية، بعدما انتصر الفراعنة على نيوزيلندا بهدف نظيف، فيما فاز الكروات على منافسهم التونسي بركلات الترجيح.
في تجربته الأولى مع المنتخب المصري، حاول المدير الفني تطبيق بعض الأفكار، عبر الاستمرار في طريقة 4/3/3 التي اعتمدها روي فيتوريا، ومن قبله كارلوس كيروش، لكن مع تحويل الطريقة إلى ما يشبه الـ 4/3/2/1 بتغيير تمركز جناحي المنتخب المصري، عمر مرموش ومحمود تريزيغيه، لمناطق أكثر عمقًا في قلب الملعب، كما أن توظيف محمد مجدي "قفشة" كان في مركز 8 بدلًا من الاعتماد عليه كصانع ألعاب رقم 10.
صعوبات كبيرة واجهها المنتخب المصري بالخروج بالكرة من نصف ملعبه، عندما كان يحاول منافسه النيوزلندي الضغط المبكر عليه، لكن بطل أفريقيا في 7 مرات سابقة كان يظهر بشكل أفضل، بمجرد وصول الكرة إلى نصف الملعب الآخر، فيما لم تظهر نوايا حسام حسن بوضوح في مسألة الضغط العالي، وما إذا كان سيعتمده سلاحًا مستمرًّا أم لا، بعد أن ظهر لفترات قصيرة خلال اللقاء، فيما اعتمد لفترات أطول على الضغط المتوسط.
لكن لعل أبرز ما ميز أسلوب لعب المنتخب المصري هو الكرات القُطرية التي تُرسل إلى جانبي الملعب، بعدما يتم إخلاء المساحة لظهيري المنتخب المصري لمحاولة استغلالها.
تمركز عالٍ
بدا أن حسام حسن لا ينوي أن يشرك ظهيريه في مسألة الخروج بالكرة من الخلف، فحتى وإن وصلت الكرة لقرابة منطقة جزاء الفراعنة، كان محمد هاني ومحمد حمدي يتمركزان في صورة شبه موازية لرأس الحربة مصطفى محمد.
حتى عندما كان المنتخب المصري يحتاج إلى تفادي ضغط النيوزلنديين في العمق، والخروج بالكرة من على الأطراف، كان يأتي دور قفشة على الجانب الأيمن، وإمام عاشور ومن بعده حمدي فتحي لتسلم الكرات على جانبي الملعب، للمحافظة على تمركز هاني وحمدي.
كُرات قطرية مؤثرة
فكرة حسام حسن بشكل رئيسي أن تمركز جناحي الفريق في العمق سيمنحهم قربًا من مصطفى محمد، يمكّنهم من إمداده بتمريرات بينية في مناطق خطيرة من الملعب، وهو ما حدث في إحدى الكرات من عمر مرموش، لكن تمركز مرموش وتريزيغيه كان مفيدًا بشكل مباشر لهما، بعدما تسلما أكثر من كرة أمام منطقة الجزاء، أو في أثناء اندفاعهما إليها.
لكن هذا التمركز كان مفيدًا كذلك لإخلاء المساحة لهاني وحمدي، من أجل تسلم كرات قُطرية طويلة يمكّنهما من استغلالها وإرسال الكرات العرضية بأريحية، وهو ما حدث مع محمد هاني الذي تسلم أكثر من كرة، لكن عرضياته لم تكن جيدة أبدًا.
بينما كانت الفرصة سانحة أكثر لمحمد هاني للتوغل لداخل منطقة الجزاء، لإيجاد مساحة أكبر ولاستمرار موقف الواحد ضد واحد، مع ظهير المنافس لفترة أكبر من التي تحصل عليها هاني مع قائد نيوزيلندا كاكاتشي، الذي كان مزعجًا جدًّا لظهير الأهلي، عندما تحين فرصته ليكون هو الظهير الهجومي، ليشكّل خطرًا داهمًا على الدفاعات المصرية.
لكن حمدي بطبيعته كظهير كلاسيكي لم يمتلك الجرأة الكافية في إحدى الكرات، ليتوغل أكثر ويحاول استغلال المساحة للدخول لمنطقة الجزاء، مفضّلًا إرسال كرة عرضية لم تجد طريقها أبدًا إلى المهاجمين المصريين، الذين كانوا داخل المنطقة.
كانت البلورة الرئيسية لعدم استغلال هاني وحمدي للمواقف الجيدة التي صُنعت لهم، هي تلك اللقطة التي انسل فيها حمدي خلف الدفاعات النيوزلندية، ليتلقى تمريرة طويلة من مروان عطية، لكن تعامل حمدي كان مثالًا حيًّا على المستوى المتوسط الذي قدمه ظهير بيراميدز، الذي افتقد للقرار الصحيح في كثيرٍ من تلك المواقف الخطيرة التي لاحت له، فبدلًا من أن يتسلم الكرة ويسددها في المرمى، إذا به يعيدها للخلف من دون أن يكون هناك من ينتظرها من مهاجمي الفراعنة، إلى أن أنقذته صافرة الحكم معلنة تسلله.
حسام حسن استبعد من ينفذ الكرة بأفضل شكل ممكن!
حسام حسن تلقى قدرًا وافرًا من الانتقاد على استبعاد أحمد فتوح من قائمته لفترة توقف مارس/ آذار، حتى وإن أكد الناخب الوطني المصري أنه ما يزال بإمكان ظهير الزمالك العودة للمنتخب في التجمعات القادمة، لكن أهم ملامح انتقاد أسطورة الهجوم المصرية كانت تكمن في أن حمدي لن يكون بإمكانه لعب مباراة بوركينا فاسو في تصفيات كأس العالم بسبب الإيقاف، بينما لا يمتلك محمد شكري الخبرة الدولية اللازمة، ليزيد حسن الطين بلة، بعدم حصول ظهير سيراميكا على دقائق كافية في مباراة نيوزيلندا.
إلى هنا، قد تدخل اختيارات حسام حسن ضمن وجهات النظر، لكن كان مدهشًا أن تتمحور فكرة وخطة المدرب أمام نيوزيلندا في الاعتماد الكبير على الأظهرة، بينما تصرخ تلك الفكرة أن أنسب من ينفذها هو أحمد فتوح.
فالظهير الدولي المصري يمتلك مهارات كبيرة في المرور من مواقف 1 على 1، كما يمتلك ذكاء ملعب لا يمتلكه أي ظهير آخر في مصر، وهو الأمر الذي لاحظه مدرب الزمالك الأسبق خوان كارلوس أوسوريو، ليشركه في مركز لاعب الوسط الذي أجاد فيه بشدة، مبرهنًا عن موهبة كبيرة في حسن التصرف في المواقف الهجومية، ما كان يعني فرصة أكبر بكثير لبلورة ما رتّبه حسام حسن من فكرة جيدة إلى فرص خطيرة أو حتى إلى أهداف.
على كلٍ، فإن التجمع الدولي القادم قد يشهد عودة فتوح إلى صفوف المنتخب، لكن ربما أهدر المدير الفني الجديد لمنتخب الفراعنة فرصة جيدة لاستثمار ما يفكر به في الظهير الأنسب لتلك الفكرة.