تحليل | مقامرة ناجحة من تين هاغ أهدرت هوية مانشستر يونايتد
انتهت موقعة أستون فيلا ومانشستر يونايتد بلا غالب ولا مغلوب، وسادها التعادل السلبي على ملعب "فيلا بارك" لحساب الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو التعادل السلبي الأول بين الفريقين منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 على مستوى البريميرليغ، في مباراة شهدت مقامرة من إيريك تين هاغ.
يعد التعادل بدون أهداف نتيجة إيجابية لنادي مانشستر يونايتد مقارنةً بنتائجه الفترة الأخيرة وكونها مباراة صعبة أمام فريق قوي على ملعبه، إلا أنه يؤكد أسوأ بداية موسم للفريق في الدوري المحلي منذ موسم 1989-1990.
حصل اليونايتد الآن على 8 نقاط فقط من مبارياته السبعة الافتتاحية (فوزان وتعادلان وثلاث هزائم)، علمًا أنه في موسم 1989-1990 احتل الفريق المركز الثالث عشر، وهو أدنى مركز يحققه أليكس فيرغسون في الدوري كمدير فني لمانشستر يونايتد.
مقامرة دفاعية ناجحة من تين هاغ
فاجأ المدرب تين هاغ الجميع بالدفع بالثنائي هاري ماغواير وجوني إيفانز في الدفاع على حساب ماتياس دي ليخت وليساندرو مارتينيز، بعد دخول الثنائي ضد بورتو في تعادل الدوري الأوروبي (3-3) الأخيرة، رغم أن الثنائي لم يلعبا معًا منذ فترة طويلة.
وكانت هذه هي المباراة الثالثة خارج أرضه في الدوري الإنجليزي الممتاز التي يبدأها إيفانز وماغواير معًا في مانشستر يونايتد، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حين شاركا ضد شيفيلد يونايتد ونوفمبر 2023 ضد فولهام.
كان تغيير قلبي الدفاع قرارًا شجاعًا وغريبًا في الوقت نفسه، كون أن ليساندرو مارتينيز ودي ليخت هما الأسماء التي اختارها ولعبت معه في أياكس سابقًا، وكان المبرر هو المداورة، وهو ليس المدرب الذي يقوم عادة بالمداورة، خاصة في قلبي الدفاع وبالاثنين معًا؛ لكنه كوفئ على هذا القرار في الأخير، وخاصة من جوني إيفانز الذي قدم مستوى رائعًا.
لم يفوت إيفانز (36 عامًا) الفرصة التي منحه إياها تين هاغ وكان أفضل لاعب في اليونايتد اليوم، وخاصة في أول 45 دقيقة. حيث قدم بعض الاعتراضات والتدخلات المهمة التي منعت فيلا من اختراق دفاعات اليونايتد، وتصدى لبعض التسديدات. ومن المفترض أن أساسيًا بعد هذا العرض القوي، الذي جعل مشجعو مانشستر يونايتد يهتفون باسمه، في حين كان أداء ماغواير طيبًا بعض الشيء في مواجهة اللاعب الخطير واتكينز.
لكن ماذا عن هجوم مانشستر يونايتد؟! إهدار الهوية
رغم قوة الأداء الدفاعي؛ كان اليونايتد بعيدًا عن السلاسة في الهجوم، ولا يزال يحتاج إيجاد أفضل تركيبة هجومية له مع لاعبين لا يتمتعون بالحرية للتعبير حتى عن أنفسهم.
فشل يونايتد في التسجيل في كل من مبارياته الثلاثة الأخيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليعادل أسوأ سلسلة له بدون هدف في المسابقة تحت قيادة إيريك تين هاغ (أيضًا سلسلة من ثلاثة أهداف في كل من ديسمبر 2023 وأبريل 2023)، وفشل في التسجيل في 4 من مبارياته السبعة، أكثر من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
في المجمل سجل اليونايتد خمسة أهداف فقط في أول سبع مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2024-25 - فقط في موسم 1972-73 (4 أهداف) سجل الفريق عددًا أقل من الأهداف خلال أول سبع مباريات لهم في الدوري.
تغيير في مهام دالوت
أمضى ديوغو دالوت جزءًا كبيرًا من الشوط الأول يلعب في مركز الظهير الأيسر الطبيعي على الخط، بدلاً من التقدم إلى خط الوسط للمساعدة في بناء اللعب، كما فعل في الأسابيع الأخيرة. كان لهذا تأثير مشجع على ماركوس راشفورد أمامه، حيث حاول الثنائي اختراق خط دفاع أستون فيلا العالي.
كانت تعليمات تين هاغ لدالوت بالبقاء على الهط لأنه واجه مهمة صعبة في مواجهة بيلي، لكنه بذل ما يكفي لإبقاء الدولي الجامايكي بلا خطورة إلى حد ما، قبل أن ينقذ هدفًا مؤكدًا عندما منع محاولة جادين فيلوجين في الوقت المحتسب بدل الضائع.
تغيير راشفورد الغريب
كان من الخاطئ تغيير ماركوس راشفورد بعد مرور ساعة من اللعب، والإبقاء على لاعبين مثل أليخاندرو غارناتشو السيئ اليوم، كان هذا يعني أن فريق تين هاغ سحب أخطر لاعب في المباراة وأخطر منفذ له في الهجمات المرتدة التي اعتمد عليها في آخر 30 دقيقة.
قدم راشفورد شوطًا أولاً ممتازًا، حيث تسبب في جميع أنواع المشاكل للظهير الأيمن للفيلا ماتي كاش، واختبر الحارس إيميليانو مارتينيز في مناسبتين، وكان أخطر لاعب في اليونايتد عندما تصل له الكرة، وهو يعيش مؤخرًا حالة جيدة كان آخرها أمام بورتو، لكن القرار كان غريبًا اليوم من المدرب الهولندي لليونايتد بإخراج أفضل أوراقه.
أبرز ما يخشاه أستون فيلا
مشكلة أستون فيلا أنه يعاني من قائمة طويلة من الإصابات وعليه ضغط مباريات كثير كونه يلعب في دوري أبطال أوروبا ولا يمتلك العمق الهجومي الذي يؤهله للمداورة، كما أن قوته تكمن في التشكيلة الأساسية له.
اليوم خرج المدافع إيزري كونسا مصابًا، وقبل المباراة افتقد لجون ماكين وأمادو أونانا وجاكوب رامسي وتيرون مينغيز وبوباكار كامارا بسبب الإصابات.
ومثل مانشستر يونايتد كان هجوم أستون فيلا في أسوأ أحواله، لدرجة أن إجمالي الأهداف المتوقعة بين أستون فيلا ومانشستر يونايتد في هذه المباراة 1.05 فقط (وهو أدنى مستوى في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن هذا الموسم). والواقع أن آخر مباراة في المسابقة شهدت إجماليًا أقل من ذلك كانت أرسنال (1-0) مانشستر سيتي في أكتوبر 2023 (0.87).