تحليل: لا جناح أيمن.. لماذا يُكدس أنشيلوتي نجومه على اليسار؟
أدى الفوز بكأس السوبر الأوروبي قبل أربعة أيام فقط من المباراة الافتتاحية للدوري الإسباني أمام ريال مايوركا، إلى رفع التوقعات بشأن أداء ريال مدريد محليًا بقيادة كارلو أنشيلوتي الذي قاده للفوز ببراعة بلقب الموسم الماضي.
المباراة انتهت بالسقوط في فخ التعادل الإيجابي، وهو ما أثار غضب واضح وغير معتاد من المدرب الإيطالي، وتحدث بوضوح في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، وأعرب عن أسفه لغياب التوازن لدى فريقه.
في الواقع، تعتبر التعادلات في البداية نذير شؤم لريال مدريد عندما يدافع عن لقبه المحلي. في المرات الخمسة الأخيرة التي بدأ فيها بطل الدوري الإسباني النسخة التالية دون فوز، لم يتمكن من الفوز باللقب مرة أخرى.
التركيز على الجانب الأيسر من أنشيلوتي
كان هناك شيء واضح في ريال مدريد منذ مباراة أتالانتا في كأس السوبر الأوروبي، وهو التركيز على الجانب الأيسر. الفريق على الورق كان يلعب برودريغو على الجناح الأيمن وفينيسيوس جونيور على الرواق الأيسر وكيليان مبابي في عمق الهجوم.
لكن أكثر من مرة كان الثلاثي ينشط فيها في نفس الجانب، بل ويأتي معهم لاعب الوسط جود بيلينغهام، وتكرر الشيء نفسه أمام ريال مايوركا في افتتاحية كما توضح خريطة تحركات الرباعي أعلاه.
أكثر من 52% من هجمات ريال مدريد أمام ريال مايوركا جاءت من الجانب الأيسر الذي كان يُركز عليه الفريق، وهذا طبيعي، مع انخفاض نسبة الهجوم من الجانب الأيمن إلى 26% لعدم وجود جناح أيمن صريح، كما توضح الصورة أدناه.
لكن لِمَ يتكدس ريال مدريد بكافة أوراقه على اليسار؟
عندما سُئل أنشيلوتي عقب مباراة مايوركا عن هذا الأمر، فقال إنه لا يهتم بالمراكز بقدر ما يهتم بإحساس اللاعبين، وقال: "الجهة اليسرى سيشغلها فيني أو مبابي، دون أي تخطيط مسبق، سيتعلق الأمر بما يحسه الثنائي فيني ومبابي".
لكن فكرة أنشيلوتي بأن يتبادل مبابي مع فينيسيوس مركز المهاجم الصريح والجناح الأيسر لم تحدث، فالثلاثي كانوا معًا كثيرًا في نفس الجانب، لدرجة أن الهدف الذي سجله رودريغو جاء وهو من الجانب الأيسر ومبابي بجانبه هو وفينيسيوس جونيور.
لكن في الحقيقة هناك فكرة لِمَ يركز أنشيلوتي على وضع كافة أوراقه على الجانب الأيسر، والفكرة التقطتها قناة (موفيستار) في حديث كان علنيًا بين مبابي وفينيسيوس عن تبادل مركزيهما ومدى صعوبة إيقافهما.
قال مبابي حسب التسريب: "أعتقد أنه عندما نغير مجرى اللعب، فإنهم لا ينتظروننا هناك. ويمكنك تمرير الكرات إلى الجانب الآخر بسرعة".
هذه هي الفكرة ببساطة، أن يتم تجميع اللعب في الجانب الأيسر لتحرير مساحة لشخص ما في الجانب الأيمن فجأة عند تغيير مجرى اللعب، وعادةً ما يكون الظهير داني كارفاخال أو الظهير البديل الأيمن لوكاس فاسكيز وهو جناح في الأصل يجيد هذا الاختراق.
وعندما يتم نقل الهجمة للظهير ستتحرك كتلة الدفاع لمايوركا بشكل طبيعي نحو اليمين وهنا يتم انتشار فينيسيوس ومبابي ورودريغو في منطقة الجزاء بدون رقابة.
وحدث ذلك في الشوط الثاني بعد دخول فاسكيز، لكن المعضلة هنا تكمن في أمرين، بطء تحرك كارفاخال للثلث الهجومي وأحيانًا عدم القدرة على نقل الهجمة نفسها؛ لأن الثلاثي المدريدي يلجؤون كثيرًا إلى الحل الفردي.
فريق أنشيلوتي لديه خط هجوم من المواهب الخالصة. لاعبون قادرون على تغيير مسار المباريات بمفردهم، ولكن هناك أيضًا خطر وقوع لاعبي كرة القدم في إغراء الاعتقاد بأنه عندما تتعقد الأمور، فإنهم يعتقدون أن عليهم حلها بأنفسهم.