تحليل | هل يستطيع الزمالك مواجهة الأهلي بنفس تشكيل الاتحاد؟
تترقب جماهير كرة القدم المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام ديربي القاهرة الذي يجمع بين الزمالك صاحب الأرض وغريمه التاريخي الأهلي على ملعب القاهرة يوم الإثنين في مباراة مؤجلة من الجولة العاشرة من الدوري المصري.
ولعب الزمالك 12 مباراة حتى الآن في الدوري، حصد منها 18 نقطة، ويقع في المركز الثاني عشر، فيما خاض الأهلي 10 مباريات في الدوري الممتاز هذا الموسم، جمع 21 نقطة، ويحتل المركز العاشر.
واستعاد الفريقان طعم الانتصارات في المباراة الأخيرة بعد فوز القلعة البيضاء على الاتحاد السكندري بثلاثية نظيفة بعد هزيمته أمام الجونة، وفوز الأهلي بصعوبة على زد بهدف نظيف بعد هزيمة وتعادل أمام البنك الأهلي وإنبي على التوالي.
هل يستمر جوزيه غوميز بنفس تشكيل الاتحاد؟
الزمالك حقق فوزًا براقًا أداءً ونتيجةً أمام الاتحاد بعد أن خاض المباراة بكافة أسلحته الهجومية في وسط الميدان بوجود نبيل عماد دونغا "القطعة الثابتة" إلى جانب عبد الله السعيد وأحمد حمدي وخوض ناصر ماهر المباراة كجناح أيسر.
وعقب الأداء المميز والنتيجة الكبيرة، كان السؤال الذي يدور في عقل جمهور الزمالك، هل يستمر جوزيه غوميز بهذه التشكيلة "ذات الطابع الهجومي" أمام الأهلي، أم يقوم بتغييرات في وسط الميدان للتأمين والحذر؟
وسط الملعب في الزمالك مع جوزيه غوميز هو أكثر خطوط الفريق الذي شهد تغييرات، حيث وصل إلى 14 تغييرًا وتركيبة مختلفة في 9 مباريات خاضها مع الفريق الأبيض حتى الآن.
حسب متوسط التمركز (أعلاه)، أمام الاتحاد كان من الواضح أن هناك مثلثًا يميل ناحية اليسار يتكون من أحمد حمدي وعبد الله السعيد وناصر ماهر.
الزمالك ركز على الوجود بكثافة داخل عمق الوسط، حتى أن ناصر ماهر الذي شغل مركز الجناح الأيسر كان يلعب للداخل حسب خريطة لمساته، وقد سجل الهدف من اختراق في عمق دفاعات الاتحاد.
عبد الله السعيد وأحمد حمدي كان يميلان أكثر إلى ناحية اليسار أيضًا، وهنا ظهرت فكرة كبيرة بجعل زيزو يجد متنفسًا ومساحات على اليمين عند نقل الهجمة لديه وكان كثيرًا في موقف لاعب ضد لاعب.
هل يمثل ذلك انتحارًا أمام الأهلي؟
مباراة الأهلي بكل تأكيد مختلفة عن مباراة الاتحاد، علمًا أن المدير الفني للاتحاد السكندري طارق العشري دخل مباراة الزمالك بطريقة خطأ وغير معتادة بالاعتماد على 5 مدافعين في الخلف ولاعبين اثنين في وسط الميدان هما خالد الغندور وساليفو مورو.
الاتحاد باثنين فقط في الوسط وجد أمامه 4 من أفضل صناع اللعب في الزمالك، أكلوا الأخضر واليابس لدرجة أن عدد تمريرات عبد الله السعيد ودونغا الصحيحة تجاوز الـ100 تمريرة لكل منهما.
الأمر مختلف كما ذكرنا، الأهلي يلعب بطريقة مختلفة وبوجود 3 لاعبين في الوسط، قد يتأثر الأهلي ببعض الغيابات مثل إمام عاشور ومروان عطية الذي تحوم حوله الشكوك، لكنه يظل يلعب بشكل مختلف وبجودة كبرى عن الاتحاد.
في مباراة الزمالك والأهلي في نهائي كأس مصر الشهر الماضي، عانى الأهلي في الشوط الأول بغياب مروان عطية والاعتماد على كريم نيدفيد من البداية في المركز رقم 6، والأمر قد يكون أصعب بغياب مروان عطية وإمام عاشور معًا في المباراة المقبلة.
لكن يظل الأهلي يمتلك ميزة إضافية في قدرته على الخروج بالكرة من الضغط المتقدم، فهو أكثر فريق في الدوري المصري نجح في الخروج من الضغط العالي عليه بنسبة نجاح 77%.
غوميز من جانبه يُعطي تعليماته إلى لاعبي الزمالك بمحاولة القيام بعملية "ضغط عكسي" عند فقدان الكرة ومحاصرة حاملها من الخصم، وهنا تكمن المعضلة! هل يستمر نجاح الأهلي في الخروج بالكرة مهما كانت الغيابات، أم تكون الغلبة للزمالك في وسط الميدان مع الاستحواذ؟
ماذا يجب على الزمالك تعديله؟
كان هناك تفكير في الاستغناء عن أحمد حمدي أو عبد الله السعيد لصالح محمد شحاتة بجانب دونغا لمزيد من التأمين في وسط الملعب.
لكن الزمالك بنسبة كبيرة سيخوض مباراة الأهلي بنفس طريقة وتشكيلة مباراة الاتحاد، وهنا سيكون على غوميز تعديل بعض وظائف وتمركزات اللاعبين.
سيكون على غوميز إعطاء تعليماته إما لأحمد حمدي أو عبدالله السعيد بعدم الاندفاع للأمام خشية تعرضهم للضرب خلال خروج الأهلي بالكرة كما قلنا فهو يجيد هذا الأمر.
مرتدات الأهلي
على الأرجح سيستحوذ الزمالك على الكرة، وبالتالي عليه أن يكون لديه خطة واضحة للتعامل مع مرتدات الأهلي الخطيرة.
الزمالك يعاني مع غوميز من المرتدات، وكما توضح الصورة أعلاه فقد استقبل أمام الجونة هدفين وأمام الأهلي هدف محمد مجدي أفشة في نهائي كأس مصر وأمام مودرن فيوتشر في ذهاب ربع نهائي الكونفيدرالية من هجمات مرتدة، وكاد يستقبل أمام الاتحاد السكندري.
الضغط المتقدم للزمالك سيعني بالتبعية تقدم الدفاع لعدم وجود فراغات، وبالتالي يجب على الزمالك ضمان عدم ترك مساحات للكرات المباشرة للاعب مثل رضا سليم يمتلك سرعات كبيرة هو والمهاجم وسام أبو علي.