بعد تجاوز سيلتا فيغو في الدوري الإسباني | كم مرة سمعت تلك الجملة بعد مباراة للريال؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-20
-
آخر تعديل:
2024-10-20 01:26
من احتفال لاعبي ريال مدريد خلال الفوز على سيلتا فيغو ضمن منافسات الدوري الإسباني (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عاد ريال مدريد بفوزٍ غالٍ من ملعب بالايدوس على حساب صاحب الأرض سيلتا فيغو بعد انتهاء مباراتهما معًا بانتصار مدريدي بنتيجة 1-2 ضمن مباريات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني "لا ليغا".

وعادل الريال بذلك رصيد برشلونة عند النقطة الرابعة والعشرين مع تبقي مباراة يلعبها الأخير غدًا قبل صدامهما الأسبوع القادم في كلاسيكو الدوري الإسباني.

كم مرة سمعت تلك الجملة؟

جملة "المهم النقاط الثلاثة" هي جملة ستسمعها عقب فوز أي فريق عندما يقدم أداءً سيئًا ويخرج فائزًا، وهو أمر طبيعي ومنطقي أن يفكر أي فريق بهذا الشكل عقب المباراة، فما أجمل أن تحل مشاكلك وتسد ثغراتك وأنت منتصر!

لكن تلك الجملة لها حدود، ومن المفترض ألا نسمعها بهذه الكثافة مع أي فريق كبير. لكننا صرنا نسمعها عقب الكثير من انتصارات ريال مدريد في الدوري الإسباني هذا الموسم! غير معقول هذا الكم من الانتصارات الذي يخرج به الفريق بعدما يقدم أداءً غير مقنع ويكون محظوظًا جدًا بالخروج فائزًا!

في 1000 عالم موازٍ كان ريال مدريد ليخرج خاسرًا لتلك المباراة أو على أقل تقدير خاسرًا لنقاط، لكن في عالمنا هذا فقط عاد الريال إلى مدريد بالنقاط الثلاثة .. فقط لأن سفيدبيرغ وبامبا ودوفيكاس أضاعا انفرادات غريبة، وفقط لأن ريال مدريد يمتلك حارسًا كألف ولاعبين قادرين على صناعة الفارق مثل مبابي وفينيسيوس جونيور ولوكا مودريتش، لكن ليس لأن ريال مدريد فريق جماعي يقدم أداءً مميزًا أو أن مدربه يرسم خطة واضحة ويتمتع بنظام كبير. كل شيء في ريال مدريد فوضوي إلى درجة تثير التعجب.. أنّى لهذا الفريق أن يفوز بمثل هذه المباريات في بطولة قوية مثل الدوري الإسباني "لا ليغا"؟!

دفاع خماسي أم رباعي؟ أم ماذا؟

في مباراته اليوم ببطولة الدوري الإسباني ضد سيلتا فيغو، لعب كارلو أنشيلوتي بأوريلين تشواميني كقلب دفاع ثالث إلى جوار ميليتاو وروديغير. أم أنه لم يفعل؟ الأمر محير في الحقيقة، فقد استمر التغير بشكل كبير خلال المباراة. في البداية كان اللعب بتشواميني في الدفاع ليتحول لخط خماسي أو ثلاثي سمّه كما شئت بنظرتك تجاه تمركز فاسكيز وغارسيا.

كان هذا الأمر غير مجدٍ على الصعيد الدفاعي في أكثر من لقطة أتيحت لسيلتا بل إنه تسبب كذلك في قلة عدد لاعبي الوسط أمام سيطرة سيلتا فيغو الذي لم يكتفِ بوجود لاعبي وسطه المعتادين بلتران -الكارثي اليوم- وسوتيلو وانضمام بامبا إليهما، بل كان مينغيزا يقوم بما يقوم به منذ الموسم الماضي من أداء ممتاز لا ينتبه إليه كثيرون، فقلة قليلة تشاهد سيلتا في الدوري الإسباني وتتابع الدور الذي يشبه ألكساندر أرنولد الذي يقدمه مينغيزا مع فريقه بانضمام كثيرًا لخط الوسط. ومع عدم وجود بيلينغهام في عمق الوسط وانتقاله إلى الجناح الأيمن للمرة الأولى منذ ارتدائه لقميص ريال مدريد أصبح الوضع غير مريح لجماهير الريال، لكن راحتهم جاءت من خطأ فادح من بلتران ثم تسديدة عبقرية من كيليان مبابي منحت الريال التقدم.

أنشيلوتي تحرك في الشوط الثاني ليعيد تشواميني إلى خط الوسط، وصحيح أن هذا الأمر حسن قليلًا من اختراقات سيلتا من العمق إلا أنه تسبب في كارثة محققة على مستوى خط الدفاع الذي تشعر أنه فوجئ بهذا الأمر فغارسيا يضغط بشكل متطرف لا يليق إلا بظهير جناح (مركزه في الشوط الأول) وليس ظهيرًا صريحًا (مركزه في الشوط الثاني) وروديغير وميليتاو يرحّلان للأطراف بشكل يشبه الدفاع الثلاثي بينما فاسكيز ينسى التغطية العكسية لتكتمل الكارثة في لقطة هدف التعادل.

ريال مدريد يتيم

لم يحدث تأثير من عودة تشواميني للخلف أي جديد، إلا عند دخول لوكا مودريتش وتحسينه لأداء خط وسط ريال مدريد الذي أخيرًا بدأ يحتفظ بالكرة ولو قليلًا قبل أن يمرر أكبر من ارتدى قميص الريال تمريرة رائعة لفينيسيوس جونيور الذي استغل تغطية كارثية لستارفيلت المتردد بين مصيدة التسلل أو الركض مع البرازيلي الذي رقص فرحًا بهدف التقدم.

لكن لقطات لوكا مودريتش اليوم أظهرت كم أصبح ريال مدريد يتيمًا باعتزال كروس وعدم القدرة على اشتراك مودريتش لفترات أكبر. يتساءل بعض محبي الميرينغي عن سر تمسك مودريتش باللعب الدولي حتى الآن لأن هذا الأمر ربما منع مودريتش من المشاركة منذ البداية لأن المباراة ربما كانت لتغدو مرهقة جدًا بدنيًا على الكرواتي بالنظر لمستوى الفريق السماوي.

الغريب هو أن مستوى سيلتا الممتاز جاء في غياب نجمه ياغو أسباس الذي لو كان موجودًا لربما سجل من لقطة واحدة على الأقل من اللقطات المهدرة التي كاد يجن وهو يتابعها من المدرجات.

الخلاصة قبل كلاسيكو الدوري الإسباني

ريال مدريد عليه التحرك. أنشيلوتي صار "جامدًا" إلى أقصى درجة، ولا توجد مؤشرات للتحسن إلا ربما في المستويات الفردية المميزة لفينيسيوس وتحسن مبابي وقوة ذهنية كبرى لبيلينغهام، لكن بخلاف ذلك لم يتحسن الأمر كثيرًا بعودة كامافينغا، بل ازدادت الأمور سوءً إلى درجة شديدة بإصابة كارفاخال، ربما عزاء الفريق الوحيد أنه يؤدي بشكل أفضل في المباريات الكبرى إذ يلعب بشكل أشد تحفظًا ومن ثم ربما تتغير الأمور في كلاسيكو الدوري الإسباني لكنها ربما تكون حقيقة مُسكِّنة قد يصحو منها الريال على كارثة قريبًا سواء في الكلاسيكو أو غيره، إلا إن كان هذا العالم مُصرًا على أن يكون عكس أي عالم موازٍ منطقي آخر!

شارك: